بعد مرور أسابيع على اللقاء العاصف الذى شهد مشادة بينهما فى البيت الأبيض، عقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي،لقاء مقتضبا أمس فى روما على هامش جنازة البابا فرنسيس.
قال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني، سيرجى نيكيفوروف فى تصريح صحفي، إن «الاجتماع عقد وانتهي»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وفق ما نقلت «فرانس برس».
وصرح ستيفن تشونج مدير الاتصالات فى البيت الأبيض بأن ترامب أجرى «نقاشا مثمراً للغاية» مع زيلينسكى قبيل المشاركة فى جنازة البابا.
وكان قد كتب ترامب على منصّته للتواصل الاجتماعى «تروث سوشيال» بعد وصوله إلى روما، أن روسيا وأوكرانيا قريبتان جدا من ابرام اتفاق، وعلى الجانبين الآن أن يجتمعا لوضع اللمسات الأخيرة عليه.
يأتى ذلك تزامناً مع إعلان الكرملين فى وقت سابق أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف بحثا خلال اجتماعهما فى موسكو «إمكان» إجراء محادثات مباشرة بين كييف وموسكو.
وصرح الكرملين بأن ويتكوف – الذى يلتقى بوتين للمرة الرابعة -قد عقد اجتماعاً استمر ثلاث ساعات مع الزعيم الروسي، حيث قال المساعد الرئاسى فى الكرملين، يورى أوشاكوف، بعد المحادثات إنه جرى نقاش حول إمكان تجديد المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، واصفاً المحادثات بأنها «بناءة ومفيدة جداً».
تأتى هذه المحادثات بين ويتكوف وبوتين بعد أيام من رفض زيلينسكى مقترحاًَ أمريكياً للسلام، تضمن عدة بنود، من ضمنها التنازل عن شبه جزيرة القرم لصالح روسيا، التى احتلتها عام 2014، الأمر الذى أثار حفيظة ترامب حينها، الذى وصف تصريحات الرئيس الأوكرانى بالتحريضية والتى تعقد مسار السلام.
فى حين رحبت موسكو بالمقترح الأمريكي، مؤكدة فى الوقت عينه أنه لا يزال يحتاج للدراسة وتوضيح بعض النقاط.
إلا أن بعض المصادر أفادت مؤخراً بأن كييف قدمت مقترحاً مضاداً خففت فيه من حدة لهجتها وموقفها تجاه التنازل عن بعض الأراضى التى احتلتها روسيا، والتخلى عن حلم الانضمام إلى الناتو، مقابل تقوية الجيش وتواجد قوات أمريكية أو أوروبية على أراضيها.
على الصعيد الميداني، أعلنت روسيا استعادة منطقة «كورسك» بالكامل، فيما أعلن الجيش الأوكرانى أن عملياته فيها مستمرة.
كان قد ظهربوتين فى مقطع مصور نشره الكرملين أمس وهو يتلقى تقريرا من رئيس أركان الجيش الروسى فاليرى جيراسيموف، الذى أبلغه بأن القوات الأوكرانية تم طردها من آخر منطقة فى كورسك كانت تحت سيطرتها منذ الهجوم الذى شنته فى أغسطس 2024، مؤكداً لبوتين على الدور الكبير الذى لعبه جنود من كوريا الشمالية فى النجاحات العسكرية الروسية فى كورسك.