طالب ترامب الرئيس الأمريكى الأسبق والمرشح للرئاسة لفترة جديدة نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل وحامل لواء الإبادة للفلسطينيين بانتصار سريع ..هذا ما أخبر ترامب به الصحفيين الجمعة الماضية فى مؤتمر صحفى له. والانتصار السريع الذى يقصده هو سرعة القضاء على الفلسطينيين فى غزة لأن إسرائيل تعانى – كما يقول – من مشكلة علاقات عامة تزداد سوءا ويقصد فى ذلك إن صورة إسرائيل الزائفة التى كانت تروجها فى العالم انكشفت واستمرار عملية الإبادة وبطتها يزيد هذه الصورة سوءًا.
فترامب يريد الإسراع فى القضاء على الفلسطينيين لا يقصد وقف اطلاق النار وهو ما حرص على توضيحه بما وجهه من لوم لمنافسته التى تطالب بوقف اطلاق النار حيث قال: «منذ البداية، تعمل هاريس على تكبيل يد إسرائيل خلف ظهرها، وتطالب بوقف فورى لاطلاق النار، تطالب على الدوام بوقف اطلاق النار».
أما المناصرون للحق الفلسطينى من خلال المظاهرات المطالبة بوقف الحرب وإنهاء الدعم الأمريكى العسكرى لسرائيل فقد وصفهم بأنهم «بلطجية من أنصار حماس» و«متعاطفون مع التطرف». وهدد باعتقالهم وترحيلهم من الولايات المتحدة إذا أصبح رئيسا.
لم يتوقف ترامب عند هذا الحد وإنما أعلن أنه ينوى زيادة مساحة إسرائيل لأنه يراها صغيرة على الخريطة وهو ما نقلته القناة الـ12 الاسرائيلية .
لم ينس ترامب أن يعلن أنه سيقدم لإسرائيل الدعم الذى تحتاجه للانتصار قائلاً: لكننى أريدهم أن ينتصروا بسرعة» كأنه يرى أن الحرب ستظل قائمة حتى يتولى مسئولياته كرئيس أن فاز فى سباق الرئاسة ليقوم هو بمزيد من الدعم العسكرى لإسرائيل.
السؤال: هل دونالد ترامب يختلف عن جو بايدن الرئيس الحالى : الحقيقة : لا. لكن لكل منهما طريقته فى التعامل مع العرب والمسلمين منذ الإعلان الأمريكى أن العدو الجديد للحضارة الغربية بعد سقوط الاتحاد السوفيتى هو الإسلام .فاحدهما وهو ترامب واضح لا يوارب فى الاعلان عن أهدافه وكراهية العرب والمسلمين والآخر يتجمل فى تحقيق أهدافه من خلال تحريف الكلام وتلوينه والخداع اللفظى .
فترامب أعلن أثناء حكمه عما أسماه» صفقة القرن» والتى كان هدفها القضاء تماما على الفلسطينيين من خلال حكم ذاتى لا يسيطر على دولة، فالدولة الفلسطينية بلا حدود كمرحلة من مراحل القضاء عليها، وكذلك بايدن الذى سعى إلى تهجير أهل غزة إلى سيناء إلا أن مصر رفضت واستأسد الفلسطينيون فى بلدهم، ثم كانت فكرة توزيعهم على دول العالم وها هم الفلسطينيون تتم عملية الإبادة لهم بالقتل اليومى أمام أعين أمريكا بالأسلحة الأمريكية، وأمريكا تقدم المزيد من الأسلحة وتدعى أن إسرائيل تحرص على تجنب المدنيين فى الوقت الذى لا تقتل إسرائيل إلا المدنيين، وتدعى أمريكا أيضاًَ تقدما فى المفاوضات لا يتحقق أبدا لتخدير الشعوب الغاضبة وتهدئة ذوى الأسرى الإسرائيليين.
إذن فليس أمام العرب إلا الاعتماد على أنفسهم وعليهم الانصراف عن الامل فى حل الأمريكى لأزماتهم، فأمريكا لا تمثل إلا سايس لوحش مفترس يقوم بحماية هذا الوحش ويقدم له الفرائس ليلتهمها.
فلا أمل فى النجاة فى هذا الصراع إلا لمن يعتمد على نفسه ويعيد عدته لقابل الأيام تحسبا للمفاجآت.