مع يقينى الذى لا يتزحزح بأن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الفائز العائد للبيت الأبيض لدورة ثانية دونالد ترامب.. لا تستطيع تغيير سياستها تجاه الشرق الأوسط.. أو بمعنى أدق لن تغير من سياسة الكيل بمكيالين والانحياز السافر والدعم اللامحدود للكيان الصهيونى بالمال والعتاد والسلاح وأن ما قاله جو بايدن صراحة: بأنه لم لو تكن هناك إسرائيل.. لخلقنا إسرائيل.. هو نفس ما يعتنقه ترامب ويؤمن به.. وربما زاد دعمه للاستيطان والتوسع الصهيونى غير القانونى وابتلاع الأراضى الفلسطينية.. ووأد حل الدولتين.
ومع اعتقادى الراسخ بأن الإدارة الأمريكية لا يقودها أفراد وإنما مؤسسات.. وأن السياسة الأمريكية اشبه بقطار لا يستطيع أى رئيس أن يغير وجهته.. وإنما يملك اختيار من يركب معه وفى أى عربة يكون.. فلم نسمع منذ جورج واشنطن وروزفلت وإيزينهاور إلى بارك أوباما وجوبايدن ودونالد ترامب.. ان جاءت إدارة وتخلت عن دعم دولة الاحتلال واقامت العدالة والشرعية الدولية فى أزمات الشرق الأوسط.. أو أدانت الاستيطان.. وسعت إلى نزع السلاح النووى من الشرق الأوسط.. كما تفعل مع سائر دول المنطقة.. بينما تغض الطرف عما يمتلكه الكيان الصهيونى من نووى وذرى ومع كل هذه المسلمات.. ومن قبيل التفاؤل بعيد المنال.. هل يمكن لدونالد ترامب أن يكتب تاريخًا جديدًا.. ويحول دفة السياسة الأمريكية.. ويجد حلاً للمستحيلات الأربعة.. التى تواجه العالم الآن.. وتملك الإدارة الأمريكية وحدها مفاتيح هذه الأزمات.. فهل يغير ترامب التاريخ.. ويفوز بجائز نوبل للسلام عقب تجاوز التحديات أو بمعنى أدق المستحيلات الأربعة.. وهى الحرب الروسية ــ الاوكرانية.. غزة.. لبنان.. إيران.. هل يستطيع ترامب أن يمد جسور التواصل من جديد مع فلاديمير بوتين الرئيس الروسى وينهى كافة نقاط الخلاف ومحاولات ضم أوكرانيا لحلف الناتو.. وانهاء الحرب الباردة والساخنة مع روسيا.. هل يستطيع ترامب الضغط على دولة الاحتلال ورئيس حكومتها اليمينى المتطرف النتن ياهو.. ويوقف الدعم الأمريكى اللامحدود لحرب الإبادة التى تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.. ويعمل بجدية على وقف اطلاق النار فى غزة.. وينهى العدوان على لبنان.. وهل يستطيع التحرك الجاد لإنهاء الأزمة الإيرانية ــ الإسرائيلية ويوقف سلسلة الاغتيالات وتبادل التهديدات.
> > >
لو استطاع ترامب التوصل لحلول لهذه التحديات أو المستحيلات الأربعة لفاز بجدارة بجائز نوبل للسلام.
> > >
والواقع يؤكد أن هذه المستحيلات والحديث عنها مجرد أوهام لا وجود لها فى الاجندة الحقيقية لإدارة ترامب الجديدة خاصة أن المتأمل فى اختيار عناصر حكومته يدرك أن العديد منها خاصة فى الدفاع يدرك أنهم من المتطرفين المنتمين للكيان الصهيوني.. وأن المرحلة القادمة غير مبشرة.. فى ظل تصريحات ترامب ودعمه الدائم لدولة الاحتلال.. وتنفيذ ما بدأه فى الولاية الأولى بقرار نقل سفارته إلى القدس.. دون مبالاة لمواقف الدول العربية والإسلامية.. وأنه سوف يعمل ويدعم رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرف فى التوسع الاستيطانى وابتلاع الأراضى الفلسطينية ووأد حل الدولتين.. وتنفيذ اجندة نتنياهو فى التوسع وترجمة الخريطة المزعومة التى يريدها بابتلاع أجزاء من الأراضى العربية وإن لم تكن هناك وقفة جادة.. وتحرك ايجابى من كافة الدول العربية والإسلامية لوقف مزاعم وغطرسة نتنياهو وجراءة وتهور دونالد ترامب.. فسوف تكون العواقب وخيمة وبصورة غير متوقعة.. وصادمة وخلال دعايته الانتخابية قال بالنص: «إن هذه الانتخابات هى خيار بين ما إذا كنا سنواجه أربع سنوات أخرى من عدمك الكفاءة والفشل الفادح.. أو ما إذا كنا سنبدأ أعظم سنوات فى تاريخ بلادنا».. فلا نريد أن يحقق أعظم سنوات حكمه على حساب بلادنا وقضيتنا.. ولابد من تكامل وتضامن عربى إسلامى لمواجهة المشروع الإسرائيلى لتصفية القضية الفلسطينية.. والتوسع الإسرائيلى المزعوم.