وتبرع للجامعة.. وآثار أبوتيج.. وقضية مجوهرات!!
ويأتينا الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ليفصح عن الوجه الحقيقى فى شخصيته وسياساته المنتظرة فى التعامل مع قضايا منطقة الشرق الأوسط التى تمثل إحدى أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
فبدلاً من أن نسمع خطاباً حازماً ينتصر فيه ترامب للإنسانية ويؤكد موقعه كرئيس لأكبر قوة عسكرية فى العالم ويدعو إلى وقف حرب الإبادة فى قطاع غزة فإنه بدلاً من ذلك تجاهل كلياً معاناة الفلسطينيين ولم يتحدث عن 44 ألف شهيد فلسطينى فى الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر من العام الماضى فإنه صب كل اهتمامه على قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس وهدد بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى قبل 02 يناير القادم «موعد تنصيبه رئيساً لأمريكا» فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه فى الشرق الأوسط.
وللرئيس الأمريكى ترامب الحق.. كل الحق فى أن يدعو إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إذا كانوا مازالوا أحياء وذلك من منطلق تعهداته والتزاماته تجاه إسرائيل، ولكن المسئولية الأكبر هى مسئولية لا تتجزأ فى ضرورة الإفراج عن وطن بأكمله مازال أسيراً لدى إسرائيل برعاية ومباركة ودعم أمريكى بلا حدود..!
إن بداية ترامب الرئاسية على هذا النحو تشير إلى أن هناك مفاجآت أخرى قادمة فى التعامل الأمريكى مع قضايا الشرق الأوسط وأن لترامب أجندة ورؤية خاصة به ولن يكون هناك الكثير من التفاهم والحوار معه.
>>>
والسوشيال ميديا تعيدنا إلى التاريخ.. إلى الذكريات.. إلى مجموعة خطب وكلمات كان يلقيها العقيد معمر القذافى الذى انتهزوا فرصة فوضى الربيع الزائف واغتالوه ومثلوا بجثته!! وفى هذه الخطب والكلمات فإن القذافى كان يقرأ ويستشف المستقبل ولم نكن نهتم كثيراً بما يقوله.. وأحياناً كنا نتعامل مع مقولاته بنوع من السخرية وعدم المبالاة.
ويبدو أننا مدينون بالاعتذار إلى القذافي، فالرجل كان يتحدث مراراً وتكراراً عن المخطط الذى يستهدف الأمة العربية كلها، بداية من احتلال العراق وإعدام صدام حسين وصولاً إلى تدمير وتقسيم عدد من الدول العربية فى محاولة الانقضاض على مصر أيضاً.. وكان دائماً ما يردد بأن الهدف هو مصر.. إنهم يستهدفون فى الأساس مصر ويحاولون حصارها من كل الجبهات..!! كان القذافى يتحدث بتلقائية فى كثير من الأحيان.. لكنها كانت الواقعية المؤلمة التى لم يكن هناك من يعتقد أنها مستقبل العرب..!
>>>
ومن جحيم الشرق الأوسط إلى «نعيم الآثار» ونجاح قوات الأمن فى أسيوط فى إلقاء القبض على أحد الأشخاص فى مركز أبوتيج وقد وجدوا فى حوزته 904 قطع أثرية ناتجة عن أعمال حفر غير مشروعة وجاهزة ومعدة للاتجار..!
وإذا كان شخص واحد تم ضبطه يملك هذا العدد من القطع الأثرية، فكم سيملك غيره من الذين لم يتم رصدهم أو القبض عليهم فى قرى ومراكز ومحافظات لا يتوقف الناس فيها عن التنقيب عن الآثار الفرعونية المدفونة أسفل منازلهم..!!
إن مصر كلها قائمة على مخزون هائل من الآثار فى باطن الأرض.. وتجارة الآثار تنافس وقد تتفوق على تجارة المخدرات.. وليس مهماً لدى البعض بيع تاريخنا وآثارنا.. المهم هو الدولارات.. وعصابات منظمة تعرف كيف تشتري.. وكيف تبيع وكيف تقوم أيضاً بالتهريب!! مافيا متشابكة وقائمة منذ عشرات السنين.. ومازال السطو على الآثار مستمراً.
>>>
وبعض الناس تنتقد التبرع الضخم الذى قدمته إحدى العائلات الثرية فى مصر للجامعة الأمريكية بالقاهرة وهو التبرع الذى يقدر بمليار ونصف المليار جنيه ويمثل أكبر تبرع فى تاريخ الجامعة الأمريكية.
وحقيقة فأنا لا أعلم سر هذا الانتقاد والهجوم.. فالعائلة المذكورة تبرعت من مالها الخاص وهذا لا شأن لأحد به.. كما أن تبرعها جاء فى مجال دعم التعليم سواء كانت جامعة خاصة أو حكومية، فهى فى النهاية مؤسسات تعليمية مصرية تخدم طلاباً مصريين!!
ويبقى أن نقول إن التبرع فى بناء المستشفيات والجامعات والمدارس قد يكون أكثر فائدة وأهمية من بناء دور العبادة.. وما يحتاجه «بيتك» هو الأهم.. والبيت يحتاج إلى أولويات فى الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية.
>>>
والدنيا مقلوبة.. حوارات وقضايا ومحامون ومشاهير.. والحديث يدور حول قضية المجوهرات التى اختفت من شقة تابعة لمخرج مشهور وزوجته والتى اتهم فيها صديق المخرج.. والمجوهرات التى كانت «منسية» فى الشقة وفى دولاب بالقرب من العمال الذين كانوا يعملون داخلها يصل قيمتها إلى 052 مليون جنيه فقط لا غير، جزء من كله.. شوية ساعات وألماظات وحاجات بسيطة مركونة ولا يمكن تذكرها أيضاً على وجه التحديد..!
والحوار فى هذه القضية أشعل الوسط الفنى كله.. فهناك من تطوع بالشهادة.. وهناك من نظم حملات دعم ومساندة للمخرج المتهم.. وهناك من أتى ليشعلها ناراً ويتحدث عن كشف المستور وتوسيع دائرة البحث والاتهامات لتشمل الماضى والحاضر والمستقبل..!! ناس بتتسلى بحديث الملايين ويأتى أحدهم بعد ذلك ليظهر فى برنامج تليفزيونى للحديث عن انحيازه للفقراء..!!
>>>
ولا حديث أيضاً إلا عن الذين بدأوا الاستعداد لاحتفالات العام الجديد، والجميع فى ذلك ينتظر عاماً جديداً ويتابع ماذا تقول الأبراج عن توقعات وأحداث العام الجديد!! ونحن على عكس كل هؤلاء.. نحن نبحث عن عام قديم.. عام كانت فيه أرواحنا وقلوبنا بخير.. عام نستعيد معه ونتذكر أيام البراءة والبساطة.. هل سيأتينا هذا العام مرة أخري.. الله أعلم..!