لم تكن الولاية الاولى للرئيس الامريكى دونالد ترامب مبشرة واتخذ خلالها قرارا غريبا وعجيبا بنقل السفارة الامريكية إلى القدس وسط غضب عربى وفلسطيني.
لم يشهد الوضع الفلسطينى اى تقدم أو بارقة امل فى تنفيذ الشرعية الدولية أو حتى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية ولم يكن هناك حتى مجرد التعاطف مع قضايا الشرق الاوسط والتوقف عن الكيل بمكيالين والانحياز السافر للكيان الصهيونى فى دورته الاولي.
واليوم عاد ترامب إلى البيت الابيض وسط تحديات جسيمة وعدوان اسرائيلى متواصل على غزة ولبنان وتشكيل فريق العمل الجديد مع ترامب كل عناصره متطرفة نحو اليهود وينذر بعواقب وازمات عديدة
كما لم يتأخر ترامب فى تقديم الهدايا الثمينة وسيقدم دعماً لا محدودا لاسرائيل وهذا ما فسره بنيامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف الذين يشيدون بنجاح ترامب واثقين ان مصالحهم ستنفذ بشكل افضل لا سيما ملف ضم الضفة الغربية وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية وازالة اى تأخير أو قيود فى التسليح سيتم الغاؤها فورا.
من هنا لم يعد امامنا نحن العرب الا الموقف الصلب والنافذ امام التحديات. لم يعد الغرب يخفى مخططاته نحو الشرق ولم يعد الغرب يغلف نواياه بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التى كان دوما يتشدق بها وهم ابعد ما يكونون عنها.. بل سقطت كل الاقنعة عن الوجوه القبيحة والنوايا الخبيثة فى تقسيم وتفتيت الشرق الاوسط ودول عربية على وجه الخصوص وتنفيذ برنامج لويس لتقسيم دول الشرق الاوسط وتحويلها إلى طوائف متقاتلة وتتحول الدول إلى اطلال وبقايا شعوب.
هذا البرنامج بدأ بالعراق الذى دمره الامريكان بمعلومات مضللة وتقارير كاذبة وحجج واهية عن امتلاك اسلحة دمار شامل.. دمر الامريكان بلاد الرافدين ونهبوا النفط والثروات تحت شعارات عراق ما بعد صدام عراق الحرية والديمقراطية وللأسف انخدع الكثيرون من ابناء العراق انفسهم بهذه الشعارات حتى انفرط عقد بغداد فلم يجد العراقيون وطنا ولا ارضا وانما احتلالاً ونهب ثروات.. حتى عندما انسحب الامريكان بعد خراب مالطا تركوا الميليشيات المسلحة تزرع الفتن فى بلاد الرافدين تفجر مكانا للشيعة وتعلن ذاتها على لسان السنة مسؤولياتها ثم تضرب مقر السنة وتعلن ذاتها مسؤوليتها الشيعة لتزرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد وكلا الجانبين لا يعلمون من يفجر ومن يدير، انها ميليشيات الاحتلال فمن يسقط فى الفخ لا يعود والوطن الذى يتحول إلى اطلال وينزلق إلى الهاوية لن يرى النور مرة اخرى فأين العراق واين ليبيا وماذا حدث لسوريا وكيف يتهاوى السودان ويتقاتل ابناء الاسرة الواحدة أنه المخطط المحكم لتفتيت وتقسيم الشرق الاوسط الذى ينفذه بدقة التحالف الماسونى الصهيوأمريكي.
اننا جميعا امام تحديات كبيرة.