بين التفاؤل والتشاؤم استقبل كثيرون نجاح رونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية وانتصار الحزب الجمهورى على الديمقراطيين فى ظل تحديات جسيمة وتراكمات عديدة واجهة العالم بأسره منذ جائحة كورونا التى أثرت على اقتصادات العالم وأدت إلى الإغلاق الكامل للنشاط الاقتصادى فى العديد من دول العالم مروراً بالحرب الروسية- الأوكرانية التى أدت إلى ارتفاع غير مسبوق فى أسعار الغذاء والطاقة وتراجعت سلاسل امداد الغذاء العالمية بصورة كبيرة إلى الحرب الإسرائيلية الشاملة على غزة ولبنان ثم المواجهات الإيرانية- الإسرائيلية التى زلزلت بعواقب وخيمة.. هذه التحديات العديدة زلزلة أركان العالم بصفة عامة ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة التحولات الجيوسياسبة فى المنطقة أثرت بشكل مباشر علي اقتصادات دول الشرق الأوسط لأن التصعيد المستمر من جانب قوات الاحتلال على غزة ولبنان وإيران ينعكس على اقتصاد البلدان بصورة مباشرة والاستثمارات الأجنبية بصفة خاصة التى تبحث دائماً عن الاستقرار.
هذه التحديات الكبيرة التى تواجهها العديد من الدول وضعت الحكومات فى مازق كبير بين مسئوليتها فى توفير الاحتياجات الأساسية لشعوبها ومواجهة موجات الغلاء المستمرة وأيضاً مواجهة طوفان اللاجئين الذين يحتاجون لنفس احتياجات الشعوب إلى الحياة.
من هنا فاننى ارى وأتمني من الإدارة الأمريكية الجديدة ان تسعى إلى إرساء دعائم الاستقرار والأمن فى العالم وإنهاء المنازعات على الجهات الأربع روسيا وأوكرانيا وغزة ولبنان وإيران واستمرار التوتر أو التصعيد يضاعف من الأزمات الاقتصادية خاصة فى الدول النامية التى تعانى أساساً من بطء النمو الاقتصادى بسبب هذه الصراعات المستمرة والمطلوب أيضاً من الإدارة الأمريكية ان تمد جسور التعاون مع الدول الكبيرة روسيا والصين والهند وألمانيا وفرنسا للمعاونة الجادة فى إنهاء الأزمات الإقليمية الدولية لأن ذلك يساعدها فى تحقيق مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية خاصة فى منطقة الشرق الأوسط.
اما امنيتى من الدول العربية فى ظل هذه التحديات ان يكون لها رؤية عربية موحدة لتحقيق نظام إقليمى مستقر يدعم التسويات السياسية بين الدول العربية التى تعانى من أزمات لأن الصورة كما ترى فى المنطقة واضحة تماماً وان هدفها كل الدول العربية وليس دولة بذاتها وبات من الضرورى ان تكون هناك وحدة الهدف لجميع الدول العربية لتحقيق محورين أساسيين.
الأول استقرار سياسي الثانى تحقيق اقتصادى بالإضافة إلى إنشاء آليات فعالة لحل أى نزاعات أو صراعات بين الدولة الوطنية ومؤسساتها تحقق لها الاستقرار السياسى والاقتصادي.
إن التغيرات التى تحدث على مستوى العالم تحتاج إلى تحرك جاد وفعال من المجتمع لانفاذ قوانين منظمة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والعودة إلى تنفيذ الشرعية الدولية وإعلان القيم الإنسانية والعودة إلى عصر القانون وإنهاء عصر الغاب الذى يأكل فيه القوى الضعيف وأيضاً نحتاج إلى تضامن عربى كامل.
إن جامعة الدول العربية مطالبة فى هذه الآونة بتنفيذ أجندة عربية واحدة تحقق مصالح الشعوب العربية وتحمى سياستها ومصالحها وطموحات شعوبها.
كما هل تفلح الإدارة الأمريكية الجديدة فى إنهاء الأزمات ودعم الاستقرار العالمي.. وهل تتحرك الجامعة العربية من أجل وحدة الصف وتكامل اقتصادى عربى يحقق أهداف الأمة العربية؟!