لم يكن فوز دونالد ترامب فوزا عاديا لمرشح من الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ولكنه كان بمثابة زلزال مدو من شأنه تغيير قواعد اللعبة الانتخابية والسياسة الأمريكية برمتها.
ومن عجيب المفارقات أن الأمريكيين فضلوا منح ترامب وهو الرجل الذى تم عزله مرتين، وأدين بـ 34 تهمة جنائية، وطُرد من البيت الأبيض قبل أربع سنوات، تذكرة العودة إلى كرسى الرئاسة على انتخاب نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطى كامالا هاريس.
نجح ترامب بأريحية كبيرة على منافسته الديمقراطية فى الاستحواذ على أغلبية أصوات الناخبين، والمجمع الانتخابى مثلما استعاد الجمهوريون السيطرة على الكونجرس، فى لحظة فارقة وصفها ترامب نفسه «بالجنون». والآن وبعد أن انتهى السباق الانتخابي، بات السؤال المهم للجميع لماذا صوت الناخبون لصالح ترامب؟، وهل كان للتصويت العقابى ضد الديمقراطيين دور فى ترجيح كفة ترامب على هاريس؟
أصبح ترامب أول رئيس منذ عهد جروفر كليفلاند، قبل 132 عامًا، يخسر منصبه ثم يفوز به مرة أخرى بعد أربع سنوات، ويعزى هذا الفوز بالدرجة الأولى إلى أن ترامب ركز جل خطابه السياسى على الإحباط المنتشر لدى قطاع عريض من الطبقة المتوسطة حيال غلاء الأسعار والاقتصاد، وتعهد بإصلاح كافة القضايا التى تمس أوضاع المعيشة اليومية، وهو ما صادف قبولا واسعا لدى عامة الأمريكيين الذين يتطلعون إلى التغيير بعد أربع سنوات عجاف من تراجع الاقتصاد والحروب غير المبررة فى أوكرانيا وغزة تحت قيادة الرئيس الحالى جو بايدن.
وعلى طول حملته الانتخابية، كان التعهد بوضع الأمور فى نصابها الصحيح أكبر الأثر فى نفوس الناخبين، رغم أن الحلول التى كان يقترحها فى كثير من الأحيان ارتجالية «كعادته» وغير منطقية. فعلى سبيل المثال، وعد ترامب بكبح التضخم وفرض تعريفات جمركية هائلة، وهو مزيج يتفق جميع خبراء الاقتصاد تقريبًا على أنه مستحيل. ومن المرجح أيضًا أن يؤدى الترحيل الجماعى الذى وعد به ترامب إلى ارتفاع الأسعار، بدلاً من تهدئة الاقتصاد.
لكن حاجة الناس إلى الأمل فى غد أفضل كان لها مفعول السحر، وهى الرسالة التى استوعبها ترامب ولعب عليها. وعلاوة على ذلك كان المزاج العام داخل أمريكا يميل لصالح ترامب. ففى استطلاعات كثيرة، ظل الأمريكيون يرددون لشهور وبأغلبية ساحقة القول بأن البلاد تسير فى الاتجاه الخاطئ. ومن هنا كان هذا الاندفاع الهائل للتصويت لصالح ترامب الذى حتما سيضع فوزه البلاد على مسار مختلف تماما عما رسمه بايدن على مدار السنوات الأربع الماضية، والتى ظل أداؤه فيها سلبيا على صعيد الرضاء الشعبى الذى انخفض إلى أقل من 40%. وبدا جليا أن الأمريكيين قد راهنوا على ترامب لتغيير كل شيء.
وفى المقابل اكتفت هاريس بترديد مقولتها بأن أمريكا لا يجب أنه تعود إلى الوراء فى إشارة إلى أن ترامب من الماضى وانه غير مؤهل لقيادة البلاد. وفى الوقت نفسه لم يكن لديها رؤية متماسكة حول الأفضلية التى تميزها عن ترامب، واكتفت بتوجيه الانتقادات إليه، والتأكيد على أن ترامب بحد ذاته هو مشكلة أمريكا الوحيدة وأن التصويت لصالحها هو السبيل الوحيد لطى هذه الصفحة. وفى الوقت نفسه فشلت فى تقديم ما يقنع الشارع الأمريكى حيال القضايا المصيرية مثل الاقتصاد والهجرة، بينما ظلت حبيسة ظل بايدن «المنبوذ شعبيا»، وبدت كامتداد له، وربما افتخرت بكونها جزءا من إدارته.
وهكذا ظلت هاريس أسيرة عقيدة الديمقراطيين الذين عكفوا على التباهى بأن التضخم الذى بلغ ذروته عند 9.1٪ فى يونيو 2022، انخفض الآن إلى 2.4٪. ولكن انخفاضه لم ينعكس على الأسعار التى واصلت ارتفاعها ولكن بشكل أبطأ. وبدا الاقتصاد الأمريكى على ما يرام بالنسبة للنخبة السياسية الديمقراطية ووسائل الإعلام التابعة لها؛ لديهم رواتب جيدة ومساكن مرفهة، ولذلك فعندما يشيرون إلى نمو الاقتصاد بنسبة 2.8٪ فى الربع الأخير من العام الجاري، فإن ذلك يعكس فى واقع الأمر حياتهم الخاصة. أما على صعيد الطبقات العاملة فالأمر مختلف بالكلية، حيث أكد استطلاع رأي، أن ثلثا الأمريكيين يعتقدون أن حالة الاقتصاد سيئة. ورغم ارتفاع الأجور بشكل عام، إلا أن مثل هذا الارتفاع الصغير نسبيًا بعد عقود من الركود لم يهدئ من حالة السخط المكبوت الذى وجد متنفسا أخيرا بانتخاب ترامب.
وهناك الحروب التى أججت شرارتها شحنات الأسلحة الأمريكية المتواصلة إلى أوكرانيا وإسرائيل، حتى تتمكن الأولى من الانتصار على روسيا وهو أمر يتنافى مع الواقع، ويتجاهل كافة الحسابات العسكرية وموازين القوي.
بينما واصلت إسرائيل إبادتها الجماعية لأهالى غزة، دون أى ضغوط حقيقية من جانب إدارة بايدن لوقفها، بحيث بدت الولايات المتحدة فى موقع أقرب إلى التواطؤ والمشاركة فى الجرائم الإسرائيلية، وهو ما أثار حالة من الغضب العارم فى صفوف إدارته فضلا عن الشارع الذى انضم إلى المظاهرات الطلابية الرافضة للحرب.
وهذا بالطبع لا يعنى أن أنصار ترامب متعاطفون مع الفلسطينيين، ولكن بعضا منهم على الأقل يؤيدون حظر الأسلحة على إسرائيل، بينما جاء إنهاء الحروب فى مقدمة أولويات سياسات ترامب الخارجية. كما أسهم امتناع الأمريكيين المسلمين عن التصويت لصالح هاريس بسبب تواطؤها فى الإبادة الجماعية بغزة، فى خسارة الديمقراطيين للولاية لصالح ترامب وبالأخص فى ولاية ميشيجان، والتى كانت حاسمة فى تعزيز فرص فوزه بالانتخابات،
خلاصة القول إن الشعب الأمريكى قال كلمته، سعيا إلى التغيير وتوقا إلى أجندة اقتصادية تقر بأن شرائح واسعة منه تتألم، وأنه يتعين على الساسة إيجاد حلول كفيلة بمعالجتها، وإلا فالعواقب وخيمة داخل أمريكا وخارجها، وهو الدرس الأهم فى سباق الرئاسة الأمريكية.
أول مرشح يفوز «بعد الحكم عليه»
يعتبر دونالد ترامب أول رئيس أمريكى سابق تتم إدانته فى جريمة، وبعد الفوز فى انتخابات الثلاثاء الماضي، أضاف إلى سجله كأول رئيس ينتخب عقب إدانته جنائيا، لتتزايد التساؤلات بشأن موقفه الجنائى الحالي.
ومنذ فاز بترشيح الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، فى مارس الماضى واجه ترامب اتهامات جنائية فى أربع قضايا منفصلة، أدين فى واحدة منها على مستوى ولاية نيويورك، بتهمة تزوير السجلات التجارية لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية على علاقة جنسية مفترضة بينهما، وهو الحكم الذى أصبح الآن مُعلَّقا بسبب حكم المحكمة العليا بشأن الحصانة الرئاسية.
ومن المقرر أن يصدر الحكم على ترامب فى القضية يوم 26 نوفمبر الحالي، بعدما تم تأجيله لما بعد الانتخابات. وأثار حكم المحكمة العليا تساؤلات بشأن جدوى ملاحقتين قضائيتين أخريين لترامب، إحداهما أقامتها وزارة العدل والأخرى ولاية جورجيا، وكلاهما بتهمة التآمر لإلغاء خسارته فى انتخابات عام 2020.
أما القضية الرابعة، التى تنطوى على مزاعم بسوء التعامل مع وثائق سرية، فقد رفضتها قاضية فيدرالية فى 15 يوليو، رغم أن وزارة العدل استأنفت القرار.
وفى جورجيا، باتت القضية معلقة حتى يتم إصدار حكم بشأن أهلية المدعية العامة التى وجهت اتهامات لترامب بعد كشف أنها كانت على علاقة غرامية بأحد المدعين فى القضية. وهذه القضية لن يصدر حكم بشأنها، قبل العام المقبل. وفى حال إزاحتها من منصبها، قالت مصادر مطلعة لـ»سى أن أن» إنه من غير المرجح أن يتولى مدع آخر القضية وسوف يتم إسقاطها.
ولو صدر حكم بإدانة ترامب فى جورجيا أو نيويورك، لا يملك الرئيس الأمريكى سيطرة مباشرة على المدعين العامين هناك لطلب إسقاط القضايا، ومع ذلك فإنه يستطيع أن يطلب من وزارة العدل أن تطلب من القاضى تعليق الإجراءات أثناء تواجده فى منصبه، وإذا رفض القاضي، يمكن لوزارة العدل أن تقدم استئنافات للمحكمة العليا.
وبالنسبة للقضيتين الفيدراليتين، يمكن لترامب ببساطة أن يقيل المحقق الخاص فى القضيتين، جاك سميث، وهو ما قد أعلنه صراحة قبل الفوز بالانتخابات. وهذا يعنى أنه يمكن إسقاط القضيتين. لكن هذا الأمر لا يمكن حدوثه قبل تنصيبه رئيسا فى 20 يناير 2025، أى أنه سيكون أمام سميث حتى ذلك التاريخ الوقت للمضى قدما فى القضيتين.
وفى حل صدرو حكم بالإدانة، فإن ترامب باعتباره رئيسا لا يملك سلطة إصدار عفو عن نفسه على الإدانات على مستوى الولايات.. وتتمتع حاكمة نيويورك الديمقراطية، كاثى هوشول، بسلطة منح العفو فى القضية المرفوعة فى ولايتها، لكن لا يتوقع أن تفعل ذلك لترامب.
قرارات اليوم الأول
المهاجرون يستبقون عودته باقتحام الحدود خوفاً من استئناف الجدار
فترة ترامب الثانية قد تكون حافلة بالتحديات، فهناك العديد من الملفات الداخلية التى تنتظره سواء لتكملة مسيرة دورته الأولى مثل قضايا المهاجرين وبناء الجدار الحدودى والطاقة.. وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية، باتخاذ العديد من القرارات الحاسمة، وذلك فى «اليوم الأول» لعودته إلى البيت الأبيض، الذى غادره قبل نحو 4 سنوات.
ويعتبر ملف المهاجرين الأبرز والأهم فى انتظار ترامب، فمع الساعات الأولى من اعلان انتصاره وعودته مرة أخرى للبيت الأبيص، كشفت رسائل تبادلها مهاجرون عبر مجموعات على تطبيق «واتساب»، احتمال دخول كبير للمهاجرين غير الشرعيين قبل تولى ترامب سلطاته، وفق موقع «إن بى سى نيوز».
ووسط مخاوف من فرض قيود صارمة على الهجرة بعد الفوز، كشف مسئولان أمريكيان أن إدارة الرئيس الحالى جو بايدن تضع خطط طوارئ لزيادة محتملة فى عمليات عبور الحدود قبل أن يبدأ ترامب فترته الرئاسية.
وترحيل ملايين اللاجئين غير الشرعيين من الولايات المتحدة قد يكون مكلفاً، إذ تشير دراسة لـ»مجلس الهجرة الأمريكي» نشرت فى أكتوبر الماضي، إلى أن جهود ترحيل 13 مليون مهاجر غير شرعي، ستكلف ما لا يقل عن 315 مليار دولار.
وفى كل تجمع انتخابى تقريباً، تضمنت تصريحات الرئيس المنتخب السطر التالي: «فى اليوم الأول، سأطلق أكبر برنامج ترحيل فى تاريخ أمريكا».. ولكن تنفيذ عملية ترحيل ضخمة تستهدف المقيمين بشكل غير قانوني، وخاصة أولئك الذين لديهم سجلات جنائية، قد تشكل تحدياً كبيراً لإدارة ترامب.
قال الرئيس المنتخب إنه سيعتمد على أقسام الشرطة المحلية للمساعدة، لكن هذه الجهود ستتطلب تنسيقاً مكثفاً مع الوكالات الفيدرالية، ومن المرجح أن تواجه مقاومة من بعض السلطات القضائية المحلية، وفق صحيفة «ذا هيل».
كما تعهد ترامب بالتوقيع على أمر تنفيذى «فى اليوم الأول» لمنع الوكالات الفيدرالية من منح الجنسية الأمريكية تلقائياً للأطفال الأجانب الذين يولدون فى الولايات المتحدة، لمهاجرين غير شرعيين.
ولضبط عملية الهجرة والمهاجرين أيضا، تعهد ترامب أيضاً باستئناف بناء جدار على طول الحدود الجنوبية مع المكسيك، وهو الإجراء الذى أوقفته الإدارة الحالية. كما يتطلع ترامب إلى إعادة فرض سياسات مثل برنامج «البقاء فى المكسيك»، الذى أجبر طالبى اللجوء المحتملين على البقاء فى المكسيك لانتظار نتائج قضاياهم فى محكمة الهجرة الأمريكية.
وفى مجال الطاقة، تعهّد ترامب بعد عودته للبيت الأبيض بفتح الباب أمام الاستثمارات فى مجال المحروقات، واعتمد شعار «الحفر يا عزيزى الحفر»، وهو شعار يشير إلى سعيه لزيادة إنتاج النفط لمستويات قياسية.
كما سيعمل ترامب، بحسب أعضاء من حملته الانتخابية على «تسريع التصاريح للطاقة النووية، والوقود الأحفوري، من أجل نهج طاقة من شأنه أن يخفض تكلفة المعيشة فى هذا البلد.
كما حدّد خطوات سيتخذها لعكس اللوائح البيئية التى اعتمدت فى فترة بايدن. ففى تجمع حاشد فى نيوجيرسى فى وقت سابق من هذا العام، قال ترامب إنه سيوقع على أمر تنفيذى فى «اليوم الأول»، لوقف مشاريع طواحين الهواء، التى تشكل مصدراً رئيسياً للطاقة النظيفة، وفق «بلومبرج».
وفى الملف الاقتصادى فان فترة ترامب الثانية قد تكون حافلة بالتحديات الاقتصادية والتغيرات الكبيرة فى السياسة العامة. فمن جهة، ستزيد سياساته من دعم أسواق الأسهم وتقليل الضرائب، ولكن من جهة أخري، قد تؤدى إلى تراجع التعاون الدولى وزيادة العجز المالي.
ومع العودة إلى البيت الأبيض، من المرجح أن ينفذ الرئيس المنتخب دونالد ترامب سياسات اقتصادية مشابهة لفترة رئاسته الأولي. وتشير التحليلات إلى أن سياساته قد تشمل تخفيض الضرائب على الأفراد والشركات، وتوجيه المزيد من الإنفاق على البنية التحتية.
وقد يسهم ذلك فى دعم النمو الاقتصادى على المدى القصير، ولكن من المحتمل أيضًا أن يؤدى الأمر إلى ارتفاع العجز فى الميزانية العامة وزيادة معدلات التضخم.
اختفاء إيفانكا.. وانسحاب ميلانيا
نساء الرئيس المنتخب يتخلين عن الأضواء
بعد أن كانت متصدرة المشهد السياسى بشكل أثار الكثير من الجدل، اختارت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، الابتعاد عن الساحة خلال الحملات الانتخابية الرئاسية، ولم تفضل الظهور فى مختلف الفعاليات التى جرت طوال الدورة الانتخابية، حتى عندما شارك أبناء دونالد ترامب الآخرون بنشاط.
كان لايفانكا ترامب – خلال فترة رئاسة والدها للولايات المتحدة فى الفترة من 2016 إلى 2020 – ظهور خاص ومؤثر فى كثير من الأحداث سواء الداخلية أو الخارجية، لدرجة أنها سحبت الأضواء من السيدة الأولى للبيت الأبيض ميلانيا، كما كان لزوج ابنة الرئيس السابق جارد كوشنر – الذى عمل كمستشار لترامب – دور واضح فى «هندسة» الكثير من الصفقات.
لكن الاختفاء المفاجئ لأسرة ايفانكا فتح المجال للتساؤلات عن السبب فى ذلك، فيبدو أن الابنة نأت بنفسها وبعائلتها بشكل كبير عن الحملة الانتخابية بصفة خاصة، والحياة السياسية بصفة عامة.
حاولت صحيفة «لوفيجارو» الإجابة عن تلك الأسئلة، وأوضحت – فى تقرير بقلم فيكتور ميرا – أن إيفانكا «43 عاما» تشارك بحسابها على إنستجرام، روتينها الرياضى مع 7.6 ملايين مشترك، وتعرض صور ابنها جوزيف «11 عاما» ومغامراته على لوح التزلج بحوض سباحة اصطناعى فى كاليفورنيا، وحبها المثالى لزوجها جاريد كوشنر وتعبئتها المساعدة للمتضررين من إعصار هيلين، لكن لا ذكر للوالد ترامب منذ 5 يناير 2021.
أشارت «لوفيجارو» إلى أن غياب الابنة الأولى إعلاميا وسياسيا يثير الكثير من التساؤلات، بالنظر إلى أنها كانت محورا لحملة الجمهوريين عامى 2016 و2020، وأنها شغلت – عندما كان والدها بالبيت الأبيض – منصبا إستراتيجيا للغاية كمستشارة أولى مسئولة عن النهوض بالمرأة من خلال العمل.
ولم تظهر إيفانكا بهذه الحملة – حسب الكاتب – إلا مرة واحدة إلى جانب والدها، وذلك بعد 5 أيام من نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمع حاشد فى بتلر بولاية بنسلفانيا، وصعدت المنصة فى ثياب بيضاء بالكامل لالتقاط الصورة العائلية إلى جانب إخوتها وميلانيا زوجة المرشح التى كانت هى الأخرى صامتة تقريبا.
وقد كتبت إيفانكا عندما أعلن والدها أنه سيكون مرشحا للانتخابات الرئاسية 2024 – على إنستجرام – أنها تختار «هذه المرة إعطاء الأولوية» لأطفالها الصغار و»الحياة الخاصة كعائلة» وتابعت «ليست لدى أى نية للانخراط فى السياسة رغم أننى أحب وأدعم والدى دائما، إلا أننى سأفعل ذلك فى المستقبل خارج المجال السياسي».
والسيناريو الثانى يشير إلى أن العلاقات بين كوشنر وترامب لم تكن جيدة لأن «الرئيس السابق – حسب الكاتب – يأخذ على صهره أنه لم يكن على نهجه بالكامل خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط بل كان أكثر راديكالية منه لصالح توسيع المستعمرات اليهودية بالضفة الغربية.
أما الفرضية الأخيرة فهى تصفية حسابات بين قادة الحزب القديم والشاب كوشنر الذى شهد طريقه إلى قمة السلطة العديد من الضحايا، ويبدو أن عددا من الجمهوريين التاريخيين لم يستوعبوا بعد إقالة كريس كريستى الحاكم الجمهورى السابق لولاية نيوجيرسى الذى أصبح الآن معارضا لترامب، رغم أنه من أوائل من دعموه عام 2016، وكان يتوقع أن يصبح نائبا للرئيس إلى أن أقاله كوشنر.
فى الوقت نفسه، ظهرت تكهنات حول الدور المحتمل لزوجة الرئيس المنتخب ميلانيا ترامب باعتبارها السيدة الأولى الأمريكية، حيث أشار تقرير لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، إلى أن ميلانيا لم تكن سعيدة خلال فترة ولايتها الأولى فى البيت الأبيض «2016 – 2020»، مع توقعات بأنها ستقضى وقتًا أطول خارج العاصمة واشنطن خلال فترة ولايتها الثانية.
كانت ميلانيا – مثل ايفانكا – قد انضمت إلى ترامب على المسرح لإلقاء خطاب النصر فى بالم بيتش بولاية فلوريدا حيث اعتلت الابتسامات وجهها ورغم ذلك لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن ميلانيا ربما ليست متحمسة مثل زوجها للعودة إلى عنوانها السابق.
ويبدو أن ميلانيا ترامب مستعدة لمواصلة تفضيلها للحياة الخاصة مع الحد من مشاركتها فى الأجندة السياسية لزوجها وواجباته العامة بعد استعادته للبيت الأبيض، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية.