هل يصمد اتفاق غزة ؟
بنشوة ولغة المنتصر والمنتقم.. هكذا تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى خطابه خلال حفل تنصيبه.. انتصر على غريمه بايدن ونائبته كامالا هاريس واتهم إدارتهما بأنها إدارة فاسدة ومتشددة وانه عاد لتشهد أمريكا على يديه عصرها الذهبى وفى سبيل ذلك سيمارس سياسة العصا الغليظة حتى تصبح أمريكا أعظم دولة فى الكون متعهدا برفع علم بلاده على كوكب المريخ.. أعلن انه سيضع حدا لقضية المهاجرين وأصدر أمرا بتأمين الحدود الأمريكية مع المكسيك وفى نفس الوقت قرر ترحيل المقيمين بشكل غير قانونى وفرض الرسوم الجمركية على الواردات الأجنبية.
ورغم ان ترامب حاول تصوير نفسه على انه رجل سلام إلا انه كما ألمح سلام الأقوياء فقوة أمريكا هى من تضع حدا للحروب حسب تعبيره وبالقوة يمكن أيضاً أن تملك أى شيء والبداية خليج المكسيك وقناة بنما وما خفى كان أعظم فالطريقة التى كان يتحدث بها ترامب فى حفل تنصيبه توحى بأنه مستعد لعمل أى شيء وكل شيء فى سبيل أن تصبح أمريكا عظيمة ومزدهرة.
ترامب بلغة البيزنس يريد عالما بلا ازعاج أو نزاعات وحروب ليس حبا فى السلام ولكن لتأثيرها السلبى على الاقتصاد العالمى الذى عانى ولم يزل من الحرب الروسية – الأوكرانية وحرب غزة وما تبعها من اشتعال الجبهات ولعل هذا هو ما دفع ترامب قبل تنصيبه للضغط على نتنياهو لقبول اتفاق وقف النار فى غزة رغم ان هذا الاتفاق قدمته إدارة بايدن فى مايو الماضى وتم رفضه إسرائيليا.. ترامب يريد فرض السلام فرضا وجبرا فهل يصمد اتفاق غزة؟.. وهل ينجح ترامب أيضاً فى وقف الحرب الروسية – الأوكرانية وهو ما يسعى إليه حالياً ليكون بحق صانعا للسلام كما وصف نفسه.. ويفوز بكل تأكيد بجائزة نوبل والأهم من كل ذلك انتعاش اقتصاد أمريكا الذى تضرر كثيرا وهذا هو ما يهمه فى المقام الأول؟!
تبقى النوايا.. إذا كانت نوايا ترامب صادقة لوقف الحروب خاصة فيما يتعلق بحرب غزة فسوف يظهر ذلك فى طريقة تعامله هو وإدارته مع استفزازات حكومة نتنياهو وإصرارها على مواصلة العمليات العسكرية فى الضفة الغربية.. فهل يغض ترامب الطرف عن وحشية جيش الاحتلال والمستوطنين كما كانت تفعل إدارة سلفه بايدن أم يستغل الانشقاق الحاصل فى حكومة نتنياهو المتطرفة واستقالة العديد من القيادات العسكرية واختيار وجوه جديدة تقود الحكومة الاسرائيلية المرحلة المقبلة تكون قادرة على ترجمة أفكار ترامب.. قادرة على التعامل مع دول المنطقة بلغة السلام وليس بلغة القوة.. وهذا هو ما سوف نعرفه تباعا!