حالة من القلق والتضارب تسود منطقة الشرق الأوسط بعد فوز دونالد ترامب المرشح الجمهورى بالرئاسة الأمريكية – ليصبح الرئيس السابع والأربعين – بما فى ذلك الكيان الإسرائيلى وإيران والدول التى ترتبط بمصالح إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية كشريك اقتصادى وتجارى وعسكري.
الجميع منقسمون بين التفاؤل والتشاؤم حتى داخل المجتمع الواحد، فالإسرائيليون أنفسهم منقسمون ويرى السياسيون المتطرفون أن نجاح ترامب يمثل دفعة قوية للاستمرار فى حرب الإبادة التى يخوضها الكيان الإسرائيلى ضد غزة ولبنان بل إنهم يرون أن ترامب سوف يكون داعماً قوياً لتوجيه ضربة عسكرية مدمرة لإيران تعيدها للعصور الوسطى بمشاركة الجيش الأمريكى الذى يعيد انتشاره فى الشرق الأوسط وينقل قاذفات إستراتيجية للمنطقة.
أما المجتمع الإسرائيلى على مستوى القاعدة الشعبية ومعها بعض العسكريين يرون أن ترامب الوحيد القادر على لجم جنوح النتنياهو وفريقه المتطرف الذى كان يتلاعب بالعجوز بايدن على مدار عام كامل، وارغامه على وقف الحرب وبدء صفقة تبادل لإعادة الاسرى الإسرائيليين الموجودين فى قطاع غزة ووقف النزيف اليومى للكيان وللجيش المنهك فى القطاع والذى يتعرض لضربات مؤلمة يومياً يسقط فيها قتلى وحرجى بالعشرات فضلاً عن الخسائر البشرية والاقتصادية جراء تساقط صواريخ حزب الله على الأراضى المحتلة فى الشمال والوسط.
على الجانب الآخر حيث حركة المقاومة الفلسطينية حماس وحزب الله اللبنانى ومعهما ايران لا يستبشرون خيرًا فى عودة ترامب إلى البيت الابيض وهو الذى شهدت ولايته السابقة قرار نقل سفارة الكيان الإسرائيلى إلى مدينة القدس المحتلة ذلك القرار الذى لم يجرؤ رئيس أمريكى عليه سابقاً، ولهذا فهم ماضون فى طريقهم واستمرار عملياتهم واستنزاف الكيان الإسرائيلى والحفاظ على مكتسباتهم المتمثلة فى الصيد الثمين الذى يملكون منه ما يقارب مائة أسير إسرائيلى سيكونون رصيداً كبيراً فى التفاوض مهما طال الزمن ومهما اشتد الضغط على الشعب الفلسطينى واللبناني.
فى الصورة أيضا يبدى العديد من السياسيين فى المنطقة امتعاضهم من فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية لسوابق عديدة فى تعامله مع المنطقة محذرين من دعمه الفج للكيان الإسرائيلى والذى سيدفع دولاً وشعوباً على التململ والخروج من العباءة الأمريكية والبحث عن شريك آخر مثل روسيا أو الصين والانضمام إلى التجمعات الاقتصادية البعيدة بما يضر بالمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط.