حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن الارتفاع الحاد فى سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، يشكل تهديدا خطيرا على صحتهم مع استمرار الحرب المدمرة فى قطاع غزة.
ذكرت اليونيسف أن الغذاء والمياه الصالحة للشرب أصبحا عملة نادرة للغاية فى قطاع غزة، فيما تنتشر الأمراض؛ ما يعرض تغذية النساء والأطفال ومناعتهم للخطر ويؤدى إلى ارتفاع شديد فى سوء التغذية الحاد.
أشارت اليونيسف إلى أن طفلاً من بين كل ستة أطفال دون سن الثانية يعانى من سوء التغذية الحاد فى شمال غزة، حيث انقطعت المساعدات بشكل شبه كامل منذ أسابيع، وأنه حتى فى رفح، حيث كانت المساعدات متاحة بشكل أكبر، فإن خمسة فى المائة من الأطفال فى نفس الفئة العمرية يواجهون نفس المعاناة.
أكدت اليونيسف أن التدهور فى الوضع الغذائى لسكان غزة «غير مسبوق على مستوى العالم»، حيث إن 95 فى المائة من الأسر تحد من وجباتها وأحجامها، و64 فى المائة يتناولون وجبة واحدة فقط فى اليوم، بالإضافة إلى ذلك، أفادت أكثر من 95 فى المائة من الأسر بأنها تحد من كمية الطعام التى يتلقاها البالغون من أجل ضمان حصول الأطفال الصغار على طعام يأكلونه.
على صعيد متصل، قالت الوكالات الأمميّة إن «هذا التدهور فى الوضع الغذائي» لشعب فى خلال ثلاثة أشهر هو أمر «غير مسبوق على مستوى العالم». وحذّرت الأمم المتحدة من أن النقص المُقلق فى الغذاء، وسوء التغذية المتفشي، والانتشار السريع للأمراض، هى عوامل قد تؤدى إلى «انفجار» فى عدد وفيات الأطفال فى قطاع غزة.
ويتأثر ما لا يقل عن 90٪ من الأطفال دون سن الخامسة فى غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، وكان 70٪ قد أصيبوا بالإسهال فى الأسبوعين الماضيين، أى بزيادة قدرها 23 ضعفا مقارنة بعام 2022.
من جهته، قال مايك رايان، المكلف بالأوضاع الطارئة فى منظمة الصحة العالمية، إن «الجوع والمرض مزيج قاتل». وأضاف: «الأطفال الجائعون والضعفاء والمصابون بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. والأطفال المرضي، خصوصا منهم المصابين بالإسهال، لا يمكنهم امتصاص العناصر الغذائية جيدا».
وفقا لتقييم الأمم المتحدة، فإن أكثر من 15٪ من الأطفال دون سن الثانية، أو واحد من كل ستة أطفال، يعانون «سوء تغذية حادا» فى شمال غزة، وهم محرومون بالكامل تقريبا من المساعدات الإنسانية. وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن «هذه البيانات جُمِعت فى يناير، ويُرجَّح أن يكون الوضع حاليا أكثر خطورة».
تفيد التقارير بأن نساء وفتيات فلسطينيات تعرضن للإعدام تعسفيا فى غزة، غالباً مع أفراد من عائلاتهن، بما فى ذلك أطفالهن، وفقا للمعلومات التى تم تلقيها.
قال خبراء للأمم المتحدة: «صدمنا من التقارير التى تتحدث عن الاستهداف المتعمد والقتل، خارج نطاق القضاء، للنساء والأطفال الفلسطينيين، فى الأماكن التى لجأوا إليها، أو أثناء فرارهم. بعضهم كان يحمل قطعا من القماش الأبيض عندما قتلهم الجيش الإسرائيلى أو القوات التابعة له».
أعرب خبراء حقوق الإنسان للأمم المتحدة، عن قلقهم البالغ إزاء الاعتقال التعسفى لمئات النساء والفتيات الفلسطينيات، بما فى ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والعاملين فى المجال الإنساني، فى غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر.