الاتصال السياسي ببساطة هو فن استخدام الإعلام كوسيلة للتأثير في الرأي العام ونقل الرسائل السياسية بفاعلية وفي هذا التخصص لا نتعلم فقط النظريات بل نخوض في استراتيجيات عملية مثل التسويق السياسي والتوعية السياسية والدعاية والتعبئة والحشد وإلى جانب ذلك نتعرف على دور الإعلام في دعم الديمقراطية وتأثيره المباشر على الحياة السياسية.
كتجربة شخصية أرى أن تخصص الاتصال السياسي الذي أطلقته كلية الإعلام جامعة القاهرة يمثل نقطة تحول في التعليم الإعلامي بمصر والمنطقة ولأول مرة يكون هناك برنامج أكاديمي متكامل يركز على العلاقة بين السياسة والإعلام بشكل علمي وليس مجرد اجتهادات أو محاكاة وهذا التخصص يعتمد على الأرقام والتحليل العلمي الدقيق ومما يجعله مختلفًا تمامًا عن أي شيء آخر تم تقديمه من قبل وهذه الخطوة ليست مجرد إضافة أكاديمية بل هي نقلة نوعية تغير مفهوم دراسة الإعلام بالكامل وفي وقت كنا نظن أن الإعلام التقليدي بدأ يتراجع أتى هذا التخصص ليعيد للإعلام دوره الأساسي ويمنح الطلاب أدوات حقيقية لصناعة التأثير لا أعتقد ذلك على الإطلاق، فأن تخصص الاتصال السياسي ليس بديلًا لتخصص العلوم السياسية، بل هو مكمل له ففي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يتم التركيز على تحليل النظم السياسية وعلاقات القوى الدولية من منظور أكاديمي نظري، أما في الاتصال السياسي بكلية الإعلام فنحن نتعلم كيفية تطبيق هذه الأفكار عمليًا عبر أدوات الإعلام ونحن نركز على كيفية توصيل الرسائل السياسية وبناء حملات ناجحة وهو ما يجعل التخصصين مكملين لبعضهما ولنعلم ان الاتصال السياسي يركز على كيف تستخدم الإعلام لصنع تأثير سياسي.
العلوم السياسية تركز على كيف تحلل السياسة من منظور أكاديمي وهذا الاختلاف يجعل التخصص الجديد مميزًا لأنه يجمع بين الإبداع الإعلامي والفكر السياسي كما أن فرص العمل بعد التخرج ستكون متاحة.
كتخصص جديد ومميز، يفتح الاتصال السياسي أبوابًا واسعة لسوق العمل بعد التخرج ويمكنك العمل في الآتي أدارة الحملات الانتخابية من خلال وضع استراتيجيات الحشد وبناء الصورة الذهنية للمرشحين والتسويق السياسي: من خلال تصميم رسائل سياسية مقنعة تعتمد على التحليل العلمي والإبداع والإعلام السياسي من خلال العمل كصحفي أو محلل سياسي متخصص وإدارة الأزمات السياسية: من خلال التعامل مع الأزمات الإعلامية التي تؤثر على القرارات السياسية و التوعية المجتمعية تعزيز الوعي بالديمقراطية والمشاركة السياسية والاتصال الحكومي او السياسي العمل في إدارات متخصصة داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تعني بإدارة الاتصال السياسي والإعلامي، لا سيما مع إدراج حقيبة “التواصل السياسي” ضمن وزارة الشئون النيابية و القطاع الخاص من خلال العمل في شركات الاتصالات الحكومية والعلاقات العامة والتي أصبحت من أكثر القطاعات طلبًا ورواجًا في سوق العمل الإعلامي والعلاقات العامة.
هذا التوسع في مجالات العمل يعكس أهمية الاتصال السياسي كمجال رائد ومستقبلي في دعم التحولات السياسية والاجتماعية.
من خلال تجربتي كطالب هذا التخصص لا يمنحنا فقط المعرفة بل يجهزنا لنكون جزءًا من صناعة التأثير ونحن لا ندرس لمجرد الحصول على شهادة بل لنصبح أدوات تغيير حقيقية وكل محاضرة وكل تكليف يوضح لنا كيف أن الإعلام ليس فقط وسيلة للنقل بل أداة قادرة على صنع مستقبل سياسي واقتصادي وثقافي والرسالة الأهم.
فى الاتصال السياسي ليس مجرد تخصص أكاديمي جديد بل هو إعادة صياغة لدور الإعلام في مصر بعد سنوات من الجمود وأرى أن كلية الإعلام استعادت بريقها بهذا التخصص الذي يعتمد على منهج علمي متكامل ويجمع بين الإبداع والتخطيط وإذا كنت تبحث عن تخصص يجعل منك جزءًا من صناعة المستقبل فإن الاتصال السياسي هو الخطوة التي ستغير قواعد اللعبة.