لم يكن غريباً ان يرتدى الخونة والعملاء المأجورون ثوب الحملان والناصحين وتطل علينا بوجهها القبيح منظمات حقوقية بمصروأوروبا بكل بجاحة لكى تهاجم القمة المصرية الأوروبية الأخيرة والتى تؤكد ثقل مصر السياسى ودبلوماسيتها فى إيجاد حلول مؤثرة دون الدخول فى صراعات وأثمرت عن اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة التاريخى بين مصرودول الاتحاد الأوروبى بدعاوى كاذبة أطلقوها هم وقبضوا الثمن عليها عمالة وخيانة، والأمر الأخطر انهم صدقوا أنفسهم واستمرأوا التحايل والخيانة والعمالة بوجوه مختلفة والتمحك فى حقوق الإنسان التى ينتهكها أسيادهم بوسائل عديدة مختلفة جهارا نهارا، وهم على النقيض صم عمى بكم عن مايحدث فى غزة على مرأى ومسمع من العالم كله من قتل وابادة بوحشية للمدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل وحرق الأخضر واليابس وتحييد صارخ لحقوق الإنسان.
** كتبت فى نفس المكان يوم 19 أكتوبر الماضى وأكرر ان ما تشهده غزة من عمليات قتل وابادة بوحشية للمدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ يعتبر خرقا صريحا للقانون الدولى وحقوق الإنسان التى تتشدق بها أمريكا وأذنابها ليل نهار، ويخالف أحكام اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقـت الـحرب المبرمـة فـى 12 أغسطس 1949، ولاشك ان الدعم المطلق لأمريكا وحلفائها من دول الغرب لما يحدث من إبادة جماعية ودمار على مرأى ومسمع من الجميع، وتحيزهم الكامل للكيان الإسرائيلى الغاصب يكشف الوجه القبيح لمدعى حقوق الإنسان، ويؤكد تعاملهم وفق المنطق المقلوب وبألف مكيال ومكيال عندما يتجاهلون قصف المستشفيات والأسواق وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس التى يأوى إليها المدنيونَ، وهذاالحصارَ الخانق اللاإنساني، واستخدامَ الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليًّا وأخلاقيًّا، وقطعَ الكهرباءوالمياه، ومنعَ وصول إمداداتِ الطعام والغذاء والمساعدات الإغاثية، وخاصة المستشفيات والمراكز الصحية.. اليس ذلك حكماً بالإعدام للمرضى والمصابين ويمثل إبادة جماعية، وجرائم حربٍ مكتملة الأركان، ووصمة عار يسطِّرُها التاريخ بعبارات الخزى والعار على جبين الصهاينة وداعميهم ومَن يقف خلفَهم؟!
** الأحداث على أرض الواقع تؤكد ان القوى الطامعة فى بلادنا مخططاتها مستمرة وحقوق الإنسان لديهم تقتصر على مصالحهم الشخصية فقط وتتسم بازدواجية المعايير التى تتجلى فى ادعائهم مساعدة اوكرانيا على استرداد أرضها، بينما يقدمون الدعم اللامحدود واللاإنسانى للاحتلال الإسرائيلى لدولة فلسطين منذ عام 1948، بل ويدعمون ويباركون جرائمه المتكررة من خلال حملات اعلامية مأجورة تفضحُ دعاوى حقوق الإنسان التى يدَّعون أنهم يحملون لواءها، وتؤكِّد تزييف الحقائق وتضليل الرأى العام العالمى والتورط فى دعم غطرسة القوة على الفلسطينيين المدنيين الأبرياء، وتفتح المجال واسعًا لارتكاب أبشع جرائم الإرهاب الصهيونى فى فلسطين، وبالتالى لم يكن غريبا انه لم نر أى منظمة من المنظمات المشبوهة يتحدثون عن استشهاد آلاف الفلسطينيين المدنيين العزل بدم بارد تحت الانقاض ومنهم الأطفال والنساء بينما نراهم ينتفضون ويملؤا الدنيا صراخا لمجرداتفاق شراكة مصرى مع بعض دول الاتحاد الأوروبى يحقق المصالح المصرية!! فأين هى حقوق الإنسان التى يدافع عنها هؤلاء ويتشدقون بها؟!
** فى تصورى انه قد حان الوقت لكى يفوق البعض ويفهموا ان قيم أمريكا وأذنابها من دول الغرب مجرد أكاذيب مضللة، وان يعوا ان كل الشعارات التى تروجها المنظمات المأجورة التابعة لهم ما هى إلا مجرد ادوات لابتزازمصروتعريض أمنها القومى للخطر، وهم أنفسهم عندما يمس أمنهم القومى يقولون لا تحدثنى عن حقوق الإنسان وانا معرض للخطر!!
كلمة فاصلة:
ببساطة.. أصبح واضحاً للقاصى والدانى أن شعاراتهم الضالة والمضللة وادعاءاتهم الكاذبة ما هى إلا مجرد أدوات لابتزاز الدول التى يريدون تدميرها وحصارها، وكل اتهاماتهم تكون عبارة عن أكاذيب جملة وتفصيلا ويتعاملون بانتقائية وتسييس ومعايير مزدوجةمع الأزمات الدولية وتداعياتها ويغضون البصر عن دول ارتكبت، ولاتزال، ترتكب أبشع الانتهاكات الدولية لأغراض سياسية.