«يوم الشهيد».. رمز لتضحيات رجال الجيش والشرطة المصرية من أجل حماية الوطن.. التاسع من مارس من كل عام، هو يوم استدعاء ذاكرة الوطن التى لن تمحى أبدا.. ويبقى الأثر إلى أن تقوم الساعة، لندرك ونعرف ما قدمه أبطال مصر من تضحيات للدفاع عن ترابها.
فى التاسع من مارس، نجدد عهد الوفاء والاحترام لأبطال قدموا أرواحهم الزكية فداء للوطن.. إنه يوم الشهيد.. يوم نتذكر فيه ونحكى لأبنائنا قصصا بطولية قدمها رجال القوات المسلحة والشرطة لحماية الوطن وحفظ أرضه.
احتفال مصر بيوم الشهيد هو أقل مكافأة يمكن ان نقدمها لشهدائها الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الوطن.. يوم الشهيد يعد مناسبة للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل سوى الدفاع عن الأرض والتضحية بالروح من أجل الوطن.
انه يوم العزة والكرامة والشرف.. يوم نتذكر فيه كيف حول الابطال هزيمة يونيو إلى نصر يتحاكى به العالم فى الـ6 من أكتوبر.. أبطال لم تتوقف بطولاتهم عند نصر أكتوبر، بل مازالوا يقدمون دماءهم فداء للوطن لمواجهة الإرهاب.. وكيف وقفوا أمام المخططات الخارجية لضرب الاستقرار وإيقاف عجلة البناء والتنمية.
القوات المسلحة حريصة على إحياء هذه الذكرى عرفانا بتضحية هؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن وافتدوه بأغلى ما يملكون مضحين بأرواحهم ودمائهم الزكية فداء للوطن وصونا لقدسية ترابه، تاركين وراءهم الزوجة المترملة والأم الثكلى والأب الحزين والأبناء والأخوة.
سقوط الشهداء فداء للوطن لا يزيد زملاءهم إلا عزما وإصرارا على استكمال المسيرة حتى ينالوا الشهادة ويلحقوا بزملائهم، وخير دليل على عقيدة الجندى المصرى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما قال : «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، وإنهم فى رباط إلى يوم القيامة» . المصرى منذ طفولته يتغنى باسم مصر، مرددا «نموت وتحيا مصر»، فالمصرى لديه عقيدة الوطن، والإيمان بكرامته وحريته.
يأتى الاحتفال بيوم الشهيد فى الـ9 من مارس من كل عام تخليدا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصرى عبدالمنعم رياض الذى منحة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التى تعتبر أكبر وسام عسكرى فى مصر، ووضع تمثال له أطلق عليه اسمه فى وسط البلد، تقديرا لما قدمه فى حرب الاستنزاف، حينما توجه فى اليوم الثانى للحرب ليتابع بنفسه نتائج القتال، ويشد من أزر ابنائه، واثناء مروره على الخطوط الامامية شمال الإسماعيلية، أصيب بنيران مدفعية العدو، ليستشهد فداء للوطن.
تحية لأرواح شهداء الوطن، وتحية خاصة لكل فرد من أفراد الجيش المصرى يحمل على عاتقه عبء ومسئولية فداء هذا البلد وحمايتها دون أن يفكر أن شمس اليوم التالى ربما لا تدركه وهو على قيد الحياة، فالشهادة لديهم هدف وغاية تعادل النصر.