ضمن احتفالات وزارة الداخلية بـ «عيد الشرطة الثانى والسبعين» قام اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بأداء صلاة الجمعة أمس بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة.. بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف وفضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة.. وعدد من قادة وضباط الشرطة والقوات المسلحة.
القى الخطبة الدكتور محمد مختار جمعة حول «الدفاع عن الأوطان بين الواجب العينى والكفائى وعظم الجزاء» تحدث خلالها عن الدفاع عن الوطن كونه واجبا شرعيا ووطنيا مستشهداً بآيات من القرآن الكريم والاحاديث النبوية.. مؤكداً على ما اسهمت به البطولات والتضحيات التى بذلها رجال الشرطة فداءً للوطن لدعم استقرار وامن البلاد، مشدداً على اهمية ما تبذله وزارة الداخلية من جهود للتصدى للجريمة بشتى صورها مما ساهم فى الحفاظ على استقرار وسلامة الوطن.. ووجه التحية لشهداء الوطن الابطال من رجال الشرطة والقوات المسلحة.. سائلاً المولى عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته.. والمصابين الذين ضحوا ومازالوا يضحون فى سبيل الوطن.
كما وجه التحية لأبناء الوطن من رجال الشرطة والقوات المسلحة واسرهم وجميع فئات المجتمع الذين يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة فى الحفاظ على امن واستقرار الوطن.
أكد جمعة أن الدفاع عن الأوطان عز وشرف ووسام وتاج عظيم على رأس المدافعين عنها، فالحر الشريف يفدى وطنه بماله ونفسه وأعز ما يملك، ومن لا خير لوطنه فيه فلا خير فيه أصلاً، والدفاع عن الأوطان فى الأوقات العادية التى لا يتعرض فيها أمن الوطن للمخاطر يكون واجبًا كفائيًّا، ويتعين على من يقومون به أو يكلفون به، أما عندما تتعرض البلاد أو يتعرض أمنها أو مصالحها أو حدودها للخطر يتحول الواجب الكفائى إلى واجب عينى على أهل البلد جميعًا على كل من يطلب منه أو يندب أو يكلف بمهمة فى أى مكان للدفاع عن وطنه.
أشار إلى أن الدفاع عن الأوطان يشمل هؤلاء الجنود الأبطال المرابطين على الحدود المدافعين عن أمنها الخارجى سواء تطلب الأمر التحامًا وتضحية فى مواجهة العدو، أم كان الرباط لتحقيق الردع لكل من تسوِّل له نفسه النيل من أمن الوطن وأمانه، ويشمل الدفاع عن الأوطان من يقومون بالحفاظ على أمنها الداخلى سواء بمواجهة تجار المخدرات والسموم الذين يعبثون بعقول شبابها، أم بمواجهة جماعات الجريمة المنظمة أيًّا كان نوعها، أم بمواجهة الخارجين على القانون وجماعات الإرهاب وقوى الشر، أم بكشف الخونة والعملاء، حيث يؤكد المؤرخون أنه ما سقطت دولة ولا أسقطت عبر التاريخ إلا كانت الخيانة والعمالة من داخلها أحد أهم أسباب سقوطها، ولا يمكن أن نواجه عدوًا خارجيًّا بمجتمع مفتت أو ممزق، ومن ثمَّ كان ما تقوم به قوات الشرطة فى الداخل من مواجهة أهل الشر أيًّا كانوا عملاء أو عابثين بالأمن يسير جنبًا إلى جنب مع الدفاع عن الوطن فى مواجهة أعدائه المتربصين به.
وأكد وزير الأوقاف أن من قتل دون وطنه أو فى سبيل وطنه أو من خلال المهمة التى يقوم بها سواء كانت مواجهة للأعداء من الخارج أم مواجهة للأعداء فى الداخل فهم شهداء إن شاء الله عند ربهم يرزقون.
وأن المصريين جميعًا يثقون كل الثقة فى رئيسهم ويقدرون عاليًا ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية فى الدفاع عن أمن الوطن وأمانه، وهم جميعًا بفضل الله خطوط إمداد حقيقى لجيشهم وشرطتهم، ومستعدون أن يكونوا معهم فى الصفوف الأمامية متى طلب منهم ذلك أو ندبوا إليه.
كما أكد أننا أمة لا تعتدى ولا تحب الاعتداء على أحد ولكنها عبر تاريخها الطويل نار تحرق المعتدي، أمة تحب السلام لكنها تحب سلام الشجعان، سلام الأقوياء السلام الذى له درع وسيف، وقوة تحميه، وعند الشدائد وفى مسيرة الأوطان لا يكون الدفاع عن الأوطان واجب مؤسسة واحدة إنما هو واجب على أبناء الوطن جميعًا كل فى مكانه وميدانه، واجب على الجندى فى مواجهة الأعداء وتأمين الحدود، واجب على الشرطى فى مواجهة أصحاب الجرائم وما يهدد أمن الوطن الداخلى وأيضًا جنبًا إلى جنب مع أشقائهم فى القوات المسلحة، فى مهام الدفاع عن الوطن فى كل مكان، واجب على الكتَّاب فى بناء الوعي. أكد أن كل وعى رشيد يمكن أن يوفر نقطة دم تُسال، بناء الواعى واجب على الكتاب الشرفاء وعلى الإعلاميين الشرفاء، أن يبنوا وعيًا رشيدًا بأهمية الدولة، وأن تقوية بناء الدولة وتقوية شوكتها واجب شرعى ووطنى وحياتى لجميع أبنائها، وأن كل ما يهدد أمن الوطن واستقراره يجب أن نتصدى له جميعًا كل فى ضوء تكليفه، ثم إن علينا جميعًا أن نعمل على النهوض بوطننا