بعد سنوات طويلة من الصبر والانتظار والتخمين جاء الخبر اليقين بالبدء فى تعيين الزملاء المؤقتين فى الصحف القومية وفق جدول زمنى ومعايير مهنية.
لقاءات متتابعة بين الهيئة الوطنية للصحافة ونقابة الصحفيين ينتج عنها فى النهاية هذا القرار الذى أثلج صدور ما يقرب من ألف زميل صحفى مؤقت تقريباً موزعين فى مختلف إصدارات الصحف القومية.
ولكن ما وراء القرار يحتاج إلى تحليل دقيق فهل جاء هذا القرار فقط لتعيين هؤلاء الشباب الذين امضوا 10 سنوات تقريباً بدون تثبيت أم أنه مجرد ضخ دماء جديدة للحفاظ على تلك الكيانات أم أن هناك فعلاً رؤية شاملة للارتقاء بمنظومة العمل الصحفى داخل تلك المؤسسات الصحفية العريقة.
فى اللقاء الذى جمع مؤخراً رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ونقيب الصحفيين اتفقا على ضرورة تطوير المهنة وتحسين أوضاع الصحفيين ودعم مكانة الصحافة القومية كما تم الاتفاق على وضع رؤية يكون هدفها الارتقاء بدور الصحف القومية باعتبارها مصنع الخبرات التى خرج منها كل القامات الصحفية وقيادات الصحف الخاصة الحالية.
الرؤية التى تم الإعلان عنها تأتى ضمن خطة عامة هدفها التأكيد على دور الصحافة المصرية كقوة ناعمة من خلال تطوير إمكانيات المؤسسات الصحفية والصحفيين بها وتوسيع مساحات العمل الصحفى لتعود الصحافة من جديد معبرة عن المجتمع ودعم دورها فى التنوير والتثقيف وكشف مكامن الخطر التى تواجه الدولة كسلطة رابعة تراقب وتحذر وتبشر بمستقبل يليق بنا جميعاً.
خطوات إيجابية جميلة توحى بأن هناك اهتماماً فعلاً ولكن لماذا انتظرنا كل هذه السنوات حتى أصبحت تلك المؤسسات تواجه تحديات صعبة للغاية وكان هؤلاء الشباب قد فقدوا الأمل وظن البعض ان هذه هى النهاية فهل فعلاً خاب الظن؟
كان هناك بعض المخرجات من الاجتماع اهمها العمل على تطوير المحتوى الصحفى بما يعكس آراء المواطنين والتنوع فى المجتمع والتوسع فى الصحافة المتخصصة وتنشيط الصحف الموجودة والاشتراك فى برنامج تأهيلى لإعادة تدريب الصحفيين والاستفادة بالمتميزين منهم والمؤهلين فى هذه الدورات فى عملية التطوير الجديدة. بالإضافة إلى تطوير منظومة الإعلانات داخل الصحافة القومية عبر التواصل مع مختلف جهات الدولة بما يعيد الحيوية لقطاع الإعلانات فى الصحافة القومية وهذا عنصر مهم جداً لابد من التركيز عليه الفترة المقبلة.
بالتأكيد تأتى هذه القرارات انعكاساً لتقدير مؤسسات الدولة لدور الصحافة القومية وضرورة استمرارها فى رسالتها التثقيفية والتنويرية وتهيئة بيئة عمل مستقرة للعاملين بها.
لمواكبة التطورات والمتغيرات المتلاحقة فى صناعة الصحافة تقرر قبول أوائل خريجى كليات الإعلام ابتداءً من العام الجامعى 24/25 للتدريب بالمؤسسات الصحفية القومية تمهيداً لتعيينهم وفقاً لاحتياجات المؤسسات وبما يضمن تدعيم الموقف التنافسى للصحافة القومية بوسائلها المختلفة.
كل هذه القرارات والخطوات تبشر بالخير وتؤكد وجود رؤية واضحة للتطوير وان الصحافة القومية مستمرة فى أداء دورها بقوة وخاب الظن وتحيا الصحف القومية.