حزب الله يتوعد بالرد على أى اعتداء إسرائيلى
وسط حالة الترقب للرد الإسرائيلى على القصف الذى طال مجدل شمس بالجولان السورى المحتل، يستمر القصف اليومى عبر الحدود اللبنانية–الإسرائيلية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.وفى هذا السياق، أعلن حزب الله مقتل أحد عناصره فى قصف إسرائيلى على بلدة بيت ليف.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي، عن قصف 10 أهداف لحزب الله فى 7 مواقع متفرقة جنوبى لبنان. وأشار البيان الصادر عن المكتب الصحفى للجيش الإسرائيلى أنه نتيجةً «للضربات البرية والجوية» خلال الليل، تم «تدمير» عدة أهداف لحزب الله جنوبى لبنان.
وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن، مساء الاثنين، رصده إطلاق 20 صاروخاً تجاه منطقة إصبع الجليل، وتدميره منصة الإطلاق فى جنوب لبنان والقضاء على عناصر من حزب الله، بينما رد الأخير باستهداف 3 مواقع إسرائيلية.
وعقب ذلك، أعلن حزب الله استهداف 3 مواقع عسكرية إسرائيلية مقابل حدود لبنان الجنوبية.
من جانبه، أكد مصدر قيادى فى حزب الله اللبنانى الرد حتما على أى «اعتداء» إسرائيلي، مشددا على أن «الاجتياح البرى للبنان سيكون حافزا لنضع أولى أقدامنا فى الجليل».
وقال المصدر:»نأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد وأعددنا للأمر كامل عدته» ، مشيرا إلى أن «مصطلح العدو عن ضربة قاسية ومحدودة لا يعنينا بشيء، لأنه عدوان بمعزل عن حجمه».وأضاف :»أبلَغَنا الموفدون باتصالهم بالعدو لتجنيب المدنيين ولكننا لا نثق بعدونا، لافتا إلى أن «الموفدين طرحوا علينا عدم الرد على العدوان المرتقب وقد أبلغناهم رفضنا ذلك».
وتابع :»سنرد حتما على أى اعتداء إسرائيلى وقيادة المقاومة ستقرر شكل الرد وحجمه على أى عدوان محتمل» ، موضحا أنهم «قادرون على قصف المنشآت العسكرية فى حيفا والجولان ورامات ديفيد بشكل قاس وعنيف».
ومضى قائلا :»لا نتوقع اجتياحا بريا ولو محدودا للبنان لكننا فى حالة جاهزية كاملة»، مؤكدا أن «التبنى الأمريكى لرواية العدو لم يفاجئنا ، وسبق وتبنى روايته بمجزرة المعمداني».
وفى سياق متصل، أعلن مستشار المرشد الأعلى فى إيران، رئيس المجلس الاستراتيجى للعلاقات الخارجية فى إيران كمال خرازي، أن إسرائيل ستواجه برد قاسٍ فى حال شنت هجوماً على لبنان، بذريعة الرد على استهداف مجدل شمس فى مرتفعات الجولان.
وقال خرازى «يجب أن تعرف إسرائيل أنها إذا أقدمت على هذه المخاطرة فإنها ستواجه رداً قاسياً».وتابع «أفضل حل لنتنياهو هو إنهاء الحرب الوحشية فى غزة، لأنه إذا استمر فى الحرب فلن يحصل على شيء سوى الخسائر البشرية والدمار».
وفى لبنان، أكد الناطق باسم قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى لبنان «يونيفيل» أندريا تيننتي، استمرار التواصل مع جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر وتجنب توسع الصراع بين إسرائيل ولبنان.
وقال تيننتى إن ما يحدث بين لبنان وإسرائيل مثير للقلق، موضحا أنه لاتزال هناك إمكانية للتفاوض ولا طرف يريد الحرب.
من حهته، قال قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، إن الوحدات العسكرية المنتشرة فى جنوب لبنان تواصل التنسيق مع قوات اليونيفيل، مشيرا إلى استمرار مساعى التهدئة.
دوليا، أكدت الخارجية الأمريكية أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى طال أمده ولابد من التوصل إلى حل سريع، مشيرة إلى أن الحل الدبلوماسى قابل للتحقيق وتواصل واشنطن الانخراط فى محادثات دبلوماسية لتهدئة التوتر.
فى الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستنإن أى تصعيد بين لبنان وإسرائيل يمكن أن يفجر الوضع فى المنطقة.وبينما قال أوستن إنه لا يعتقد أن نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله أمر حتمي، دعا إلى حل دبلوماسي.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا فى الوضع الميداني، بعدما اتهمت إسرائيل حزب الله بالمسئولية عن مقتل 12 طفلا وإصابة آخرين بصاروخ سقط على بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل، فيما نفى حزب الله علاقته بالأمر.
وفى لندن، أعرب وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامى فى اتصال مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى عن «قلقه إزاء تصاعد التوتر فى المنطقة»، تزامنا مع دعوة لندن لرعاياها بمغادرة لبنان.
أما فى ايطاليا، حذرت رئيسة الوزراء جورجا ميلونى إسرائيل من «السقوط فى فخ» لبنان، معربة عن قلقها من خطر التصعيد فى المنطقة.
وأضافت: «هناك أطراف إقليمية تحاول استفزاز إسرائيل ويجب على تل أبيب عدم السقوط فى الفخ».وتابعت ميلونى إنه «يمكن للصين أن تلعب دورا مهما فى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، بسبب علاقاتها مع طهران والرياض».
ودعت عدد من الدول الأجنبية والعربية رعاياها إلى مغادرة الأراضى اللبنانية على الفور وسط تصاعد التوتر بين «حزب الله» اللبنانى والجيش الإسرائيلي، ورد تل أبيب المرتقب على حادثة مجدل شمس.
وطلبت بريطانيا وفرنسا وكندا والدنمارك والنرويج والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وأستراليا واليونان والعديد من الدول من رعاياها تجنب السفر إلى لبنان، والمتواجدين على الأراضى اللبنانية المغادرة بشكل فورى «ما دام ذلك ممكنا».