دائماً أقول كان الله فى عون الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهو يتحمل فوق طاقة البشر، وما لا تتحمله الجبال من هول التحديات والتهديدات والمخاطر غير المسبوقة التى تواجه الدولة، وهذا ليس كلاماً إنشائياً، بل هو واقع نعيشه جميعاً وصل إلى ذروته خلال الفترة الأخيرة وأصبح الحديث عن المخططات والمؤامرة التى تتعرض لها مصر ليست فى الغرف المغلقة، بل بات أصحابها يجاهرون بها، لا حياء ولا خجل عند قوى الشر، وهذه المخططات المعلنة كشفت بوضوح ما تتعرض له مصر خلال أكثر من 14 عاماً سواء أحداث الفوضى فى يناير 2011 ومحاولات إسقاط الدولة، ولماذا تمسك الأمريكان بجماعة الإخوان الإرهابية ودعمها ولماذا حزن أوباما وأصيب بالجنون بعد عزل المصريين لمحمد مرسى العياط ونظام الإخوان العميل ثم أكبر هجمة إرهابية على مصر عقب عزل الجماعة، خاصة سيناء التى تهمنا وأدركنا أنها الهدف الرئيسى مما يحدث.
الرئيس عبدالفتاح السيسى قولاً واحداً، هو أكثر رئيس فى تاريخ مصر يحقق لوطنه إنجازات ونجاحات وأمجاد لم يحققها أحد قبله، تتمثل فى الإنقاذ وانتشال الأمة المصرية من السقوط فى مستنقع الضياع والحرب الأهلية، فنحن أمام معجزة حقيقية لبناء دولة حديثة قوية وقادرة، وصاحبة مستقبل واعد، ولديها مشروع وطنى حقيقى لتحقيق التقدم، تتعرض لموجات من الاستهداف ومحاولات التعطيل، لأن أعداء مصر يرون أن قوة مصر وقدرتها وتعافيها خطر كبير على المخططات والاطماع والأوهام، وإذا تصفحنا إنجازات رؤساء مصر السابقين فى مجال البناء والتنمية والتقدم نجدها بضعة مشروعات، مازلنا نذكرها ونتغنى بها وأضافت لمصر، لكن الرئيس السيسى أعاد بناء الدولة بالكامل، وحقق إصلاحاً شاملاً وتطويراً وتحديثاً ونفذ آلاف المشروعات العملاقة التى سيتوقف أمامها التاريخ، ويقيناً فإن وجود الرئيس السيسى كقائد عظيم لمصر هو من اختيار وترتيب الأقدار، لأن ما تتعرض له مصر وتحديداً منذ 2013 هو أمر غير مسبوق، تحديات مختلفة، تهديدات من كل شكل ولون ومن كل حدب وصوب، فى الداخل والخارج، وفى البر والجو، مخططات وأطماع وأوهام، لذلك عندما أقول إن هذه الفترة من تاريخ مصر التى يقودها الرئيس السيسى بحكمة وحنكة واقتدار هى أصعب الفترات فى تاريخ مصر، ولكن حتى يعرف المواطن ما يواجه وطنه، وماذا يقدم الرئيس من أجل الحفاظ على هذا الوطن، وكيف استعد مبكراً بما لديه من رؤية واستشراف للمستقبل لحماية هذا الوطن، وكأنه عرف قبل سنوات أن المخططات قادمة لا محالة، وأن المؤامرة لم تنته ولابد من تحصين وحماية مصر، بتمكينها من القوة والقدرة الشاملة ليست العسكرية والدفاعية والردع فحسب، ولكن دولة قادرة جاهزة لمجابهة كافة الاحتمالات والسيناريوهات والأسوأ منها، دولة غير قابلة للكسر، أو أن تهزها ريح وعواصف المؤامرات، وحتى تدرك ما أقوله، اعرض بعض التحديات الأخطر فى تاريخ مصر، والتهديدات الوجودية التى يتعرض لها الوطن.
أولاً: لم يسبق لمصر على مدار تاريخها أن تكون حدودها على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية مشتعلة وغير مستقرة، خاصة إذا كنا نتحدث أن الدولة الشقيقة التى لديها حدود طويلة معنا تمثل جزءاً رئيسياً من الأمن القومى المصرى الحديث عن ليبيا، يختلف تماماً قبل وبعد 2011 سقطت الدولة الوطنية، ومازالت ليبيا منقسمة، لكن الآمال العريضة مازالت قائمة فى عودتها فى ظل الجهود المصرية، ثم السودان الشقيق الذى يعانى من الاقتتال الأهلى وهو جزء رئيسى من أمننا القومى وحتى ندرك خطورة الأمر فإن مصر لديها حدود مع ليبيا والسودان، تبلغ ما يقترب من 2300 كيلو متر، والحقيقة، الجيش الوطنى السودانى يحقق انتصارات مدوية لاستعادة كامل الأراضى والمدن السودانية، ، أيضاً فإن الحدود الشرقية، هى الأخطر فى ظل العدوان الصهيونى على غزة وحرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال ضد الأشقاء فى القطاع، بهدف القضاء على جميع مقومات الحياة فى غزة، والهدف هو تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين، ودفعهم إلى الحدود المصرية، من أجل تحقيق وهم التوطين فى سيناء التى هى الهدف ولكن مصر اتخذت موقفاً حاسماً قاطعاً، نبيلاً شريفاً تجاه مخطط التهجير، وإنها لن تسمح بتصفية القضية، أو تهجير الفلسطينيين وأن ذلك يعنى قضية أمن قومى مصرى لا تهاون ولا تفريط فيها، مصر اتخذت أيضاً موقفاً جريئاً وشجاعاً وشامخاً وأعلنت تمسكها برفض التهجير مهما كانت المبررات أو التداعيات ومهما كلفها من ثمن، وطرحت خطة متكاملة وواقعية لإعادة إعمار قطاع غزة بدون الحاجة إلى تهجير الفلسطينيين، لكن مازال المخطط الصهيو أمريكى لتهجير الفلسطينيين واحتلال غزة يصر على إشعال المنطقة.
ثانياً: بطبيعة الحال فإن مواقف مصر الصلبة والقاطعة والحاسمة لها ثمن وتداعيات وتتعرض «مصر ــ السيسي» لضغوط وتهديدات لم تعد خافية على أحد، سواء بشكل مباشر أو عبر رسائل مبطنة، أو من خلال أساليب وألاعيب باتت مكشوفة، تتوهم تركيع مصر أخطر ما فى الأمر أن مصر تقف وحيدة، لا تبدل ولا تغير موقفها الأخلاقى الشريف، لذلك فليس غريباً أن يحاول من وضع المخطط تضييق الخناق والحصار الاقتصادى على مصر، وصناعة الأزمات حتى يكون لها تأثيرات سلبية على اقتصادها وبالتالى تصدير المعاناة لشعبها، لتحقيق أوهام التحريض والتحريك فى الداخل، ولكن المفاجأة والغباء الذى أصاب رعاة المخطط، أنهم لا يعرفون الشعب المصرى وأنه يزيد دولته صلابة وتحدياً فى مواجهة هذا المخطط وجاهز فى سبيل ذلك لتحمل أى ثمن، لذلك ما يحدث فى البحر الأحمر وباب المندب من صناعة أزمة، تؤثر على الملاحة فى البحر الأحمر وبالتالى قناة السويس، ثم الضغوط المتصاعدة على مصر وكذلك الإغراءات المرفوضة مهما كانت ومهما بلغت، ثم حملات الأكاذيب والشائعات ومحاولات تشويه الموقف المصري، ثم تصعيد صهيونى للأوضاع فى قطاع غزة وتشديد الحصار والتجويع على الفلسطينيين، ودفعهم إلى الحدود المصرية، كل ذلك ينذر بالخطر الداهم ويزيد من احتمالات التصعيد فى المنطقة واشتعالها.
البحر الأحمر ومحاولات السيطرة عليه من قوى الهيمنة والغطرسة، أو دول غير متشاطئة، تحد وتهديد واضح، لذلك فإن استهداف الصومال الشقيقة ومحاولات المساس بسيادتها على أراضيها هو جزء من الضغط على مصر واستهدافها، وأيضاً فإن «السد الإثيوبي» هو جزء من محاولات ابتزاز مصر لصالح الكيان الصهيوني، لكن كل ذلك وفى ظل القيادة السياسية المصرية الأكثر حكمة وحنكة واستثنائية، لم تفلح فـى تـركيع مصــر أو المســاس بأمنهــا القـــومي، خاصة ان الرئيس السيسى مكن وطنه من امتلاك الكثيرمن الأوراق الفاعلة والمؤثرة بل والموجعة، ومن الذكاء رغم وجود القوة والقدرة والردع والثقة أن تبتعد عن الصدام وتفسد مخططات الكيان الصهيونى من خلال الضغط السياسى والدبلوماسي، ولعبة المصالح، والعلاقات الدولية القوية مع دول العالم الكبيرة والمتقدمة، واستثمار حالة المنافسة، أو حتى الصراعات، وتحقيق مصالح متبادلة تؤرق وتؤلم قوى الهيمنة والغطرسة، لذلك فإن مقولة، إن خسارة مصر، هى خسارة كل شيء، حقيقة على الأرض.
ومن هنا أشد على أيدى صناع الوعي، لابد أن تزيد جرعاته بشكل مباشر أو غير مباشر وأن تقوم جميع مؤسسات الوعى بكامل دورها وأكثر وأتوقف بالتحية أمام ما قاله الدكتور أسامة الأزهرى فى كلمته خلال احتفال ليلة القدر مخاطباً الرئيس السيسى نحن جميعاً خلفك، ولست وحدك، فأنت تعبر عن إرادة المصريين جميعاً، يقصد رفض مخطط «التهجير»، ولابد أن يزيد ويتضاعف الاحساس الرئاسى بأن الأمة المصرية على قلب رجل واحد خلفه، وأن نظهر ذلك أيضاً للجميع، وللحديث بقية.