مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى من المقرر إجراؤها فى 5 من نوفمبر المقبل، تصبح سياسة كل من المرشحين الجمهورى والديمقراطى أكثر وضوحا تجاه العديد من القضايا وأبرزها الشرق الأوسط الذى يشتد به الصراع خاصة مع بلوغ حرب إسرائيل فى غزة عامها الأول، وفتح جبهة جديدة فى لبنان، وظهور تصعيد مباشر وشيك بين إسرائيل وإيران.
يدرك ترامب تماما أن المنطقة أصبحت ساحة للألغام السياسية الحزبية فى الولايات المتحدة، ورغم ذلك وعد باتخاذ نهج أكثر صرامة يهدف إلى تقليص النزاعات وتعزيز المصالح الأمريكية.
فيما يتعلق بإيران، أوضح المرشح الجمهورى أنه سيعود إلى سياسة الضغط الأقصى على إيران، ربما للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران أو لتقييد إيران أكثر.
وقد قاد إدارته عندما كان رئيسا إلى الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، المعروفة أيضا باسم الاتفاق النووى الإيراني، وأكد ترامب أن هذا النهج وضع ضغوطا اقتصادية على إيران وقلل من قدرتها على تمويل الجماعات التى تعمل بالوكالة عنها.. وأشار مستشاروه أيضا إلى أنهم سيمددون حملة الضغط القصوى ويوفرون الدعم الكامل للمعارضة الإيرانية والنشطاء.
ومع ذلك، من دون أهداف واضحة أو استعداد للتفاوض مع طهران لاحتواء المزيد من التطورات النووية، قد تكون النتيجة جولة جديدة من عدم الاستقرار.
وقد أشار ترامب إلى أنه إذا عاد إلى البيت الأبيض، سوف ينهى الحرب فى غزة فورا، لكن كيفية القيام بذلك لا تزال غير واضحة.
وعلى نطاق أوسع، من المرجح أن يضاعف الجهود لتعزيز اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، ويحاول تجاوز القيادة الفلسطينية، مع التركيز على التطبيع الإقليمى الأوسع نطاقا.
وبالنسبة لعلاقة الولايات المتحدة ومنافستها الصين، قال ترامب إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإن الصين لن تجرؤ على استفزازه لأن الرئيس شى جين بينج يعرف أنه «مجنون».
وفى حديثه لصحيفة وول ستريت جورنال، قال ترامب إنه إذا انتخب رئيساً الشهر المقبل، فسوف يفرض رسوماً جمركية على الصين إذا سعت إلى حصار تايوان.وأوضح ترامب: «أود أن أقول إنه إذا ذهبت إلى تايوان، فأنا آسف لفعل هذا، سأفرض عليك ضريبة بنسبة 150 فى المائة، إلى 200 فى المائة».
وخلال الحملة الانتخابية، زعم المرشح الجمهورى أن أعداء أمريكا لن يتصرفوا ضد المصالح الأمريكية فى ظل رئاسة ترامب الجديدة لأنهم سيخشون رد فعل قوي، وحتى غير متوقع.
أما هاريس، على الرغم من خطابها المتشدد مؤخرا تجاه إيران، من المتوقع أن تعزز الجهود الدبلوماسية الحالية لتهدئة وإدارة التوترات مع طهران، بدلا من الدعوة إلى «الضغط الأقصي».
ومن المرجح أن تبنى هاريس على الجهود الرامية إلى إحياء نموذج جديد يمكنه احتواء البرنامج النووى الإيراني.ومن المتوقع أن تؤكد على استراتيجية تجمع بين الانخراط والضغط لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، مع مواجهة أنشطتها الإقليمية.
وفيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، دافعت هاريس بشدة عن أمن إسرائيل، لكنها حاولت اتخاذ موقف أكثر توازنا مقارنة بترامب وبايدن، من خلال دعم أمن إسرائيل والدعوة إلى مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين نحو حل الدولتين.
وعلى عكس بايدن، شددت هاريس بقوة على القضايا الإنسانية فى غزة والضفة الغربية وأدانت الإجراءات الأحادية التى تقوض عملية السلام، مثل توسيع المستوطنات.
الخلاصة أنه يجب على كلا المرشحين الرئاسيين أن يدركا أن الاستقرار الإقليمى فى الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مزيج من الردع والدبلوماسية والانخراط متعدد الأطراف وإعطاء الأولوية للشراكات، وقد أصبح من الواضح خلال العام الماضى أن أمريكا بمفردها غير قادرة على حل النزاعات أو تقديم حلول.