مناقشات موسعة حول خطورة العولمة والثقافة الوافدة وتطبيقات الذكاء الاصطناعى
تحت عنوان «مفردات بناء الشخصية المصرية ومردودها على الأمن».. ناقش المؤتمر العلمى السنوى لكلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة أمس واحدة من أهم القضايا المصرية التى تمس الهوية والوعى والأمن بمفهومه الشامل.. عدد من رموز الفكر والأمن والإستراتيجيين شاركوا فى النقاشات التى تضمنها المؤتمر على مدى جلستين نقاشيتين.. من أبرز المشاركين الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف والمفكر الإستراتيجى اللواء أركان حرب دكتور سمير فرج والدكتور وسيم السيسى واللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا الأسبق والدكتورة درية شرف الدين وزير الإعلام الأسبق وعدد من المفكرين ورجال الأمن.
خلال المؤتمر قال اللواء هانى أبوالمكارم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة – فى كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر – إن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية يولى اهتماما بالغا للفعاليات العلمية التى تنظمها أكاديمية الشرطة إيمانا منه بأهمية تلك الفعاليات خاصة التى تتناول الأوضاع الاجتماعية لمردودها على المجال الأمني. وأضاف اللواء أبوالمكارم أن لكل أمة بنيانها الاجتماعى الخاص والذى يتشكل من خلال العديد من العوامل المتنوعة، كالعادات، والتقاليد، والقيم الدينية والأخلاقية، مؤكدا أن الوصول إلى مواطن ذى شخصية بناءة وفعالة، يتطلب تمسكاً بالقيم الأخلاقية والدينية.
قال إن القيادة السياسية أكدت فى أكثر من محفل، أهمية بناء الشخصية المصرية القادرة على التفاعل مع الواقع، إيماناً بأن الوصول إلى مجتمع صلب ومتماسك وفعال، يعتمد على ضرورة بناء شخصية متمسكة بقيمها الدينية والأخلاقية، وكذلك بتقاليدها المجتمعية المتوارثة.. وشدد مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، على أن الأمن بمفهومه الشامل، ليس مجرد سياج خارجي، وإنما حالة من الطمأنينية الداخلية، مؤكداً أن بناء الشخصية المصرية، يعتبر ركناً رئيسياً فى تحقيق أمن الوطن واستقراره، وأن الارتقاء بالعمل الأمني، ليس عملاً فردياً، لكنه عمل مجتمعي.
خلال جلسة العمل الأولى للمؤشر تحت عنوان «بناء الشخصية المصرية بين ترسيخ الهوية وتعزيز الوعي».. تحدث وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى عن بناء الشخصية المصرية فى ضوء قيم ومبادئ الشرائع السماوية وتحدثت وزير الإعلام الأسبق رئيس لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب الدكتورة درية شرف الدين عن دور الإعلام والفن فى ترسيخ مفهوم الشخصية كما تحدث خلال الجلسة اللواء دكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا الأسبق حول أثر العولمة فى بناء الشخصية المصرية، فيما أبرز الخبير الإستراتيجى اللواء الدكتور سمير فرج تأثير العقيدة العسكرية على بناء الشخصية المصرية بينما تحدث الباحث فى علم المصريات الدكتور وسيم السيسى عن التنوع الثقافى ومردوده على تكوين الشخصية المصرية، وسلط رئيس جامعة المستقبل الدكتور عبادة سرحان الضوء على الذكاء الاصطناعى وأثره فى تكوين هوية الشخصية المصرية وآفاقها.
من جانبه، تحدث مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور أيمن عبدالوهاب عن دور المركز فى بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية، فيما تحدث مساعد مدير مركز بحوث الشرطة أستاذ ورئيس قسم القانون الجنائى بكلية الشرطة العميد دكتور رامى متولى عن دور المناهج القانونية والعلوم الشرطية والخطط التدريبية بأكاديمية الشرطة فى بناء الشخصية المصرية.
وخلال جلسة العمل الثانية بعنوان «دور مؤسسات الدولة فى بناء الشخصية المصرية» تحدث أمين عام المجلس الأعلى للجامعات الدكتور مصطفى رفعت عن دور المؤسسات التعليمية فى بناء الشخصية، فيما تحدثت المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية للتدريب الدكتورة رشا غالب عن بناء الشخصية المصرية فى ضوء استشراف المستقبل فى الجمهورية الجديدة، بينما سلط استاذ النظم السياسية والقانون الدستورى بأكاديمية الشرطة محافظ دمياط الأسبق اللواء طارق خضر، الضوء على أهمية الوعى القانونى وأثره فى الارتقاء بالشخصية المصرية.
كما تحدث أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف عزازى عن دور الثقافة العامة فى بناء الشخصية المصرية، بينما تحدث مساعد رئيس قطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية اللواء محمد حازم عن دور الإصلاح والتأهيل العقابى فى بناء شخصية المفرج عنهم، فيما سلط العميد أحمد الخضرى بقطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، الضوء على مردود الاعلام الأمنى على التحصين الفكرى للمجتمع، بينما أبرز الداعية الإسلامى مصطفى حسنى دور القيم الدينية فى تعزيز الوعى لدى الشباب.
أكد المشاركون فى المؤتمر ضرورة ترسيخ القيم والثوابت المصرية لمواجهة كافة التحديات وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل مشيرين إلى أن هذه الثوابت من أهم عوامل الحفاظ على الهوية وعلى الشخصية المصرية فى ضوء ما يشهده العالم من تطور فى كافة المجالات خاصة التكنولوجية والتى من شأنها التأثير بشكل أو بآخر فى ثوابت وثقافات الشعوب.
تطرق المشاركون إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية وكان فى مقدمتها الموقف المصرى ضد حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى والتصدى لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.