تعد الغدد الصماء أحد الأعضاء الصغيرة التى تقوم بإفراز الهرمونات المنظمة لأجهزة الجسم المختلفة؛ ومن أهمها الغدد النخامية والدرقية والكظرية والبنكرياس، وفى شهر رمضان الكريم يكثر التساؤل عن إمكانية الصيام فى شهر رمضان لمرضى الغدد الصماء وكيفية تناول الأطعمة، ومواعيد تناول الأدوية وأنواع العلاج المختلفة.. تقول أ.د.شيرين عبدالغفارأستاذ طب الأطفال والسكر والغدد الصماء بكلية الطب مستشفى أبو الريش جامعة القاهرة، عضو الجمعية الدولية لسكر الأطفال والمراهقين والجمعية الاوروبية للغدد الصماء فى الاطفال، والجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم.
لابد أن نؤكد على ضرورة استشارة الطبيب المعالج للسماح بالصيام من عدمه حيث فذلك يعتمد على نوع المرض وشدته ووجود مضاعفات سواء حادة أو مزمنة، فإن مرضى الغدد الصماء بوجه عام إذا كانت الحالة الصحية منضبطة فلا يوجد قلق أو خوف من صيامهم فى رمضان، وهناك نوعان من عدم الانضباط، إما بنقص إفرازات الهرمونات فى هذه الغدد أو بزيادتها.
فالغدة الدرقية تلعب دورا رئيسياً فى تقوية الطاقة الجسمية والذهنية وهى تفرز هرمونات مسئولة عن نمو الأطفال وتسهم فى عملية محافظة الجسم على توازنه، وتشير دكتورة شيرين أن فى شهر رمضان، قد يحتاج مرضى الغدة الدرقية فى معظم الأحيان إلى تعديل فى مواعيد العلاج ويمكنهم الصيام بأمان من دون أى مخاطر صحية، لكن أولا تجب استشارة الطبيب المعالج، ويجدر بالذكر أن الدواء التعويضى يجب تناوله على معدة فارغة وبالتالى يفضل تناول العلاج بانتظام قبل السحور بساعة وبعد تناول أى أطعمة بساعة أيضا مع إمكانية تناول السوائل بشكل طبيعى عند توقف الطعام.. وينصح بتجنب الإفراط فى الطعام، وتناول أطعمة متوازنة بكميات صغيرة على عدة فترات لتسهيل عملية الهضم والتمثيل الغذائى، كما يجب الإكثار من الفواكه والخضراوات والتقليل من الحلويات، وينصح الصائم بالأكلات البحرية من الأسماك أو فواكه البحر، أو التونة والسردين، لأن اليود الذى تحتوى عليه يساعد على تحسين كفاءة عمل الغدة الدرقية.
أما فى حالة حدوث التهابات بالغدة الدرقية والتى تكون مصحوبة بألم شديد فى الرقبة وضيق فى البلع والتنفس، فينصح بعدم الصيام واستشارة الطبيب وتعويض الصيام فى أيام أخرى، ويمكن للمرضى الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية، مواصلة جرعات الدواء مرة أو مرتين يوميا ما بين فترة الإفطار والسحور.. بينما يجب على البعض الذين يعانون من أعراض حادة أو وجود مضاعفات الافطار بعد استشارة الطبيب.
أما الغدة الكظرية وللمحافظة على وظيفتها يجب تناول الأغذية الغنية بفيتامين أ، ب، ج.
أما إذا كانت هناك زيادة فى إفراز الغدة الكظرية فيجب الابتعاد عن الحوادق والمخللات لأن ضغط الدم عادة ما يكون مرتفعا والابتعاد أيضا عن كثرة تناول الحلويات والسكريات والدهون حيث ان هؤلاء المرضى معرضون للاصابة بالسمنة والسكر، بعكس المرضى الذين عندهم نقص فى إفراز الغدة (نقص الكورتيزون) فهم يعانون من انخفاض فى الضغط وبالتالى يمكن أن يتناولوا المخللات والأطعمة المالحة حتى يعوضوا انخفاض الضغط والأملاح التى تهدر عن طريق العرق وخاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو مع الإكثار من تناول السوائل.
فى حالة القصور الشديد فى إفراز الغدة النخامية ينصح بعدم الصيام لتعرض المرضى لحدوث هبوط بالسكر والاحساس بالضعف العام وتأثر عدة غدد أخرى ثانوية حيث تعتبر الغدة النخامية هى المايسترو الذى ينظم غددا عديدة بالجسم مثل الغدة الدرقية والكظرية وغيرها..
وتشير دكتورة شيرين أن صيام رمضان يحمل مخاطر كثيرة وشديدة للمصاحبين بالسكر من النوع الأول خاصة إذا كان السكر غير منضبط لفترات طويلة أوكان السكر التراكمى مرتفعا. وتأتى الخطورة نتيجة الامتناع عن تناول الانسولين والطعام والسوائل لساعات طويلة. فالصيام يعرض المصابين بالسكر لحدوث الجفاف وارتفاع مستوى السكر وظهور الاسيتون مما قد يتطور لزيادة الحموضة فى الدم وحدوث الغيبوبة السكرية وزيادة نسبة حدوث تجلطات فى الدم وانسداد بالشرايين.. ويلاحظ زيادة نسبة دخول المستشفيات نتيجة مضاعفات السكر الحادة نتيجة لصيام المصاحبين للسكر من النوع الأول فى شهر رمضان والأشهر التابعة له. أما فى النوع الثانى فالصيام أقل خطورة ويستلزم الصيام ضبط السكر لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر قبل الصيام بالإضافة إلى مراجعة خطة العلاج وضبط السكر اليومى والتراكمى مع تعديل جرعات الانسولين ونظام الوجبات فى خلال الصيام. ويجب متابعة مستوى السكر على فترات متقاربة وكسر الصيام فور حدوث ارتفاع أو هبوط فى مستوى السكر. وتقل الخطورة فى الأشخاص الذين يستخدمون حساسات لمتابعة مستوى السكر أو الذين يستخدمون مضخة الإنسولين المرتبطة بحساس لإمكانية متابعة السكر وضبطه فى خلال ساعات الصيام.