انشغل الكثيرون بالبحث فى أسباب تفوق المنتخبات المغربية للناشئين والشباب والأولمبى على منتخباتنا الوطنية فى نفس الفئة السنية وبنتائج كبيرة، وبالطبع اختلفت نتائج البحث بين التسليم بحتمية ذلك فى ظل براعة التخطيط المغربى، وفشل الإدارة الفنية لمنتخباتنا أو قصور التوجيه الإدارى والرسمى لها .. ولكن اتفق الجميع فى نقطة واحدة وهى التأكيد على اتساع الفجوة بين الطرفين فى السنوات الأخيرة على كافة المستويات.
ما يجرى الآن سبق وحذرنا منه فى مرات سابقة، وبالتحديد عقب إنجاز المغاربة فى كأس العالم بالدوحة، ونجاح تجربة الاعتماد على مدرب وطنى واعد وقادر على ترجمة طموح وأحلام بلاده على المستوى الكروى، ومن خلفه إدارة قوية وواعية تنظر للأمام وتعتمد طريقة البناء الهرمى المعتدل والقائم على أساس متين.
المهم فى الدراسات والمقارنات التى تمت، أن بعضنا انتهى إلى الفوارق الضخمة بين قدرات الإدارة والتخطيط فى الجانبين، وكيف نجح الأخرون فى تحقيق التواصل والتدرج الطبيعى بين المنتخبات صغيرة السن وما يفوقها وصولا إلى المنتخب الأول .. وإعداد أجيال من المدربين الشباب وتوفير فرص السطوع لهم بعد الحصول على الدورات والمرور على تجارب قارية ودولية مميزة تساعد فى تأهيلهم بشكل أفضل..
نفس الإطار والفكر طبقه السنغاليون منذ سنوات ليست بالبعيدة، ونجح القائمون على ذلك فى الوصول لنتائج مبهرة طالت المنتخب الأول والشباب والناشئين والسيدات والمحليين أيضا، ووقفنا وقتها ننظر إلى ما يفعله هؤلاء فى سنوات معدودة .. أما لدينا فتجد أبسط مظاهر العشوائية بإجراء تغيير شامل فى جهاز فنى لمنتخب الشباب بعد خوض المدير الفنى أغلب تجارب ومحطات الإعداد والتجهيز، ثم قدوم آخر لتولى المهمة والبدء من جديد دون توضيح أو تفسير أو حتى تبرير منطقى لما حدث..
كما تلمس نفس العشوائية فى التعامل مع ملف المسابقات المحلية، فترى تأجيلا لحسم ملفات هامة وحساسة خوفا من الأثار المترتبة عليها، والمضى فى تنفيذ خطط وبرامج وسياسات ثم العدول عنها فجأة وبدون مقدمات، والتركيز فى تفخيخ مهمة القادمين فى المجالس التالية بتصدير المشاكل والأزمات ووضع العراقيل والمطبات فى طريقهم بأى شكل.. وهو ما يحدث حاليا بعد تأكيد عودة أبوريدة ومن معه لإدارة ملفات الجبلاية، وتسلم المهمة من جمال علام ورفاقة..
العودة للطريق السليم ممكنة ومتاحة فى أى وقت، بشرط صفاء النوايا وتغليب المصلحة العامة، وعدم التركيز فى كل ما هو خاص ومجاملة الأخرين على حساب واقع ومستقبل اللعبة الشعبية الأولى.