قتل 11 لبنانيا وأصيب آخرون أمس جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة فى جنوب البلاد، كما شن الجيش الإسرائيلى غارات على الضاحية الجنوبيةلبيروت فى حين قصف حزب الله حيفاومزارع شبعاالمحتلة والجليل الأعلى بعشرات الصواريخ.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه أغار على «مركز قيادة» ومنشأة للأسلحة تحت الأرض لحزب الله فى بيروت، بعدما أفاد الإعلام الرسمى اللبنانى عن غارات على الضاحية الجنوبية للعاصمة.
من جهته، أشار المتحدث باسم الجيش أفيخاى أدرعى فى بيان على منصة «إكس»، إلى أن الطيران الإسرائيلى قضى على ثلاثة قياديين بارزين فى حزب الله.
كما أضاف أن عناصر حزب الله المستهدفين هم عباس سلامة القيادى البارز فى جبهة الجنوب لاسيما بنت جبيل، والذى استهدف بغارة فى منطقة تبنين، فضلا عن رضا عباس عواضة الذى كان يعتبر خبيرا فى مجال الاتصالات اللاسلكية، وأحمد على حسين الذى كان يتولى عمليات تسليح حزب الله بوسائل قتالية استراتيجية.
من ناحية أخري، قال الجيش الإسرائيلى إنه رصد إطلاق نحو 140 صاروخا من لبنان باتجاه الشمال منذ منتصف ليلة أمس.ونقل موقع «0404» عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى قوله إن «القوات الجوية اعترضت بعضها، وتم تحديد عدد من حوادث التحطم فى المنطقة».
كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن 8 فرق إطفاء تعمل على إخماد حرائق فى منطقة روش بينا بالجليل الأعلى إثر سقوط صواريخ.وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الشرطة تغلق شارع 90 الحيوى المهم فى صفد بعد سقوط صاروخ.
على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بأن «نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم غادر إلى إيران خوفا من الهجمات الإسرائيلية».وكان الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوغ هدد قاسم وأكد أنه سيلقى مصير أسلافه.
واستهدفت إسرائيل معظم قادة حزب الله منذ بدء الحرب قبل حوالى عام، وكان أكبر تلك الاستهدافات اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.ولم يسمِ الحزب حتى أمس القائد البديل لنصر الله، بينما تحدث نعيم قاسم فى عدة خطابات عقب اغتيال الأمين العام بصفة نائب.
وذكر قاسم فى كلمة له كانت هى الثالثة عبر الشاشة منذ مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله فى 27 سبتمبر: «أقول للجبهة الداخلية الاسرائيلية الحل بوقف إطلاق النار».
وأوضح أنه: «إذا رفضت إسرائيل (وقف إطلاق النار) فنحن مستمرون فى الحرب، ومع استمرارها ستزداد المستوطنات غير المأهولة وسيكون أكثر من مليونى شخص فى دائرة الخطر».
واعتبر قاسم أن «لنا الحق فى استهداف أى نقطة فى إسرائيل سواء فى الوسط أو الشمال أو الجنوب وسنختار النقطة التى نراها مناسبة».وكشف أن «حزب الله انتقل من الإسناد إلى المواجهة مع إسرائيل منذ تفجير البيجرفى 17 سبتمبر واغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله فى 27 سبتمبر».
وأشار إلى أن «حزب الله استعاد عافيته ورمم قدراته ووضع البدائل ولا يوجد مكان قيادى شاغر فيه وفى كل مركز توجد قيادة بديلة».
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف إن «الركيزة الأساسية للشعب اللبنانى هى إيران وقائدها المرشد على خامنئي». وأضاف أن: «قوة إيران هى التى تجعلها مؤثرة فى المعادلات الدولية».
وأثار قاليباف الجدل فى لبنان قبل أيام، بعد حديثه عن أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701 فى الجنوب.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال فى لبنان نجيب ميقاتي، فى بيان تصريح قاليباف تدخلا فاضحا فى الشأن اللبنانى ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان.
وقال ميقاتي: نستغرب هذا الموقف الذى يشكل تدخلا فاضحا فى الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان، علما أننا كنا أبلغنا وزير خارجية إيران ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما إلى لبنان أخيرا بضرورة تفهم الوضع اللبناني، خصوصا وأن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلى غير مسبوق ونعمل لدى جميع أصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار».
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن توسع الحرب فى جنوب لبنان كبد الاقتصاد الإسرائيلى 6.7 مليارات دولار منذ سبتمبر الماضي، وأشارت إلى نفقات يوم واحد من القتال فى لبنان تصل إلى نحو 134 مليون دولار، وأن تحمل حرب طويلة فى الشمال والجنوب أمراً صعب على الاقتصاد الإسرائيلي.