أصبح واضحاً لكل ذى عينين وعقل، أن قادة إسرائيل مصاصى الدماء يتحججون بالقضاء على «حماس» وهم يعرفون استحالة ذلك، يرددون أنهم لن يوقفوا الحرب قبل تحقيق أهدافها، رغم أن هذه الأهداف غير واضحة ولا محددة، ولا يفصحون عن مضمونها، ولا يحددون بنودها، إنما هى كلمة مطاطة لا يمكن الوقوف لها على حدود.
والحقيقة أنهم يستهدفون تنفيذ مخططات أبعد من ذلك بكثير، يريدون من هذه الحرب تغيير خارطة فلسطين مرة أخري، سياسيا وديموغرافيا، ولا يخفون مطامعهم فى الأراضى العربية، بما يرددونه من أوهام، يعرفون أنهم بعيدون عنها بُعْد المشرق والمغرب، المؤكد أن إسرائيل تخطط للاستيلاء على غزة مرة أخرى لكنها متخوفة من الوقوع فى المكان الذى أصبح فخا لأرواحهم ومقبرة لمن يجازف منهم بدخوله.
وتأكيدا على اعتزام استمرار الحرب، يشهد شاهد من أهلهم، تقول صحيفة هآرتس العبرية إن نتنياهو عمل خلال الأشهر الماضية بشكل ممنهج على إفشال التوصل لأى صفقة تبادل، وكان يطلب من وزرائه مهاجمة المقترحات المطروحة للتفاوض، وتعمد كل مرة تتقدم فيها المفاوضات إصدار بيانات متشددة ضد الصفقة.
ويماطل صقور الحرب المجرمون فى التوصل لأى اتفاق، لسفك المزيد من أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء، يرتكبون المجزرة تلو الأخري، يطلبون من أهل غزة ترك أماكن معينة بحجة تحذيرهم من الإغارة عليها، أو المدارس أو المستشفيات أو المبانى التابعة للأونروا، وبكل خسة، عندما يتجمعوا فى مكان يأملون أن يكون آمنا، يستغل الجبناء هذا التجمع ويقصفونهم، بجانب القتل بالتجويع ومنع الماء والطعام والدواء، وإنهاكهم بإجبارهم على النزوح من منطقة إلى أخري، وبينهم شيوخ وعجائز ومرضى وجرحى وضعفاء، فى تغافل مما يسمى المجتمع الدولى الذى توقف حتى عن الشجب والإدانة، واعتاد مشاهد الدماء والمجازر، وقد تجاوز الظالمون المدى وكل الخطوط الحمراء.
وترد على رأسى القصة، «يروى أن القط والفأر تعاهدا على إيقاف المناوشات بينهما، ووقعا معاهدة صلح، واتجها فى يوم إلى نزهة بحرية فى قارب، وتولى الفأر مهمة التجديف، وهو يتصبب عرقا من المجهود فى الحر الشديد، بينما يجلس القط بكبرياء، وأراد أن ينقض المعاهدة ويتلكك للفأر وسواء استسلم الفأر أو التزم بالاتفاق، فلن يسلم من غدر القط المتنمر به والذى ينتظر الفرصة لالتهامه.
وهذا ما حدث مع العراق، ورغم مواقته على التفتيش بحجة حيازة مواد نووية، ورغم عدم العثور على شيء، أكد بعض المحللين أن العراق سيتلقى الـ»ضربة» سواء وافق على التفتيش أو لا، وهذا ما حدث بالفعل، جيّش الأمريكان جيوشهم وأتباعهم وشنوا الحرب الإبادة على العراق للقضاء على جيشه من أجل عيون إسرائيل.
ويتكرر الأمر مع فلسطين، يتلكك الإسرائيليون بحجة القضاء على حماس ويرفضون التفاوض، التقط الصهاينة المتعطشون للدم خيط أحداث 7 أكتوبر، ليبدأوا حرباً تجاوزوا فيها كل الخطوط الحمراء، استغلوها ليحققوا أهدافا خفية، بعد اغتصاب أرض فلسطين تحت الغطاء الغربي،و يفتعلون الأسباب ويشعلون الحروب من أجل احتلال المزيد من الأراضى العربية.
واعتبر خبراء تابعون للأمم المتحدة، أن حملة التجويع المتعمّدة والموجّهة التى تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى هى شكل من أشكال عنف الإبادة وأدّت إلى مجاعة فى جميع أنحاء غزة، وذكروا أن عشرات الأطفال ماتوا بسبب انعدام الطعام أو سوء التغذية، وأن الحرب أدت إلى إبادة جيل كامل من أطفال فلسطينيين، واعتقد أن هذا من أحد أهداف النتن ياهو بجانب الاستيلاء على الأرض.