دائما أكرر فى كل البطولات أن الفريق الذى يملك خط دفاع قويا وهجوما أضعف أقدر على الفوز بالبطولات من الفريق الذى يملك خط هجوم قويا ودفاعا أضعف، ولكنى فى نفس التوقيت أمقت الكرة الدفاعية البحتة التى لا تتحلى بأى مواصفات هجومية أو تحركات سليمة فى التحول من حالة الدفاع البحت الى الهجوم بعد استخلاص الكرة.
وقد شاهدت بعينى حالة عدم الرضا من الجماهير المصرية لحالة المنتخب المصرى فى عصر المدير الفنى الأرجنتينى هيكتور كوبر بالرغم من وصول هذا الفريق لكأس العالم 2018 وقبلها صعوده لنهائى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017.
فقد كانت الجماهير المصرية غير راضية عن شكل وأداء المنتخب الدفاعى طوال الوقت وعدم وجود أستراتيجية واضحة للهجوم بالرغم من وجود استراتيجية ثابتة وهى التمرير السريع للكرة فى المساحات لمحمد صلاح لتسجيل الأهداف من الهجمات المرتدة.
أتحدث فى هذا الأمر بعد اعجب مباراة شاهدتها ربما فى حياتى بين مانشستر سيتى وريال مدريد فى لقاء العودة للدور ربع النهائى لدورى الأبطال منذ أيام قليلة، وأقول أعجب مباراة لأننى لم أشاهد طيلة حياتى فريقا يسيطر على الكرة طوال 120 دقيقة كاملة ويتلاعب بالمنافس فى نصف ملعبه وفى النهاية يفوز الفريق الذى لم يقدم أى شيء من فنون كرة القدم وكان غير قادر فى الشوط الثانى والأشواط الاضافية على استخلاص الكرة فى نصف ملعبه أو قيادة أى هجمة مرتدة أو حتى الوصول لمنطقة جزاء المنافس.
ومع الاعتذار لجماهير ريال مدريد وأنا أحد عشاق هذا الفريق وتاريخه الرائع وادارته المنظمة عبر التاريخ، فان ما حدث فى تلك المباراة هو اللا منطق بكل تفاصيله، فليس من المعقول أن تكون عدالة كرة القدم هكذا بفوز فريق لم يقدم 1 فى المائة مما قدمه المنافس.
وعموما أحترم كثيرا الفرق التى تتحلى بدفاعات حصينة وتعرف كيف تغلق المساحات وتراقب النجوم فى الفرق المنافسة ولكنها فى نفس الوقت تعرف كيف ومتى تمتلك الكرة ولو لفترات قصيرة ثم تتحول هجوميا فى الوقت المناسب وتسجل الأهداف وهو ما لم يفعله ريال مدريد سوى المرة التى سجل فيها رودريجو هدف التقدم فى الدقيقة 12 من الشوط الأول ثم تحول بعدها اللعب لمدة 110 دقائق فقط الى مرمى الريال.
والمباراة التى كانت تذكر تاريخيا بأنها من أفضل المباريات فى التاريخ التى شهدت دفاعا حديديا ثم التحول السريع الى الهجوم المعاكس كانت مباراة البرازيل وايطاليا فى مونديال 1982 وقت ان كان فريق السامبا لا يشق له غبار وتمكنت ايطاليا وقتها من انتزاع الفوز 3-2 على الفريق الذهبى للبرازيل بقيادة سقراط وزيكووفالكاووشيريزو، ولكن انظر ماذا فعلت ايطاليا فى تلك المباراة.. فقد كانت أولا الفريق الذى تقدم فى المباراة 3 مرات 1-0 ثم 2-1 و3-2 وبالتالى فإن الفريق لم يتأخر وثانيا كانت ايطاليا بقيادة باولو روسى ماركو تارديللى وبرونو كونتى قادرة على الوصول فى كل لحظة لمرمى البرازيل، بل وسجلوا هدفا رابعا لروسى احتسب تسللاً ،ولم يكن، فى عدم وجود الفار وقتها وأهدروا 3 فرص مؤكدة أخرى على الأقل مع طوفان الهجوم البرازيلي.. فهكذا يكون الدفاع.
أما ان يصل مانشستر سيتى الى نسبة 70 ٪ لامتلاك الكرة وأن يصل الفريق الى رقم قياسى أسطورى فى تاريخ الكرة بتمرير 88 تمريرة داخل منطقة جزاء الريال وأن يحصل على 21 ضربة ركنية مقابل واحدة وأن يسدد 21 كرة على المرمى مقابل 3 فقط للريال فتلك هى قمة اللا عدالة وتبا لتلك الكرة !!!