إذا أراد أحدهم أن «يركب التريند» فعليه أن يصدر تصريحات أو قرارات أو يقوم بأفعال وسلوكيات خارج إطار العقل، وكلما ابتعد الشخص « عابد التريند » عما يقره العقل والمنطق كان صعوده إلى قمة الترندات أسهل، وهذا بالطبع يحتاج تعطيل وإلغاء العديد من السلوكيات والقيم الإنسانية كالحكمة والعدل والشرف والنزاهة والاحترام، فالمرأة التى تخرج بالتلفظ بكلمات حقيرة أمام الكاميرا لجذب أكبر عدد من المتابعين لا تختلف كثيراً عن المسئول – أى مسئول – يخرج علينا بقرارات عديمة الحكمة ولا تصب فى صالح الدولة لكنها فقط تصعد به إلى قمة التريند.
>>>
أنا هنا لا أشير إلى أحدهم ولكننى أتحدث – كما العادة – فى العموم ولأجل تحقيق هدف واحد وهو التجرد والابتعاد عن الهوى وعبادته، لقد أمدتنا علوم الإدارة بالعديد من النظريات التى يمكن تطبيقها فى الدواوين الحكومية ومنظمات الأعمال، فهناك نظريات.
«الإدارة بالأهداف» والإدارة بالنتائج والإدارة بالمشاركة وغيرها من نظم الإدارة، لكن هناك حزمة من النظريات محلية الصنع والانتشار والتداول تحكم إطارنا الإدارى منذ عقود طويلة حتى رسخت فى ضميرنا الجمعى بأنها«سلو بلدنا».
>>>
فمثلاًَ لدينا نظم «الإدارة بالواسطة وبالعشم» والإدارة بالاستلطاف وخفة الظل» و»الإدارة بالأهواء والمصالح» و«الإدارة بالتساهيل والتواكل » والإدارة بالاختباء والمراوغة و«الإدارة بالتأجيل والخروج الآمن » والقاسم المشترك بين كل هذه الأنماط والنظريات هو الاعتماد على الأدوات التقليدية البالية فى ممارسة تلك الأفعال التى يسمونها كذباً «إدارة »
أهم هذه الأدوات هى«سياسة اللقطة » فالمدير الذى يعتمد على هذه السياسة لا يشغل تفكيره بأهداف أو نتائج تخص الشركة أو الجهة التى يديرها، فقط ينظر إلى شكله وصوره وأخباره من دون المؤسسة.
>>>
هذا النموذج لا يسمع ولا يرى إلا صوت ذاته فى كل حركة أو تحرك أو قرار، هذا المدير لا يهتم بالحسابات الختامية أو تقارير النتائج الحقيقية لأداء مؤسسته أو منظمته أو شركته فقط هو يحتفظ بـ«ألبوم الإنجازات» حيث تجد بداخله مجموعة من الصور الباهتة لعدد من الفعاليات والاجتماعات الصورية مع كثير من الابتسامات المزيفة لشخصه، هذا النموذج موجود فى أماكن عديدة بطول البلاد وعرضها ويمثل بوجوده جلطة فى شرايين الجمهورية الجديدة التى دشنها الرئيس والذين معه من المخلصين، الرئيس يقدم لنا نموذجاً فريداً فى علوم الإدارة وهو مزيج من الإدارة بالأهداف والنتائج والمشاركة والمصارحة والمحاسبة والمتابعة والمراقبة الرئيس يدير ويتحمل المسئولية بنبل وإخلاص وشرف ودائماً ما كان التواضع الحقيقى والإيمان الراسخ لسيادته هو جسر العبور إلى قلوب الملايين.
>>>
من هنا أدعو كل مسئول فى مصر من أعلى المستويات الوظيفية إلى أدناها أن يتخلوا عن سياسات اللقطة والمنظرة ويتعلموا من الرئيس حفظه الله.