تبادلت القوات الهندية والباكستانية اطلاق النار لليوم الثانى على التوالي، أمس، على طول حدودهما المتنازع عليها فى منطقة كشمير، فى توتر مقلق بين الجارتين المسلحتين نووياً، بعد هجوم مسلح بمنطقة سياحية وقع خلال الأيام الماضية فى الجزء الخاضع للسيطرة الهندية، والذى اودى بحياة 26 شخصاً.
من جانبه صرح الجيش الهندى بأن قواته ردت على اطلاق نار «غير مبرر» بأسلحة خفيفة من عدة مواقع تابعة للجيش الباكستانى بدأ حوالى منتصف ليل الجمعة على طول الحدود الفعلية البالغ طولها 740 كيلو متراً التى تفصل بين المناطق الهندية والباكستانية من كشمير.
أوضح الجيش الهندى فى بيان، أن هذه المرة الثانية خلال ليلتين التى تحاول فيها القوات الباكستانية «استفزاز» الجانب الهندي، مشيراً إلى أنه رد على اطلاق النار الباكستانى بشكل مناسب، فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات.
فى المقابل أعلن رئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف، استعداد بلاده لإجراء تحقيق دولى محايد فى الهجوم الذى وقع فى الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، والذى تتهم نيودلهى إسلام أباد بالمسئولية عنه.
وقال «شريف»، فى كلمة ألقاها فى أكاديمية عسكرية فى مدينة أبوت أباد «باكستان منفتحة على المشاركة فى أى تحقيق محايد وشفاف وموثوق».
أكد رئيس الوزراء الباكستانى أن بلاده «موحدة» ومستعدة للدفاع عن سيادتها، فى ظل التصعيد المتزايد مع الهند عقب هجوم دامٍ فى كشمير.
وخلال مراسم عسكرية، صرح شريف: «أمة الـ250 مليون نسمة هذه، موحدة وتقف خلف قواتها المسلحة الباسلة ومستعدة لحماية كل شبر من هذا الوطن»، محذرًا من الرد»بحزم تام» على أى محاولة هندية للمساس بإمدادات المياه عبر النهر المشترك بين البلدين.
وقال نائب رئيس الوزراء الباكستاني، إسحاق دار، أمام برلمان بلاده إن «سيادة البلاد وأمنها ومصالحها تتطلب محاسبة الهند على تورطها فى أعمال إرهابية مختلفة واغتيالات مستهدفة على أراضى دول أخري، بما فى ذلك باكستان».
يذكر أن الهند وباكستان تربطهما اتفاقية لوقف اطلاق النار عمرها عقود بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها، إلا أن قوات البلدين لا تزال تتبادل اطلاق النار بشكل متقطع. ويطالب كلا البلدين بالسيادة على كشمير بالكامل وقد خاضا حربين من أصل ثلاث حروب بينهما بسببها.