أتساءل باستغراب شديد عن التهاون فى حقوق المرأة المصرية بعد ان نالت التقدير والمكانة المرموقة التى كانت حلما بعيد المنال بداية من الحصول على عضوية المجالس النيابية والقضائية حتى الوصول للكراسى الوزارية والتى شغلت اول مركز وزارى كانت الوزيرة الراحلة حكمت أبوزيد فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر.. والسبب الرئيسى فى هذا التساؤل هو استمرار اطلاق الالقاب الذكورية فى المناصب على الاناث مثل لقب المستشار والقاضى والاستاذ الدكتور.. ورئيس القسم وعميد الكلية ورئيس الجامعة ورئيس مجلس الادارة والنقيب فى اى مهنة ولا يؤنث اللقب بوضع التاء المربوطة اطلاقا وبلا اى مبرر او سبب معقول.. وقد يختلط على الامر خاصة لو كان اسما مشتركا بين الجنسين فتذكرت ما جاء فى مسرحية «مدرسة المشاغبين» والتى التبس الامر على ناظر المدرسة الفنان حسن مصطفى فى شخصية المدرسة الجديدة «عفت» والتى قامت بدورها الفنانة سهير البابلي.. واعتقد انه كان يحمل توجيها للمجتمع لتصحيح هذا المفهوم ولكنى لا ارى طموحا للمرأة المصرية للخروج من عباءة الرجل والاستقلال لما يستحق الفخر والاعجاب خاصة الالقاب وان يستكملوا الكفاح والنضال الذى بذلته الرائدات الاوائل.. مثل صفية زغلول وهدى شعراوى ودرية شفيق وعالمة الذرة سميرة موسي.. وما تحقق من انتصارات مبهرة فى مجالات كثيرة خاصة فى قوانين الاحوال الشخصية والطفل والاسرة عامة.. بل واصبحت الكثيرات من رؤساء محاكم الاسرة اقصد رئيسات من النساء واتوجه بهذا النداء والرجاء من مجمع اللغة العربية ان يتقدم بتصحيح تلك المفاهيم والالقاب المغلوطة ووضع تاء التأنيث فى مكانها الصحيح.. وكذلك وسائل الاعلام من صحافة وتليفزيون واذاعة حيث تضع الامور فى نصابها الصحيح تمكينا للمرأة ولدورها الاساسى فى جميع المجالات.
ومازال تعامل بعض الافراد فى المجتمع مع المرأة تعاملا قاصرا يشوبه كثير من التجاوز الذى يصل احيانا إلى التطاول او الازدراء.. الدولة والجهات الرسمية تعامل المرأة بشكل محترم وراق وبعض من المجتمع مازال فى غياهب الجب على قديمه.. نظرة هذه الفئة التى تكون غالبا ينقصها التعليم والثقافة والاخلاق لن يغيرها الا تطبيق القانون تجاه كل من يتطاول او يتجاوز فى حق سيدة معتقدا انها العنصر الاضعف فى المجتمع.
وجاءت وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق لتشير حالة من الجدل بين مؤيد لتلك الوثيقة وبين معارض لها بعد ان اقر مجلس النواب المصرى قانون التأمين الموحد الذى ينص على وثيقة تأمين تدفع قيمتها المرأة عند طلاقها لحين تسلمها جميع مستحقاتها من طليقها وهو ما اعتبره البعض زيادة لاعباء الزواج والطلاق على الرجل بالذات واعتبرها البعض الآخر تشجيعا للنساء على الطلاق.
واخيرا علينا الا ننسى اسماء سيدات كان لهن دور كبير فى الوطن من اجل تحريره فى السبعينات واهمها ما حدث هذا الاسبوع عندما ذكر الرئيس عبدالفتاح السيسى حكاية فرحانة من سيناء ففى اروقة التاريخ المصرى يقف اسم الحاجة فرحانة حسين سالم الشهيرة باسم ام داوود فى مدينة الشيخ زويد التى تخطت 100 عام احد اركان النضال السيناوى المشرق وهى رمز للنضال بين ابناء سيناء وتقديرا لدورها وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بانشاء حى باسم «الحاجة فرحانة» من بين قصص ابطال التاريخ.