نوبات من النعاس الذى لا يقاوم تطارد الكثير من الصائمين بعد تناول وجبة الإفطار، حتى أن بعضهم لا يقوى على النهوض من مكانه على مائدة الطعام.. لماذا؟. الكثيرون يعانون من عطش لا يرتوى، حتى أنهم يعجزون عن تناول الطعام بسبب كميات المياه التى يشربونها فور الاستماع إلى أذان المغرب، وإذا أكلوا يعانون من التخمة الكاذبة وعسر الهضم بسبب الكميات الكبيرة من المياه التى تملأ المعدة، يحدث ذلك كثيرًا خلال الشهر الفضيل.. لماذا؟.
البعض يشكو من الصداع الشديد المؤلم فى الجزء الأخير من نهار رمضان وقبل موعد الإفطار بساعة أو ساعتين، صداع يتكرر كل يوم تقريبا، رغم عدم الشكوى من أى متاعب صحية أخرى يمكن أن تسبب الصداع… لماذا؟.
الاطباء يقولون إن الشعور بالنعاس بعد تناول وجبة الإفطار ليس عرضا مرضيًا يستحق القلق، فالصائم يحتاج فى الغالب إلى لحظات من الراحة والاسترخاء بعد الإفطار حيث يشعر بفتور يصل أحيانًا إلى حد الرغبة الشديدة فى النعاس. وتظهر هذه الرغبة بشكل واضح إذا تناول الصائم وجبة دسمة تحتوى على كمية كبيرة من الشحوم والزيوت النباتية الحيوانية، فالمعروف انه بعد تناول الطعام، تتجه كميات اضافية من الدم إلى الجهاز الهضمى لتبدأ عمليات الهضم والامتصاص المعقدة.. مما يؤدى إلى انخفاض نسبى فى نصيب مناطق أخرى بالجسم من الدم المحمل بالأكسجين والغذاء، ومنها الدماغ، وهو ما يؤدى إلى الإحساس بالخمول والرغبة فى النعاس. فالشعور بالفتور إذن هو عرض طبيعى لا يستوجب القلق.. وأفضل طريقة لتجاوز حالة الفتور هذه هو أن نبدأ إفطارنا بتناول بضعة حبات من التمر، ثم نؤدى صلاة المغرب لنبدأ بعد ذلك فى تناول وجبة الإفطار الرئيسية، والمعروف أن التمر يحتوى على سكريات عالية سهلة الهضم، وبما أن المعدة لن تكون ممتلئة بالطعام، فإن الجسم يمتص سكريات التمر بسرعة كبيرة مما يؤدى إلى رفع نسبة السكر فى الدم إلى الحدود الطبيعية، وهذا من شانه أن يقلل حالة الفتور التى تعقب تناول الإفطار.
أما الإحساس بالعطش فهو إنذار من الجسم بحاجته إلى الماء، ومن الطبيعى أن نشعر بالعطش فى نهاية نهار رمضان وبعد امتناع لعدة ساعات عن تناول أى سوائل، ولذلك ينصح الصائم بتناول الماء الفاتر والعصائر الطبيعية غير المثلجة والحساء الدافئ، ولا ينصح بالإفراط فى تناول الشاى والقهوة حيث تحتوى هذه المشروبات على الكافيين الذى يسبب الأرق، والإفراط فى تناول الشاى يعوق امتصاص الحديد بسب محتواه من مادة التانين، وهذه المادة تسبب أيضا الإمساك الذى تزداد حدته خلال الشهر الفضيل بسبب توقف الصائم عن تناول السوائل طوال نهار رمضان.
أما الإحساس بالظمأ الذى لا يرتوى فيرجع ـ ما لم يكن هناك سبب مرضى كالإصابة بالسكر مثلا ـ الى الإفراط فى تناول أطعمة ذات محتوى مرتفع من ملح الطعام.. وهو ما يحدث كثيرا بسبب الإقبال على المخللات بأنواعها المختلفة، مما يؤدى إلى الاحساس المستمر بالعطش، بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم فى الدم، وكذلك الإفراط فى تناول المواد السكرية غير الطبيعية مثل أصناف الحلوى يؤدى إلى نفس النتيجة.
والتفسير العلمى لأعراض الصداع والتوتر خلال نهار رمضان هو أنها تنتج عن هبوط مستوى السكر فى الدم.. ويمكن التغلب على ذلك عن طريق تناول الأطعمة التى تحتوى على نسبة معقولة من البروتينات والدهون وبدون إفراط خلال وجبة السحور، فالمواد السكرية ترفع مستوى السكر فى الدم بسرعة ويهبط بسرعة أيضا، بعكس المواد الدهنية التى ترفع نسبة السكر فى الدم ببطء وتهبط هذه النسبة ببطء.