استخدم الرئيس الأمريكي بايدن حق الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة.. فقرر الجندي الأمريكي يوشنيل استخدام حق الفيتو ضد رئيس بلاده وذهب إلي مقر السفارة الصهيونية في واشنطن احتجاجاً علي استمرار حرب الإبادة في غزة بتحالف أمريكي أوروبي شيطاني.. صرخ الجندي الأمريكي بأعلي صوته: فلسطين حرة.. أوقفوا الحرب العنصرية في غزة.. لكن للأسف لم يسمعه أحد ولم يكترث باحتجاجه أحد.. فقرر أن يحرق نفسه حتي تصل رسالته إلي العالم كله لعل قادة العالم تصحو ضمائرهم ويجبرون نتنياهو وعصابة الشيطان في تل أبيب علي وقف نزيف الدم المتواصل في غزة منذ ما يقرب من خمسة أشهر.. استخدم يوشنيل حق الفيتو بطريقته الخاصة احتجاجاً علي إراقة دماء الأطفال والنساء في غزة.. ضحي بروحه وهو مازال شاباً في مقتبل عمره دعماً لشعب أعزل يتعرض لأبشع حرب تجويع وحصار وقتل وذبح مع سبق الإصرار والترصد وعلي مرأي ومسمع من العالم أجمع.. بل وصور الضحايا تنشر يومياً بالمئات عبر الشاشات ووكالات الأنباء وصفحات السوشيال ميديا دون أن تحرك ساكناً أو توقظ الضمائر الميتة في واشنطن وأوروبا.
انتحار الطيار الأمريكي الشاب احتجاجاً علي استمرار حرب غزة.. حدث جلل وعمل شجاع وبطولي قام به جندي أمريكي لا يعرف ديانته ومسيحي أو يهودي أو حتي ملحد ــ دعماً لدماء عربية مسلمة تراق كل يوم وكل ساعة علي يد الصهاينة.. «التازيين الجدد» وبدعم ومساندة مباشرة من جانب حكومة بلاده..!
والغريب والمثير حقاً أن الميديا الأمريكية التي تزعم الحرية وتفعيل مبادئ الديمقراطية وكشف الحقائق لم تبرز هذا الحدث الجلل ولم تفرد له مساحات مطولة لتحليله وطرح أبعاده وتفاصيله ومحاوره والأهم من ذلك الرسائل التي أطلقها الجندي الأمريكي وهو يقدم علي قتل نفسه.. بل البيت الأبيض الذي لا يترك هفوة هنا أو هناك إلا وعلق عليها ــ لم يعلق من قريب أو بعيد عن الحادث وكأنه لا يعنيه.. وكأن البطل ليس جندياً أمريكياً في سلاح الطيران الأمريكي واعتقد أن بايدن إذا كان ضميره مازال يعمل ولم يصبه الزهايمر أيضاً قد حبس نفسه في مكتبه أو حجرته طويلاً وراح يوبخ نفسه ويعاتبها ويحاكمها علي كل ما يقدمه من دعم مادي وعسكري وسياسي لعصابة تل أبيب وهي ترتكب مجازرها البربرية ضد أطفال غزة!!
وربما خرج بايدن من محاكمته لنفسه ليعلن توقعه الوصول إلي هدنة إنسانية في غزة وإعلانها الاثنين القادم.. لكن نتنياهو الشيطان سبقه كالعادة بارتكاب مجزرة بشعة عندما فتح جنوده النيران لحصد أرواح مئات الفلسطينيين وهم يتهافتون علي المساعدات الإنسانية التي أسقطتها الطائرات.. وبينما يحاول الضحايا تناول الطعام أو الشراب أصابتهم النيران الإسرائيلية قبل أن تتحقق أمنيتهم.. وهنا خرج بايدن ليقول إن فرص إعلان الهدنة في غزة باتت ضعيفة للغاية!! ولكن الوقت يمر.. وشهر رمضان المعظم علي الأبواب.. أيام قليلة ويحتفل المسلمون في أنحاء العالم بقدوم الشهر الكريم.. فهل تستمر الحرب في غزة خلال شهر رمضان؟
طبعاً يستحيل استمرار الحرب والناس في غزة صائمون.. ولابد أن يتوقف إطلاق النار فوراً.. ولابد أن تضطلع الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة بمسئولياتها الأخلاقية والقانونية وتفرض هدنة إنسانية دائمة تتوقف خلالها الحرب الملعونة ويعود أهالينا في غزة إلي منازلهم من جديد ويستعيدون حياتهم التي توقفت منذ ما يقرب من خمسة أشهر.. ألا يكفي نتنياهو وزبانيته في تل أبيب سقوط أكثر من 30 ألف شهيد و100 ألف جريح ونزوح وتشريد الملايين.. ألا تكفي دموع الأطفال الجوعي والعطشي وأصوات الرصاص تتطاير حولهم ودوي انفجارات القنابل المحرمة دولياً لا يتوقف من حولهم؟!
وأسأل الرئيس الأمريكي وقادة أوروبا وهم يواصلون دعمهم اللا محدود لأوكرانيا في حربها ضد روسيا: أليس الإنسان الذي يتعرض للقتل والحصار والتجويع في غزة والضفة والقدس وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.. هو نفس الإنسان الذي تدافعون عنه وتجزلون له العطاء لحمايته ودعمه في أوكرانيا ضد الجيش الروسي؟ أم أن الإنسان الأوكراني يختلف عن الإنسان الفلسطيني؟!
أعتقد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تطورات علي الأرض.. وأري في الأفق القريب ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار وإعلان هدنة إنسانية دائمة يتبادل فيها الطرفان الرهائن وهو نصر جديد للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي تحقق كل يوم انتصارات مظفرة وغالية علي الأرض ضد الجيش الذي يقول عن نفسه إنه لا يقهر ومدعوماً من أعتي ترسانات الأسلحة في العالم.. سيأتي رمضان وقد عم السلام المنطقة وعاد الشعور بالأمن والأمان إلي أهالينا في غزة بعد طول انتظار.
وستبقي جثة الجندي الأمريكي يوشنيل كابوساً يزعج بايدن وقادة أوروبا ويقض مضاجعهم.. وستبقي جثة الجندي الأمريكي علامة انتصار جديدة للقضية الفلسطينية ودليل إدانة دافع للمشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي الشيطاني في الأرض العربية المحتلة.