لا يعجبنى التعامل النقدى من جانب كل وسائل الإعلام مع منتخب مصر ومديره الفنى حسام حسن وبخاصة أنه حتى كتابة تلك السطور لم يبدأ عمليا مهامه مع منتخب مصر بعد والتى تنطلق بالدورة الودية فى الإمارات.
وتعلمت فى بلاط صاحبة الجلالة ألا يكون النقذ مطلقا قبل بدء أى مشوار، وعلينا أن ننتظر مردود عمل جهاز المنتخب بعد 5 مباريات على الأقل يتم خلالها تقييم كل شيء ثم بعدها يكون النقد موضوعيا دون تجريح او هجوم وبدون أى نقد لأغراض شخصية أو للضغط على ضم أى لاعب لا يستحق.
وفى اليوم الأول لتعيين حسام حسن وجهت له 8 نصائح بقلب خالص حتى يتمكن من تحقيق النجاح وبخاصة ان لديه سندا قويا جدا وهو الجمهور الذى طالب بالأغلبية بتولى حسام للمهمة منذ سنوات طويلة، ولكن للأسف النقد غير الموضوعى الذى يتعرض له حسام زاد على الحد وبخاصة بالنسبة لقضية محمد صلاح التى اشتعلت منذ رحيله عن المنتخب عقب إصابته فى مباراة غانا يوم 18 يناير الماضي.
وقتها كنت من أشد المعارضين لرحيل صلاح عن المنتخب قبل إنتهاء مشواره فى البطولة وبخاصة أنه يحمل شارة الكابتن ووجوده حتى ولو من خارج الخطوط كان له أثر إيجابى على الدفعة المعنوية للاعبين ولكننى ابدا لم أتهم صلاح بالهروب من المنتخب لأنه لم ولن يفعل مع المنتخب لأنه فى أشد الاحتياج لتحقيق إنجازات مع المنتخب بالوصول لكأس العالم للمرة الثانية فى سجله الشخصى وتحقيق بطولة كأس الأمم التى تمثل الإنجاز الوحيد الذى ينقصه حتى يكون فعليا أعظم لاعب كرة قدم فى تاريخ مصر.
وشاءت الأقدار أن تثبت صحة كلامى لأن صلاح ومن يوم الإصابة وحتى الآن وعلى مدى أكثر من خمسين يوما لم يشارك مع ناديه ليفربول الذى يمر بموسم استثنائى سوى لمدة تقل عن 90 دقيقة مقسمة على 3 مباريات فقط وآخرها مباراة مانشستر سيتى التى كانت تمثل أهم مباراة فى المتبقى من مشوار الدورى الذى يحلم به صلاح للمرة الثانية.
وإلى الآن لم يبدأ صلاح أى مباراة رسمية مع ناديه مما يعنى أنه ليس فى تمام الجاهزية وبالتالى فكان الرأى الصائب عدم ضمه وبخاصة ان الدورة التى تقام بالإمارات فى مارس الجارى هى دورة ودية وليست رسمية ولو كان المعسكر الحالى لمباريات رسمية لطالبت بضمه حتى ولو لم يشارك.
المهم أنه كان يجب أن يعلن الجهاز الفنى للمنتخب رسميا أنه لن يضم صلاح فى هذه المرحلة حتى يكتمل شفاؤه تماما ليكون جاهزا للانضمام فى معسكر يونيو القادم الذى يشمل أهم مباريات مصر فى مشاركتها الحالية فى تصفيات المونديال أمام بوركينا فاسو وغينيا بيساو.
أتمنى أن يعالج حسام وشقيقه إبراهيم كل الأمور السلبية التى أحاطت بعلاقتهما بصلاح، لأنه ليس هناك عاقل يطالب بإبعاد صلاح أعظم لاعب مصرى فى التاريخ عن المنتخب وبخاصة أن أمامه 5 سنوات أخرى على الأقل يمكن ان يخدم خلالها المنتخب.
كما أطالب الجهاز الفنى أيضا بعدم استبعاد اى لاعب من التشكيل حتى لو كان بينه وبين أى لاعب خلافات سابقة وأخص بالذكر عمر كمال عبد الواحد الذى كان ضمن خيارات كل الأجهزة الفنية السابقة.
وفى النهاية أتمنى التوفيق للجهاز الذى يقود منتخبا يحمل اسم مصر ولكنى أعاود النصيحة مرة أخرى لحسام بالنصائح الثمانى التى وجهتها له ومنها ما ذكرته فى هذه السطور.