لن نمل من التأكيد على أن الاحتراف هو الحل للنهوض بالكرة المصرية والوصول بها إلى العالمية فقد وضح جليًا من خلال المشاركات فى البطولات الدولية والقارية الفرق الكبير بين اللاعب المحلي.. والآخر الدولى المحترف.. والفرق كبير بين الفوز بحماس وقتى وروح لحظية.. وبين فوز يتحقق بأداء وفكر وأسلوب لعب احترافي.. فكرة القدم لم تعد اللف حول الملعب.. ثم تقسيمة من اخضر وأحمر.. والسلام.. الكرة صارت صناعة.. واللاعب.. لابد أن يبنى فنيًا وبدنيًا.. ولابد أن تكون لديه ثقافة ملعب.. واللعب تحت ضغط.. للأسف الشديد من يشاهد الدورى المصرى يفاجأ أن أكثر من 07% من اللاعبين يفتقدون مهارة التسليم والتسلم وتجد اللاعب يستقبل الكرة فتبعد عنه عدة أمتار.. وعندما يمررها لزميل تكون غير دقيقة فإما يعرضه للإصابة بسبب اشتراكه مع الخصم أو يمررها خطأ.. يغلب على أدائه الحماس الوقتي.. بينما يفتقد ثقافة اللعب مع الكبار أو البطولات الكبري.. ليظل الفارق كبير والبون شاسع بين اللاعب المحلي.. والآخر الدولى المحترف.. والمتابع للكرة الأفريقية.. يجد الفرق كبير بيننا نحن الذين أسسنا الكرة فى القارة الأفريقية.. وبين الدول الأخرى حتى الحديثة فى ممارسة اللعبة.. والباحث عن السبب.. يجد أن الدول الأفريقية سبقتنا فى كرة القدم.. لانهم فتحوا باب الاحتراف أمام ناشئيهم فى سن مبكرة.. فصار لديهم عشرات اللاعبين فى أكبر الدوريات الأوروبية حدث ذلك فى نيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار والسنغال وغانا.. وكذلك مالى وزامبيا والكونغو لديهم عشرات المحترفين فى الدوريات الأوروبية.. ويوم أن فازت علينا السنغال فى نهائى الأمم قبل السابقة.. ثم اقصتنا من تصفيات كأس العالم أيضا قلت لو تقابلنا عشر مرات ستفوز السنغال.. لأن المنتخب كله من المحترفين بينما نتباهى بصلاح والننى ومصطفى محمد.. ونحن الاعرق ونحن مؤسسو الاتحاد الأفريقى بمشاركة السودان وأثيوبيا.. ولكن ظللنا هواة.. نطبق الاحتراف الاعرج.. اللاعب بملايين ولا يعطى بملاليم.. فصنعنا من المحليين نجومًا بلا سماء وصرنا كالمطرب الذى يغنى لنفسه بين جدران أربعة.. فإذا شاركنا مع الآخرين انكشفنا.. سبقتنا الدول الافريقية لانهم فتحوا باب الاحتراف مبكرًا أمام ناشئيهم بينما نغالى نحن فى أسعار لاعبينا.. واكتفينا بالبطولة المحلية.. وصدقنا أنفسنا عندما نهلل للاعب احرز هدفًا فى الدورى المحلى وتظل الاستوديوهات التحليلية فى التمجيد والثناء على هذا اللاعب أو ذاك.. فيصدق الكل أن لدينا لاعبين.. وفى المحافل الدولية.. تكون الفضائح الكروية مدوية.. ولو تركت الأندية المصرية.. الحارس حمزة علاء.. وأسامة فيصل.. وإبراهيم عادل.. وأحمد عيد ومعظم لاعبى المنتخب الاوليمبى للاحتراف دون مغالاة.. لكسبنا هؤلاء اللاعبين وكسبنا منتخبًا عالميًا لكن تمسك كل ناد بلاعبيه فى الدورى المحلى ورفض عروض الاحتراف وطالب بمبالغ خيالية.. فكانت النتيجة!!
>>>
ويخطيء من يتخذ من تفوق الأهلى قاريًا.. مقياسًا للكرة المصرية.. والأفريقية.. لأن معظم فرق القارة.. تشارك بدون المحترفين فى الدوريات الأوروبية والذين يشاركون مع المنتخبات.. ولك أن تتخيل أن الكاميرون مثلاً أو كوت ديفوار لديها أكثر من 03 لاعبًا فى أكبر الأندية الأوروبية الممتازة.. غير عشرات فى الدوريات الأدني.. ومن يشارك فقط فى الدوريات القارية للأندية من لم تتح لهم فرصة الاحتراف وهم الذين يشاركون مع أنديتهم ضد الأهلى والزمالك فى البطولات الافريقية.. فتجد الفارق كبير أيضا بين أندية الكاميرون مثلاً المشاركة فى البطولات الأفريقية.. وبين المنتخب الذى يكون غالبًا من المحترفين.
>>>
وعقب كل بطولة.. نطالب بتصحيح مسار الكرة المصرية.. وفتح باب الاحتراف.. وتحويل الأندية لشركات مساهمة استثمارية بعيدًا عن الشلل والعزب والسماسرة والمنتفعين ممن افسدوا مجال الكرة وحولوا الأندية الكبرى لعزب خاصة.. وصارت الكرة لدينا بيزنس وسمسرة وإعلانات وفهلوة.. فكان من الطبيعى أن تكون هذه هى النتيجة!!