كلما أتابع الدورى الإنجليزى بإثارته وحماسته وانضباط أجندته، أتمنى أن أشاهد الدورى المصرى بهذا الانضباط والأجندة الثابتة وأهم من كل ذلك جدول ترتيبه الذى تستطيع أن تتعرف على موقف المنافسة يه من أول نظرة ودون الحاجة لإجراء أى حسابات.
أقول ذلك عندما أنظر إلى جدول الدورى المصرى لتجد أندية متصدرة من الممكن أن تتحول إلى وسط الجدول إذا استكملت المباريات، وأندية أخرى فى مؤخرة الجدول ولكنها قد تصعد للقمة إذا استكملت مبارياتها، ولذلك لا يمكنك أبدا التعرف على المنافسة الحقيقية على اللقب فى الوضع الحالي، ثم وهو الأهم قضية كل موسم لتحديد المقاعد الافريقية التى تمثل مصر فى بطولات الأندية الموسم القادم.
أصبحت تلك القضية مشكلة مزمنة نعانى منها كل عام ولمدة 6 مواسم على التوالي، لسبب بسيط هو أن الاتحاد الافريقى لكرة القدم «الكاف» يحدد دائما نهاية يونيو كآخر موعد لإرسال الأندية التى تمثل كل دولة فى البطولات الافريقية، حتى يمكن تصنيفها قبل إجراء القرعة التى تجرى عادة خلال شهر يوليو حتى تنطلق الأدوار الأولى لبطولات الأندية مع بداية أغسطس.
يزيد الأمور تعقيدا هذا العام بالذات أن «الكاف» لم يعلن بعد الموقف النهائى لبطولات القارة بعد انطلاق بطولة دورى السوبر الافريقى لكرة القدم لأول مرة بشكل استعراضى فى الموسم الماضي، والإعلان المبدئى للكاف بزيادة فرق الدورى الافريقى إلى 24 ناديا وهو ما قد يترتب عليه إلغاء بطولة الكأس الكونفيدرالية والإبقاء فقط على بطولة دورى الأبطال لتكون المسابقة الثانية فى الأهمية فى القارة بعد الدورى الافريقى «السوبر» التى ستصبح لاحقا البطولة الأكبر والمؤهلة للبطولات الكبرى مثل كأس العالم للأندية والسوبر الافريقي.
الدورى المصرى يحتل فيه الأهلى والزمالك المركزين الحادى عشر والخامس عشر على الترتيب لأن الأهلى لعب 8 مباريات فقط مقابل 11 مباراة لعبها الزمالك، بينما لعب البنك الأهلى مثلا 17 مباراة وانهى عمليا الدور الأول للمسابقة كاملا.
ما يتنافى مع العدالة والشفافية أن رابطة الأندية وضعت المعايير دائما باللجوء إلى نتائج الدور الأول كاملة لتحديد المقاعد الافريقية، وهو الأمر الذى يختلف بالتأكيد مع نهاية المسابقة ويسبب الأزمات والمشاكل بين الأندية مثلما حدث فى الموسم قبل الماضى عندما تم إرسال أسماء الأندية المشاركة فى دورى الأبطال وكان الزمالك البطل لاحقا ثم الأهلى الثاني، ولكن بعد انتهاء المسابقة تراجع الأهلى للمركز الثالث وحرم بيراميدز من اللعب فى دورى الأبطال.
فى نفس الموسم 2021-2022 فقد فريق آخر وهو طلائع الجيش فرصة اللعب فى الكونفيدرالية لأنه كان فى نهاية الدور الأول فى المركز الخامس ولكنه خطف المركز الرابع فى نهاية المسابقة من فيوتشر الذى شارك فعلياً فى الكونفيدرالية فى الموسم التالي.
ما أن تأخير المسابقات المحلية كل موسم أدى إلى فقدان قيمة بطولة الكأس على مستوى تمثيل بطلها افريقياً، لأن بطولة الكأس انتهت فعليا فى المواسم الماضية فى الموسم التالى ولم يخف هذه الأزمة إلا أن الأندية التى فازت باللقب فى المواسم الثلاثة الأخيرة كانت فعليا متأهلة من خلال ترتيبها فى الدوري، بمعنى أنه لو فاز فريق متأخر فى الترتيب فى الدورى ببطولة الكأس، فلن يحق له المشاركة.
أعود إلى الأزمة التى قد تحرم فريق مثل الزمالك من اللعب افريقيا على ضوء تأخر ترتيبه فى المسابقة وربما عدم استطاعته اللحاق بأحد المركز الأربعة الأولي.
وربما سيكون المنقذ للزمالك هو توسيع رقعة المنافسة فى دورى السوبر إلى 24 فريقا كما كان مقررا من قبل، وعندئذ سيكون الزمالك ضمن فرق تلك البطولة بالتصنيف الافريقى لأنه لن يؤخذ فى هذه الحالة بترتيبه فى الدورى المحلي.
هل شاهدتم كيف يؤدى بنا اختلال الأجندة كل عام إلى المزيد من المشاكل كل عام,