كانت الضربة التى قام بها الكيان الصهيونى للقنصلية الإيرانية بدمشق، موجعة ومؤثرة وذات نتائج كبيرة.. وكشفت تلك الضربة عن تنسيق أمنى عالى المستوي، أو اختراق أمنى كبير.. وأنا أميل إلى الرأى الأول، وحصول الرأى الثاني.. إيران تهدد وتتوعد برد مزلزل.. والمثير للدهشة واللافت للنظر أن وسائل إعلام أمريكا وأوربا والكيان نفسه والجزيرة والعربية بدأت تهول وتضخم وتحذر من خطورة الرد الإيراني، وما سيترك من تأثير خطير على وجود الكيان الصهيوني.. وتقاطر المسئولون الأمريكان والغربيون يصرحون بالدعم للكيان الصهيوني، والحفاظ على أمنه ووجوده، وأن أمنه واستقراره مسئولية أمريكية وغربية قبل أن تكون إسرائيلية.. كذلك كانت تصريحات الصهاينة بأنهم سيردون على إيران رداً صاعقاً.
جاءت إيران بضربة أقل ما يقال عنها أنها خجولة للكيان الصهيوني، رغم أنها تزيد على 300 طائرة مسيرة وصاروخ وذلك رداً على قصف الكيان للقنصلية الإيرانية فى دمشق وقَتل 13 شخصاً ويُعد من أبرز الشخصيات الإيرانية التى تتولى مسئولية تسليح مقاتلى حزب الله،وهنا ملاحظة مهمة، فالكيان الصهيونى قام بقصف القنصلية الإيرانية فى دمشق ولم نسمع بذلك إلا بعد القصف، مع تحقيق هدفه المباشر.. أما الرد الإيرانى فقد علمت به الدنيا بأسرها قبل القصف!!، بل لا أكون مبالغاً إذا قلت: أن الرد الإيرانى كان معلوماً طريقته ومواقعه وموعده.
هنا جاء فى خاطرى المسلسل التركى الشهير «وادى الذئاب» لحوار حول العلاقة بين إيران والكيان الصهيوني.
يقول الحوار: فى الحقيقة هناك تعاون غير معلن بين إسرائيل وإيران فى المنطقة.. الدولتان تستمدان استمرارية وجودهما من افتعال النزاعات بينهما، لو لم تكن إسرائيل لم تستطع إيران فرض نفوذها فى المنطقة، ولولا إيران لم يكن بمقدور إسرائيل استخدام أمريكا وفق هواها، ما إن يشعروا بهدوء الأوضاع، حتى يصطنعوا الأزمات.. فالسفن الحربية تجرى المناورات فى مضيق هرمز، والعالم كله يُستنفر فتتباهى إيران بذلك، وتكون مقابل ذلك قد بعثت برسالتها المطلوبة، وإسرائيل تقول إن إيران أكبر دولة داعمة للإرهاب، لذا علينا القضاء عليها.. فى ذلك الحين، تجنى لوبيات السلاح والبترول الكثير من الأموال.
أضف إلى ما سبق، تصريحات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عن التنسيق المسبق بين واشنطن وطهران بعدما قام الحرس الثورى الإيرانى بضرب قاعدة «عين الأسد» الأمريكية فى العراق مطلع العام 2020 رداً على مقتل قاسم سليماني.
فهل إلى هذا الحد تعتبر أمريكا وإيران ومعهما الكيان الصهيونى أن العالم ساذج لهذه الدرجة وتنطلى عليه هذه الألاعيب ويصدق هذه التمثليات التى لا تصلح أن تكون فيلماً كرتونياً يشاهده الأطفال على غرار سبايدر مان وباتمان وسلاحف الننجا؟!.. ارحموا عقولنا يا عالم.