منذ نحو ألفي سنة جاءت العائلة المقدسة المسيح مع أمه مريم ويوسف النجار من بيت لحم إلى مصر أرض الأمن والأمان هربا من هيرودس الملك عبر الجبال والأنهار، ساروا عبر عدة مناطق، بما في ذلك صحراء سيناء ومدينة تل بسطا.
واستقرت العائلة المقدسة في مصر عدة سنوات مما جعل مصر مأوى لهم من الاضطهاد، وعبروا نهر النيل مرات عديدة خلال رحلتهم في مصر قبل أن يعودوا إلى فلسطين.
حتى فى الرجوع فكان لابد أن يتجهوا جنوباً إلى منطقة مراسي السفن، وعبروا على دير العذراء بدرنكة، ثم جنوباً إلى منطقة الجنادلة بأبوتيج التى كانت مركزاً للسفن الكبيرة، إذ إن العائلة المقدسة أرادت العودة السريعة بلا توقف، فأخذت النيل من الجنادلة إلى منف مباشرة باستخدام السفن الكبيرة التى تقوى على هذه الرحلة الكبيرة في النيل وليست المراكب كما كانت رحلة المجىء.
وفى الأول من يونيو من كل عام تحتفل كنيسة السيدة العذراء مريم بحارة زويلة والمعروفه “بكنيسة العذراء حالة الحديد” بعيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر وهو أحد الأعياد السيدية الهامة فى التقويم القبطى، التى تُخلد رحلة هروب السيد المسيح والسيدة العذراء مريم ويوسف النجار إلى مصر، هربًا من بطش الملك هيرودس.
وتُعد الكنيسة من أقدم وأهم الكنائس القبطية فى مصر فهى ترجع للقرن الرابع الميلادى عام 353م وفقا للوثائق التاريخيه وتعود أهميتها من أنها إحدى المحطات التى أستقرت بها العائلة المقدسة إلى أرض مصر ومبنية على عمق 14قدم من سطح الأرض، وأسسها الحكيم زينون فى أحدى الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة وتحتوى الكنيسه على ذخائر ثمينه من أيقونات أثرية نادرة ومزار الآباء البطاركة وأعمدة تمثل التاريخ المصرى وظلت مقرا للكرسي البابوى لأكثر من ثلاثة قرون، ورغم وجود المياه الجوفية والصهاريج، لم توثر على عمارتها لتظل مقصدا سياحيا، ودينيا يتبارك منه الزائرين عبر العصور.


وتقيم الكنيسة احتفالات ذكرى دخول السيد المسيح إلى أرض مصر وإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة هذا العام تحت عنوان “قناة سيزوستريس”.
مساء اليوم بحضور الأنبا الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرةوالدكتور ابراهيم صابر محافظ القاهرة والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية والمستشار عدلى حسين رئيس جمعية تنمية واحياء التراث ورئيس الأورومتوسطية ونادر جرجس رئيس لجنة مسار العائلة المقدسة بالمنطقة الروتارية “2451”وعدد من المسؤولين بوزارة السياحة والآثار، وكهنة الكنيسة وأعضاء مجلس النواب، والإعلاميين، والصحفيين.
وتشهد الاحتفالية برنامجا مميزا يحتوى على موكب العائلة المقدسة وكلمات لكبار المسئولين وكهنه الكنيسة وترانيم روحية لكورال كنيسة، وتختتم الاحتفالية بكلمة محافظ القاهرة الذى يشارك بالحضور للمرة الأولى، وتكريم الأنبا رافائيل
اسقف لعدد من الرموز والشخصيات البارزة من الحضور الذين لهم دورا فعال فى تطوير نقاط المسار وتنشيط السياحة لدعم الاقتصاد المصرى.

الدكتور أحمد النمر: أحمد عبد الحميد النمر استشاري الآثار والتراث الثقافي أن مصر
فى البداية قال الدكتور أحمد عبد الحميد النمر استشاري الآثار والتراث الثقافي: ” أن مصر تُحيي في الأول من يونيو من كل عام ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أراضيها. وتشارك في هذه المناسبة وزارة السياحة والآثار، إلى جانب عدد من الوزارات والهيئات الرسمية، بالتعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في تنظيم فعاليات واحتفالات لإحياء هذا الحدث التاريخي”.
من أبرز هذه الاحتفالات تلك التي تُقام بمسرح موقع بئر تل بسطة بمحافظة الشرقية، وكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة، وكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، إلى جانب احتفالات دينية أخرى في مختلف المواقع التي مرّت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتفالات تُنظَّم منذ سنوات طويلة في محطات مسار العائلة المقدسة، حيث يُعدّها المسيحيون في مصر مناسبات مباركة يُطلق عليها محليًا “الموالد”، وتشهد هذه المواقع توافد أعداد كبيرة من الزوار بهدف التبرك والاحتفال. ومن أشهر هذه الفعاليات، الاحتفالات التي تُقام في مغارة جبل درنكة، ودير المحرق بمحافظة أسيوط، وكنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالقرب من محافظة المنيا، والتي تشهد أعدادًا ضخمة من الزوار تصل أحيانًا إلى نحو مليوني زائر.
وتُعد رحلة العائلة المقدسة إلى مصر من أبرز الأحداث الدينية والثقافية، إذ تحمل طابعًا روحانيًا وإنسانيًا عميقًا، يعكس مكانة مصر كمركز للحضارات ومهد للديانات. وقد حرصت الدولة المصرية على إدراج “مسار رحلة العائلة المقدسة” على خريطة السياحة الدينية، وبدأت منذ عام 2016 في تنفيذ مشروع قومي لإحياء هذا المسار، يشمل تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية والثقافية في المواقع الرئيسية الممتدة من شمال سيناء إلى أسيوط.
وقد ساهمت هذه الاحتفالات في تنشيط قطاع السياحة، وخاصة السياحة الدينية، وأصبحت عنصرًا جاذبًا لفئة جديدة من الزوار، تشمل المهتمين بالسياحية الديني، والباحثين عن التجربة الروحية، والدارسين للتراث المسيحي، مما أدى إلى تنويع المنتج السياحي المصري الذي كان يعتمد تقليديًا على السياحة الشاطئية والأثرية.
ومن اللافت أن تسجيل الاحتفالات المرتبطة بمسار رحلة العائلة المقدسة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، ساعد في الترويج لهذا المسار عالميًا، وأسهم في إبراز مصر كوجهة رئيسية للسياحة الروحية والدينية.
كما لعبت التغطية الإعلامية الدولية لهذه الفعاليات دورًا مهمًا في تحسين صورة مصر كبلد للتسامح الديني والتنوع الثقافي، مما عزّز من مكانتها على خريطة السياحة الدينية العالمية.
واعتبارًا لأهمية هذا المشروع، صنفته الدولة المصرية ضمن المشروعات القومية ذات الطابع الحضاري والديني والثقافي، حيث بذلت وزارة السياحة والآثار، بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة، جهودًا كبيرة في تنفيذ المشروع بما يعكس هوية مصر التاريخية وريادتها في نشر قيم السلام والتسامح.

وقال القمص مرقس زكى كاهن الكنيسة: “أن احتفالية هذا العام تحت عنوان قناة سيزوستريس التى كانت أول محاولة على يد الملك سينوسيرت فى القرن التاسع عشر قبل الميلاد الثالث لربط البحر الأحمر بالبحر الابيض المتوسط وكان للدلتا سبع فروع، ذلك الوقت وحاليا لدينا فرع دمياط وفرع رشيد ، وفى أول محاولة ربط مابين فرع البيلوزى والتانيسى بقناة أمتديت لبحيرة التمساح ناحية البحر الأحمر، وكانت الفكرة منذ أيام سينوسيرت الثالث فى القرن التاسع عشر، الاغريق أى فرعون يعمل أعمال مشاريع ضخمه كانوا يسموه سيزوستريس وأطلقت عليها قناة سيزوستريس ومع مرور الزمن تم ردمها، وعلى مر التاريخ تم عمل فروع أخرى وبدأو أيام الرومان وجددها الخليفه عمر بن الخطاب وتم حفرها وردمها على مراحل لكن لم تكن هى سيزوستريس”.
وأضاف زكى: “فى مصر القديمة فم الخليج أمير المؤمنين أبتدأ القناة من فم الخليج الحالى ومرت بشارع الخليج المصرى “حاليا شارع بورسعيد” المواجه للكنيسة، ومع الوقت امتدت للبحر الأحمر وحفرت أيام عمر ابن الخطاب وأمر عمر بن العاص يحفرها لأن كان هناك عام يسمى عام الرماده، كان هناك مجاعه فى الحجاز فطلب الخليفه من عمر بن العاص نقل المؤنه من مصر عن طريق هذه القناة للحجاز عن طريق البحر الأحمر، وقناة سيزوستريس بعيدة قليلا لنا لكن كلها قنوات مائيه تلاحمت معا مع مرور الزمن، وارتباطها باحتفال هذا العام أننا نقول أن شارع الخليج المصرى “بورسعيد الحالى” كان يوجد الترعه التى سميت على مر التاريخ بالخليج الحاكمى، خليج أمير المؤمنين، خليج البطالسة،أسماء كثيرة حتى سمى شارع الخليج المصرى، وشارع بورسعيد كان فى البداية خليج أيام دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر وعبرت منه بعد عودتها من عين شمس والمطرية لناحية مصر القديمه عبرت فيه واستقرت لمدة يومان فى حارة زويلة وهذا يذكرنا بقدماء المصريين الذين لديهم معرفه بالعلم وهم من فكروا فى حفر الترع وهذا مايذكرنا الحضارة المصرية العظيمه.

وقال القس متياس عبد الصبور: “كاهن الكنيسة تقام احتفالات الكنيسه للمرة الثامنه فى اطار الاهتمام بمسار رحلة العائلة المقدسة حيث أن الكنيسة هى كنز مكمور وسط الطابع التجارى وجوهرة نفيثه مليئه بالاسرار بأثريتها والأعمده الموجود بها، وتهدف الاحتفالات إلى أظهار الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة للنور وفى كل احتفاليه نلقى الضوء على شئ كأننا نقوم بعمل refreshing لموضوع المسار فهذه الاحتفالات لها دور فعال وقوى فى تنشيط السياحة الدينية والاهتمام بالكنائس الأثرية، فمازالت الكنيسة لم توضع على الخريطة السياحيه وكل مايكون هناك اهتماما وإلقاء الضوء على مكان معين يضاف على المسار وتزداد النقاط ونشكر الله، ومايميز احتفالية هذا العام هو شئ للهوية القبطية التى تضيف وتزيد من أنتمائنا لبلدنا مصر التى تباركت برحلة العائلة المقدسة، واتذكر أن الاحتفالية الأولى تحدثنا عن مصر لكونها رائدة فى العالم، التى قادة العالم كله للرهبنة والأمور الدينية وأمور كثيرة وتم اضافه نموذج لخريطه جديدة لمسار رحلة العائلة المقدسة ونشرت بصحيفة الجمهورية ووضع فيها اسم زويلة، وأيضا تحدثنا عن اهتمام الدولة والجمعيات التى تهتم بالمسار الذين يبحثون عن الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة وبيظهروها للنور ، وتحدثنا فى احتفالية أخرى عن صندوق أسرار زويلة وأظهرنا فيه بعض الرفات والأماكن الأثرية وأفتتاح الصهريج الذى يعد أضافه جديدة للمعالم الأثرية لمصر والكنيسة”
وسنتحدث هذا العام عن نهر النيل فى عيون الكنيسة القبطية لأن العائلة المقدسة أتت إلى الكنيسة من الخليج المصرى الذى كان فرعا من النيل ، وقناة سيزوستريس وهو أول من عمل قناة من خليج السويس للزقازيق للربط مابين البحر الأحمر بالبحر الابيض المتوسط وهذة الفكرة الملهمه لبعض الاباطرة من ملوك وأمراء لعمل قنوات على مر العصور،
وأيضا نهر النيل جاء صلاة الكنيسة وفى التاريخ القبطى وفى اللغه القبطية، والفن القبطى ،والفلكور القبطى ونهر النيل هو بركة لكل المصريين، والبابا بطرس السابع صلى على نهر النيل عندما قل منسوب النيل ومصر كانت فى وقت من الأوقات كانت تحترم نهر النيل وكانت تنشأ المنشاءات المائيه غاية فى الروعه والجمال مثل مقياس الروضه بمصر القديمة، ونتمنى أن تقام الاحتفالات بكل نقاط المسار لكى تكون مصر فى احتفال عظيم، فكم كانت فرحتنا بإعلان الدولة فى وقت من الأوقات بالاهتمام بالسياحة الدينيه وتشيد بمسار رحلة العائلة المقدسة وبذلت الكثير فى تطوير نقاط المسار.

المهندس مينا إبراهيم: مياه القناة التى أتت من خلالها العائلة المقدسة قديما مازالت تجرى ذكرى خالدة
وقال المهندس مينا إبراهيم مسؤول اللجنة السياحية والأثرية بكنائس زويلة الأثرية أن الاحتفال هذا العام له طابع خاص يتحدث عن القنوات بدآ من النيل، والقنوات المائيه عبر التاريخ بدآ من الفراعنه وصولا لقناة الخليج المصرى المواجهه للكنيسة.
نتحدث عن القناة التى أتت منها العائلة المقدسة إلى منطقه زويلة وتعود جذور القناة بدآ من القناة القديمه التى فكر فيها سيزوستريس أول قناة مائية حفرها والتى كانت ملمهه لكل الملوك فيما بعد بأستكمال قنوات بطرق مختلفة، وسنتحدث عن الخرائط وصولا إلى القناة المواجهه للكنيسة والتى أتت منها العائلة المقدسة من منطقة المطرية أثناء توجهها لمصر القديمة ومرت على حارة زويلة ومياه هذه القناة مازال منها جزء متبقى داخل الكنيسة التى تخرج من الحوائط والأرضيات وهى من الذكريات التى تذكرنا برحلة العائلة المقدسة.
ونحن نتناول كل عام موضوع له علاقه برحلة العائلة المقدسة لمنطقه زويلة والعلاقه التى تربط عنوان الاحتفالية هى مياه القناة التى أتت من خلالها العائلة المقدسة قديما مازالت تجرى ذكرى خالدة فى حوائط وأرضيات كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة لتطفى للمكان بركة للزوار حتى الآن ويمكن هذا السر أن المياه التى تدمر أى مبنى سواء من خرسانه مسلحه أو حديد بيخرج من حوائط الكنيسة الضعيفه دون التأثير عليها وهذا نوع من أنواع البركة.