بين الأمل.. والألم.. أتوقف.
.. ودعونى أعترف بأن هذا الربط بين الألم والأمل ليس من ابتكارى.. وإنما استوحيته بعضاً مما كتبه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عقب زيارته التاريخية لمصر والتى لم.. ولن تنتهى أبداً بثلاثة أيام أمضاها فى رحاب قاهرة المعز وضيافة الرئيس عبدالفتاح السيسى والشعب المصرى العظيم.
.. كتب ماكرون: أغادر مصر بعد 3 أيام «مؤثرة» رأيت فيها نبض القلوب.. فى ترحيبكم الكريم.. وفى قوة تعاوننا.. وفى الدعم الذى نقدمه لأهالى غزة.. وفى العريش.. «حيث يقاوم الأمل.. الألم» شكراً لكم وتحيا الصداقة بين الشعبين.
.. إنها كلمات تم انتقاؤها بكل دقة.. تجمع بين «الشاعرية» والحس الراقى.. وبين الواقعية والموضوعية.. ثم الأمل الذى يقاوم الألم.
.. زيارة تاريخية ـ أبداً ـ ستظل خالدة فى بلدان العالم وفى وعيه.. وعقله.. ولدى قياداته.. فإن توقيتها.. ومحطاتها.. قد تم اختيارها بأعلى درجات الدقة والذكاء.. وجاءت رسائلها ودلالاتها جسراً قوياً فاعلاً بين الماضى والحاضر.. وأيضاً شراكة فى بناء المستقبل لخير البشرية.
.. زيارة لها أكبر الأثر فى سائر المجالات السياسية والاجتماعية والإنسانية والحضارية والعلمية والثقافية.. إلخ.. وسط عالم يتصارع ويتقاتل بكل أنواع الأسلحة حتى الاقتصادية والتجارية.. وكوكب فوق صفيح ملتهب من الصين إلى واشنطن.. ومن غزة إلى أوكرانيا.. ويصول ويجول فوق رقعة شطرنج العالم رئيس أمريكى يرى القوة والتهديد طريقاً لبناء «أمريكا أولاً».
.. وبين الأمل.. والألم.. أتوقف.. فقد قالها الرئيس ماكرون بعد «غزة والعريش».. ويكشف «الأمل» فى مؤتمر فى يونيو المقبل بعنوان «مؤتمر الدولتين» كى يصبح نقطة تحول جبارة فى مسيرة الشرق الأوسط واستعادة الحق الفلسطينى.. وأكد ماكرون بكل جلاء ووضوح موقف الدولة الفرنسية قائلاً «نعم للسلام.. نعم لأمن إسرائيل.. نعم لدولة فلسطينية (بدون حماس).. الإفراج عن جميع الرهائن.. ووقف دائم لإطلاق النار واستئناف المساعدات الإنسانية فوراً والبحث عن حل سياسى على أساس حل الدولتين».
.. وبين كل بحور الألم.. وحرب الإبادة والتجويع والتعطيش والحرمان من الدواء والكساء والملبس والمسكن.. ومبادرات ترامب.. وبربرية نتنياهو.. يرى ماكرون الأمل فى حل الدولتين.. وهو ما يتفق عليه الغالبية العظمى من عالم «صامت»!!
.. من الألم.. يعبر ماكرون إلى الأمل.. فإنه يعمل الآن على الاعتراف بدولة فلسطين جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.. ليعيد الحق الفلسطينى المسلوب إلى أهله.. مسانداً لشرعية دولية أجمعت عليها معظم دول العالم.. ومنظماته الدولية والإنسانية.. وعميت عنها دولة الاحتلال.. ومن يؤازرها.
.. وهو يرى عالماً تشوبه الضبابية وعدم اليقين وحروب شتى فى كل المجالات.. فإنه يرى الحل.. ويسجله فى تغريدة على موقع إكس.. كتبها باللغة العربية.. وكأنه يقف على منصة «الوعى» يكتب فى تغريدته «لا ندع المعلومات الكاذبة والتلاعب أن ينتشر.. يجب ألا نرضخ للاستفزاز.. فلنبق موحدين»..
كتبها ماكرون وكأنه يوصى سكان كوكب الأرض.. وفى القلب منهم المصريين فإن المعلومات المضللة والأكاذيب والتضليل والاستفزاز يحاصرون المصريين من كل صوب وحدب.. وأبواق الخراب والفتنة والدمار تنعق ليل نهار.. وللأسف فإنهم يتخذون من اللحى والدين ستاراً يخفى أكاذيبهم.. وضلالهم.. ويدعون للفرقة واليأس ويسعون لشق الصف.. وتأليب الناس ضد قياداتهم.. لكن هيهات.. فلن يمكنهم الله عز وجل.. وما رصده العالم فى العريش ورفح المصرية من التفاف وطنى حول الرئيس خير شاهد..
.. وكأنه يقرأ الواقع من كتاب مفتوح.. كانت كلمة الرئيس ماكرون فى تغريدته التى كتبها على موقع «إكس» مخاطباً الجميع «لا تدع المعلومات الكاذبة والتلاعب أن ينتشر.. يجب ألا نرضخ للاستفزاز.. فلنبق موحدين».. وكأنه كان يعلم يقيناً بما يحيكه الحاقدون الكارهون المعادون لكل القيم النبيلة والشريفة للدولتين المصرية والفرنسية.. فقد وجدنا إعلاماً حاقداً يصطنع بالذكاء الاصطناعى فيديو مسىء يحول فيها الحشود المصرية عند رفح المصرية.. تلك الحشود المؤمنة بربها.. وترابها.. وغزة والقدس.. وحرمة الدماء الفلسطينية.
.. يحولون فى الفيديو المصطنع حشود الدعم اللامحدود للشعب الفلسطينى الأعزل.. الحشود الجبارة المؤمنة برئيسها وقيادتها والدولة المصرية.. والجمهورية الجديدة.
يصطنعون فيديو يحول الحشود المطالبة بالوقف الفورى الدائم لإطلاق النار فى غزة.. وحقن الدماء الفلسطينية الشريفة ومنع التهجير القسرى أو الطوعى للفلسطينيين خارج أراضيهم والمنادون بقيام الدولة الفلسطينية.. يحولون هؤلاء جميعاً إلى مظهر هزلى لا يليق.. ويحيكون له عناوين صارخة.. «هزل هنا.. ودماء هناك».
.. واختاروا لنشر الفيديو المصطنع الكاذب توقيتاً مواكباً لزيارة الرئيس ماكرون إلى العريش.
لكن الله عز وجل من فوق 7 سماوات يرد كيدهم إلى نحورهم.. ولا يأتى كشف أكاذيبهم هذه المرة من مصدر مصرى أو عربى وإنما من فريق التحقيق فى موقع «CNN بالعربية» ليثبت التحقيق أنه فيديو مصطنع تم إنتاجه عبر تقنيات الذكاء الاصطناعى نطاق معبر رفح.. وتأكد الموقع من عدم اتساق مشاهد المكان فى الفيديو مع الطبيعة الجغرافية فى محيط معبر رفح.. وتبين ظهور غير منطقى لتصاعد الدخان فى خلفية الفيديو وحركة الأشخاص.. وأكد الموقع الإنجليزى أن الفيديو جزء من حملة تضليل منسقة من حيث تكرار نسق الرسالة الترويجية أو الحسابات الناشرة للفيديو والتى سبق لها نشر حملات إلكترونية.