البناء على إنجاز الأهلى والزمالك الأفريقى صار أمرا فى غاية الأهمية حاليا، ولزاما على كل من ينتمى للمجال العمل والسعى وراء استثمار توهج الكرة المصرية على مستوى الأندية، ونقله إلى المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها السنية والنوعية، ومن لا يجد فى نفسه القدرة على تحقيق هذا الهدف، فليترك الساحة لغيره كى يخدم بلده ويرد جميلها.
ما فعله القطبان مؤخرا، بالفوز بدورى الأبطال والكونفيدرالية و»تمصير» السوبر الأفريقي، يعيدنا إلى فترة الريادة الحقيقية للكرة فى القارة السمراء، وتعلق الصغير والكبير بها بما يجرى ويحدث فى القاهرة وضواحيها من تطور وسباق محمود بين فرقها وأنديتها، وما يتعلق بنجوم مصر المحليين والمحترفين، ويستعيد مدربها وضعه ومكانته بين المدربين فى المنطقة العربية وشمال أفريقيا.
لك أن تتخيل ما فعلته السنوات الماضية فى الكرة المصرية بعيدا عن الأهلى بالطبع، تراجعنا أمام منتخبات مثل السنغال والجزائر على سبيل المثال، حتى أن السنغال استحوذت على بطولات الأمم للكبار والشباب والسيدات، وتعملقت بعض الأندية على حساب أخرى مصرية، مثل صن داونز الجنوب أفريقي، والوداد المغربى وحتى نهضة بركان الذى انتزع منه الزمالك لقب الكونفيدرالية صال وجال أيضا على فرق مصرية واجهته فى مراحل مختلفة بالبطولات وخاصة الكونفيدرالية، وزاد من صعوبة الموقف ما حققه المنتخب المغربى الشقيق فى كأس العالم الأخيرة، ونجاحه فى بلوغ المربع الذهبى ليصعب من مهمة غيره من المنتخبات العربية فى تحقيق إنجاز مماثل، وحتى على مستوى المدربين، تجد شيوعا وانتشارا كبيرا للمدرب المغربى على سبيل المثال فى شمال وجنوب وغرب القارة مقابل تراجع ملحوظ للمدرب المصرى فى هذه المناطق، بعدما ساهم بشكل مباشر فى نشر الكرة بها فيما مضي.
الأمر ليس هينا ولا يتحمل المزيد من التجارب، والوقوع فريسة لفكر متهالك لا يقوى على مجاراة التحركات السريعة لمدارس وتجارب قارية مميزة، استطاعت ربط نفسها بالمدارس الأوروبية المتطورة، ونجحت فى استثمار مواهبها بالشكل الأمثل، واستعانت بها فيما بعد لتحقيق الطفرة المأمولة فى أفريقيا.
غينيا بيساو وهى ضمن مجموعتنا بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم، لم تتردد فى السعى وراء الاستعانة بنجومها من مزدوجى الجنسيات بعد مفاوضات طويلة، ونجحت فى إقناع عدد كبير منهم باللعب للمنتخب، لزيادة قوته فى مواجهة منتخبنا الوطني، وهو هدف من الأهداف التى أعلنها اتحادهم ونجح فيها.. ونحن فى حاجة ملحة لإعلان أهدافنا والسعى وراء تحقيقها، وتقييم أنفسنا بعدها.