أصدرت الولايات المتحدة وقبرص والإمارات وبريطانيا وقطر والاتحاد الأوروبي، بياناً مشتركاً، أمس، أكدت فيه أنه لا بديل للطرق البرية عبر مصر والأردن ونقاط الدخول من إسرائيل لغزة لتوصيل المساعدات على نطاق واسع.
وأضاف البيان الذى نشرته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن المشاورات الوزارية لدفع إنشاء ممر بحرى لتوصيل المساعدات الإنسانية لغزة، أن فتح ميناء أسدود أمام المساعدات الإنسانية سيكون موضع ترحيب ومكملاً مهماً للممر البحرى الذى يجرى العمل لإنشائه.
وتابع أن مسئولين كباراً سيبحثون إمكانية إنشاء صندوق مشترك لدعم الممر البحرى لإيصال المساعدات لغزة وتنسيق المساهمات العينية والمالية لاستمراره.
وقال: «الوزراء أكدوا أن الممر البحرى يمكن وينبغى أن يكون جزءاً من جهود مستمرة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر كل الطرق الممكنة بما فى ذلك زيادة الطرق البرية ومواصلة عمليات الإنزال الجوي».
وشدد البيان على ضرورة فتح إسرائيل معابر إضافية لإيصال مزيد من المساعدات لغزة بما فى ذلك شمال القطاع.
استضاف الاجتماع وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس، بمشاركة أنتونى بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة، وديفيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا، ومحمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفى وزير دولة بوزارة الخارجية القطرية، ووزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ويانيز لينارتشيتش مفوض الاتحاد الأوروبى لإدارة الأزمات، وسيجريد كاخ كبيرة منسقى الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة.
ويأتى هذا الاجتماع فى أعقاب إعلان المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة فى 8 مارس الجاري، عزمها فتح ممر بحرى لإيصال المساعدات الإضافية التى تشتد الحاجة إليها عن طريق البحر وصولًا إلى غزة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» كاظم أبو خلف أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية «كسلاح، بحيث لا تسمح بدخول المساعدات بالشكل المطلوب إلى قطاع غزة».
وقال أبو خلف إن الأهمية الرمزية لـ «أونروا»؛ هى السبب وراء مهاجمة إسرائيل للوكالة بشكل مستمر و»اضطهادها بكل الطرق الممكنة»، مشيرا إلى أن «استمرار وجود الوكالة فى قطاع غزة يعتمد على المجتمع الدولي».
وأضاف أن»الوضع الإنسانى فى قطاع غزة مأساوى ويزداد سوءا يوما بعد يوم، كما نخشى أن تنتشر الوفيات على نطاق واسع ليس فقط بسبب القصف، لكن أيضا بسبب الجوع»، موضحًا أن «27 شخصا توفوا بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 25 طفلا، و12 مستشفى من أصل 36 تعمل بشكل جزئي».
ونبه إلى أن هناك انتشارا ملحوظا للأمراض، بعضها لم يكن شائعا من قبل، مثل التهاب الكبد الوبائي، كما أن المدارس والمراكز الطبية باستثناء المستشفيات والصرف الصحي، «مدمرة بالكامل».
وأوضح متحدث «أونروا» أن «المساعدات المحمولة جوا لا تكفى لإطعام مليونى و300 ألف شخص، وأن «أنجح طريقة لتوصيل الغذاء إلى سكان قطاع غزة هى عبر المعابر الحدودية البرية».
فى السياق ذكر نواب فى البرلمان الأوروبى أن المجاعة فى غزة ناجمة عن تصرفات إسرائيل التى تشكل «ابادة جماعية».
وقال نواب أوروبيون إن الأزمة الإنسانية فى غزة نتيجة تصرفات إسرائيل وتقاعس العالم الصامت أمام صرخات سكان غزة.
كما أكدوا رفضهم لاستخدام الجوع كسلاح فى الحرب، داعين إسرائيل لفتح جميع الممرات حتى تتمكن القوافل من الوصول إلى غزة.
وأشاروا إلى أن استهداف الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية استراتيجية متعمدة لمنع توزيع المساعدات وإنهاء إمكانية العيش فى القطاع.