أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، الأهمية القصوى لقطاع الثروة المعدنية فى مصر، والتى تمثلت فى اهتمام الدولة بصياغة استراتيجية لتطوير هذا القطاع بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق أقصى استفادة اقتصادية منه، ووضع خريطة طريق لتنفيذ تلك الإستراتيجية من خلال عدة محاور تستهدف العمل على تطوير أداء قطاع التعدين، واستغلال الثروات التعدينية المتنوعة فى مصر، والتوسع فى الصناعات الاستخراجية.
جاء ذلك خلال الجولة الميدانية التى قام بها أمس بمنجم السكرى لإنتاج الذهب بمنطقة مرسى علم فى الصحراء الشرقية والذى تجرى حالياً أعمال تنميته بواسطة المستثمر الجديد شركة «أنجلوجولد أشانتى» لتأكيد نحو 4,3 مليون أوقية إضافية لاحتياطات المنجم.
حيث تبلغ الاحتياطات المؤكدة نحو 6,2 مليون أوقية.
رافق رئيس الوزراء المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، ووفد برلمانى من مجلسى النواب والشيوخ، والمهندس معتز عاطف وكيل أول وزارة البترول، والجيولوجى ياسر رمضان رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، وقيادات وزارة البترول، ومسئول شركة السكرى.
أوضح الدكتور مدبولى أن الحكومة تتبنى نهجاً تكاملياً فى العمل مع البرلمان لتنفيذ الخطة التى وضعتها الدولة لتطوير قطاع التعدين، وفى مقدمتها إصلاح وتحديث الأطر التشريعية والمالية والاستثمارية، بما يتماشى مع المعايير العالمية.. وأنه تم التوافق على تطوير نماذج اتفاقيات استغلال الذهب والمعادن مع كبرى الشركات العالمية، وهو ما يفتح آفاقا واسعة للاستثمار فى قطاع التعدين المصري، بما يؤدى إلى زيادة نسبة مساهمة القطاع بالناتج المحلى الإجمالى للدولة.
فيما أكد وزير البترول أن تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار فى قطاع التعدين تمثل أولوية رئيسية خلال المرحلة الحالية، بما يسهم فى تعظيم مساهمة هذا القطاع فى الناتج القومي.. موضحاً أن تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية، بعد مناقشات البرلمان، يعد خطوة أساسية لتحقيق هذا الهدف، ونقلة نوعية تسهم فى جذب الاستثمارات وزيادة القيمة المضافة، مشيرا إلى أن هذه الجهود تحظى بدعم كامل من القيادة السياسية والحكومة والبرلمان لاستغلال إمكانات مصر وثرواتها التعدينية.
قال الوزير إن منجم السكرى من أبرز صروح التعدين فى مصر، لما يتمتع به من إمكانات تشغيلية متطورة وكفاءات بشرية مصرية تتولى إدارته وتشغيله بكفاءة عالية.. مشيرا إلى أن الدولة تولى اهتماماً كبيراً بهذا النموذج الناجح للاستثمار التعديني، الذى يمثل شراكة بين هيئة الثروة المعدنية وشركة «أنجلو جولد أشانتي» العالمية، رابع أكبر منتج للذهب عالمياً.
من جانبه أشاد الرئيس التنفيذى لشركة «أنجلو جولد أشانتي» بجهود الحكومة المصرية ودعمها المستمر للمستثمرين فى مجال التعدين، مؤكدا أن ذلك التوجه هو ما ترك انطباعا إيجابيا لديهم، من خلال ما لمسوه من تواصل مستمر بين الشركة ووزارة البترول.
أكد ألبيرتو كالديرون، أن شركة «أنجلو جولد أشانتي» تعتزم ضخ المزيد من الاستثمارات فى منجم السكرى خلال الفترة المقبلة، موضحًا أنه وفقًا للسوابق فإنه يُتوقع وجود مواقع أخرى جاذبة للاستثمارات مماثلة لمنجم السكرى فى مصر.
رئيس الوزراء، ومرافقوه، تفقدوا ورش التصنيع بالمنجم، أعمال التعدين تحت الأرض، بالإضافة لتفقد محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بالمنجم.
وبدأ رئيس مجلس الوزراء بتفقد ورش المنجم، وجسم التفريغ للشاحنات القلابة الذى يتم تصنيعه محلياً، كما استمع لشرح من المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.
وقال المهندس كريم بدوي: أن منجم السكري يسهم في دعم مشروعات إنتاجية صغيرة لأبناء مرسى علم والمناطق المجاورة، ضمن جهود التنمية المجتمعية، كما تم الانتهاء من إقامة أول مدرسة لصناعة التعدين بمدينة مرسى علم.
وخلال ذلك أيضاً، قدم المهندس محمود رسلان، نائب مدير التعدين تحت الأرض، شرحاً أمام رئيس مجلس الوزراء، حول معايير السلامة والأمان في موقع التعدين بالمنجم.
وحرص الدكتور مصطفى مدبولي، خلال جولته التفقدية، على زيارة محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بالمنجم التي تم إقامتها بقدرة 36 ميجاوات في إطار الالتزام بالمحافظة على البيئة.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، لوفد البرلمان المرافق له أن حجم المعدات الثقيلة المستخدمة فى أعمال التعدين بمنجم السكري، والتى تصل قيمتها إلى نحو 235 مليون دولار، بالإضافة إلى حجم استثمارات شركة «أنجلو جولد أشانتى « AGA، بالمنجم والذى يبلغ نحو مليارى دولار، هو أحد أهم أسباب استقطاب شركاء أجانب للاستثمار فى هذا القطاع المهم للغاية، وذلك لامتلاكهم القدرة على ضخ تلك الاستثمارات وتنفيذ تلك الأعمال الضخمة، فضلاً عن امتلاك الخبرة لأداء جميع المهام المطلوبة به.
أشار رئيس الوزراء إلى أن مسئولى شركة «أنجلو جولد أشانتي» أكدوا له أن منجم السكرى يعد أحد أكبر 20 منجماً على مستوى العالم، ويتمتع بقيمة عالية، وتصنيف مميز على مستوى العالم، كما يحظى استخراج الذهب بمزايا نسبية مقارنة بمناجم أخري، مضيفاً أن الشركة بدأت أعمالا استكشافية جديدة فى المنجم بالفعل، وأن مسئوليها يؤكدون أنه أصبح لدينا احتياطى إضافى بالمنجم، وهو ما يشير إلى أن حجم الجهد شاق وكبير، ولذا فالحكومة تعمل على تشجيع تواجد شركات عديدة أخرى مثل الشركة الحالية.
وأثنى مدبولى على حجم العمل والمجهود المبذول فى موقع المنجم، مشيرًا إلى أن رئيس الشركة العالمية أشاد بالعمالة المصرية ومستوى مهاراتهم الفنية، وهو ما يدعونا إلى اتخاذ قرارات من شأنها توفير الحوافز الممكنة لتعزيز دور الكفاءات المصرية النادرة فى هذا المجال.
بدورهم، أشاد أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، وبما شاهدوه خلال الجولة من أعمال احترافية لمختلف مراحل وعمليات استخراج وإنتاج الذهب.