قالت منظمة الصحة العالمية أمس إن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 140 يوماً، تسببت فى دمار غير مسبوق يحتاج إصلاحه عقوداً من الزمن، جاء ذلك فى تصريح لمتحدث «الصحة العالمية» طارق يساريفيتش، لوكالة «الأناضول».
لفت طارق إلى أن ما بين 70 و80٪ من البنية التحتية المدنية، بما فى ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه، قد دمرت أو تعرضت لأضرار جسيمة.
أشار إلى أن إصلاح البنية التحتية سيستغرق عقوداً، بما فى ذلك نظام الرعاية الصحية الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة فى غزة.
تابع أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقدر أن إزالة الأنقاض والركام فى غزة ستستغرق من 3 إلى 12 عاماً.
كما أشار إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» يقدر أن تأهيل اقتصاد غزة، بما فى ذلك إعادة بناء نظام الرعاية الصحية الذى هو فى وضع حرج، سيكلف عشرات مليارات الدولارات.
أكد يساريفيتش أن منظمة الصحة العالمية ستواصل تنفيذ خطتها التشغيلية لدعم المستشفيات فى غزة، مع طلب دعم مالى بقيمة 110 ملايين دولار.
من جانبه، وصف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، «دينيس فرانسيس»، وكالة الأونروا بأنها «شريان حياة لا غنى عنه لملايين الفلسطينيين» على مدى السنوات الـ 75 الماضية، مؤكداً أن شعب وأطفال فلسطين بحاجة إليها.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أعرب رئيس الجمعية العامة عن استيائه إزاء استمرار الوضع الإنسانى المتردى فى غزة والتحديات الشديدة التى تحيط بالأونروا، وحث الدول الأعضاء على تقديم دعم مالى وسياسى مستدام ويمكن التنبؤ به للأونروا فيما تعمل على معالجة «أكبر أزمة إنسانية منذ تأسيسها».
كان فرانسيس، قد أكد أن الوكالة وصلت إلى «حافة الانهيار»، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها، وتجميد التمويل من قبل جهات مانحة فى وقت يشهد فيه قطاع غزة احتياجات إنسانية غير مسبوقة.
بدورها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من مواجهة قطاع غزة لخطر المجاعة، مؤكدة وجود مؤشرات فعلية لوقوع المجاعة والتى تؤثر بشكل مباشر على الأطفال دون سن الخامسة.
قالت اليونيسيف، فى بيان أوردته قناة «الحرة» الأمريكية، إن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة هو السبيل الوحيد لتجنب خطر مواجهة المجاعة، مؤكدة أن غزة تواجه نقصا حادا فى الأمن الغذائى يؤثر على حياة جميع الأطفال.
فى الأثناء، أكد وزير الإعلام والثقافة الكويتى عبد الرحمن المطيرى على موقف دولة الكويت والقيادة السياسية الثابت والمبدئى فى دعم ونصرة القضايا الإسلامية بكافة المجالات والأصعدة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأردف قائلا : خلال مشاركته فى أعمال الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامى لوزراء الإعلام فى مدينة إسطنبول تحت شعار (التضليل الإعلامى واعتداءات سلطة الاحتلال على الصحفيين ووسائل الإعلام فى الأراضى الفلسطينية)، ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية، «سخرت دولة الكويت جهودها الإنسانية بمد يد العون إلى الأشقاء الفلسطينيين بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلى الأخير وذلك بتوجيهات سامية بتسيير جسر جوى إغاثى يمد الأشقاء فى غزة بكامل الاحتياجات».
ناقش المؤتمر الجهود المشتركة لمواجهة «التضليل الإعلامى والاعتداءات التى تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى حق الصحفيين ووسائل الإعلام فى الأرض الفلسطينية المحتلة».
فى غضون ذلك، أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، أن إسرائيل ردت بشكل غير متناسب على عملية حماس، وقال فى لقاء مع صحيفة «إلباس» الإسبانية: «نحن بالفعل فى خضم كارثة، واضطرت الأمم المتحدة إلى تعليق المساعدات الإنسانية.. فإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح، وهذا مخالف للقانون الدولي».
لفت فى المقابلة إلى أن غزة تدمرت مبينا أن «استخدام القوة كان غير متناسب، واوضح أن خطط رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بشأن قطاع غزة «غير مقبولة.. وبذور الكراهية تزرع لأجيال».
من ناحية متصلة، تناولت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية خطة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لمرحلة ما بعد حرب غزة، والتى تهدف إلى تعيين «مسئولين محليين» غير مرتبطين بالفصائل المسلحة لإدارة الخدمات فى القطاع بدلاً من حركة حماس.
واعتبر ستيف هندريكس فى مقاله تحت عنوان «نتنياهو يقدم رؤية متشددة لمرحلة ما بعد الحرب فى غزة»، أنه وللمرة الأولى يقدم نتنياهو رسميا رؤيته لما سيكون عليه الوضع فى قطاع غزة بعد نهاية الحرب».
أضاف هندريكس، المتواجد للتغطية الإعلامية حاليا فى القدس، أنه وعلى مدى أشهر، «منع نتنياهو إلى حد كبير التحدث أمام الرأى العام عن أمرين محظورين من وجهة نظره، يتعلق الأمر الأول بالمسئولية التى يتحملها عن الثغرات الأمنية التى أدت إلى هجمات حماس فى السابع من أكتوبر، ويتمحور الثانى حول من سيحكم قطاع غزة عندما ينتهى القتال».
وردا على إعلان نتنياهو، شددوزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، على رفض الولايات المتحدة أى «احتلال جديد» لغزة بعد انتهاء الحرب.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفى فى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس: «لم أطلع على الخطة لذا أتحفظ على الإجابة»، كما تطرق إلى وجود «مبادئ أساسية وضعناها منذ أشهر، ونعتبرها مهمة جدا» لمستقبل غزة.
أضاف بلينكن أن غزة «لابد ألا تكون منصة للإرهاب»، مؤكداً أنه «ينبغى ألا يحدث احتلال إسرائيلى جديد لغزة» و»يجب عدم تقليص أراضى غزة».