أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس، أنه سيتولى أمر الجنود الأوكرانيين المنخرطين في الهجوم على منطقة كورسك الحدودية، منذ مطلع الشهر الماضى، بينما شدد على أن العملية لن «توقف» تقدّم قواته في شرق أوكرانيا.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع طلبة، إن أوكرانيا تسعى إلى «وقف عملياتنا الهجومية في أجزاء أساسية من منطقة دونباس. النتيجة معروفة.. لم ينجحوا بوقف تقدمنا في دونباس».
أضاف «علينا تولّي أمر قطّاع الطرق هؤلاء الذين تسللوا إلى الأراضي الروسية بمنطقة كورسك، الذين يحاولون زعزعة استقرار الوضع في المناطق الحدودية بالمجمل».
واعتبر الرئيس الروسي، أن فرص إعادة انتخاب فلاديمير زيلينسكي محدودة، وأن هذا هو سبب قيام نظام كييف بالاستفزاز في كورسك، ومحاولات الهجوم على بيلجورود.
وقال: «الهدف الأساسي للعدو وقف الهجوم في دونباس، الحديث يدور الآن عن الهجوم بإيقاع مختلف، القوات المسلحة الروسية تتحرك الآن بمعدلات كيلومترات وليس أمتار».
وأضاف: «لا بد من العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن قبل ذلك يتعين التعامل مع جماعات العصابات التي تقوم بالهجوم على أراضينا».
كما قال بوتين في مقابلة مكتوبة مع صحيفة «أونودور» المنغولية: «السبب الرئيسي للمأساة الحالية في أوكرانيا هو السياسة المتعمدة المناهضة لروسيا التي ينتهجها الغرب الجماعي، بقيادة الولايات المتحدة».
وأضاف أن الوضع الحالي في أوكرانيا تأثر بشكل كبير بمجموعة كاملة من العوامل الخارجية والداخلية، ووصف الوضع الحالي بأنه نتيجة منطقية لاستراتيجية الغرب التدميرية.
وأضاف: «تواصل النخب الغربية تزويد (كييف) بدعم سياسي ومالي وعسكري واسع النطاق، معتبرة إياه سلاحًا في الحرب ضد روسيا، ونحن نرى كل هذا وسنواصل تنفيذ كل ما تم تعيينه باستمرار المهام في إطار العملية العسكرية الخاصة لضمان أمن روسيا ومواطنينا».
على الصعيد الميدانى وفي آخر تطورات الحرب، قصفت روسيا العاصمة الأوكرانية كييف بالصواريخ امس، فيما تسبب الحطام المتساقط في إصابة شخصين على الأقل واندلاع حرائق وإلحاق أضرار بالمنازل والبنية التحتية، بحسب ما قال مسئولون.
وذكرت الإدارة العسكرية للمدينة على تطبيق تيليجرام أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية دمرت أكثر من عشرة صواريخ كروز ونحو عشرة صواريخ باليستية.
ودوت صفارات الإنذار في أرجاء أوكرانيا لمدة ساعتين تقريبا قبل أن تعلن القوات الجوية أن السماء خالية من الصواريخ.
ووضعت بولندا العضو في حلف شمال الأطلنطي المجاورة طائراتها وتلك الخاصة بالحلفاء في وضع استعداد لتأمين مجالها الجوي أثناء الهجمات.
وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف على تيليجرام إن أضرارا لحقت بأجزاء من وحدة الغلايات بمحطة مياه في كييف وبمدخل محطة مترو يتم استخدامها أيضا كملجأ من القنابل في منطقة سفياتوشينكسي لكن المحطة لا تزال تعمل.وتضم المنطقة مجموعة من الجامعات والمدارس.
وأضاف كليتشكو أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة شخصين على الأقل واشتعال النيران في سيارات بمختلف أنحاء المدينة بالإضافة إلى مبنى غير سكني.
وفي كييف سمع سلسلة من الانفجارات القوية فيما بدا أنه نتيجة لنشاط وحدات الدفاع الجوي، بعضها في المنطقة الوسطى.
يأتي الهجوم بعد أسبوع من إطلاق موسكو أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة على أوكرانيا مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة منشآت للطاقة في أنحاء البلاد فيما وصفته كييف بأنه «أكبر» هجوم في الحرب.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين في الحرب المستمرة منذ غزوها لأوكرانيا قبل 30 شهرا.