وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اتهامات الغرب بشأن اعتزام روسيا احتلال أوروبا بأنها «كذب وادعاءات وافتراءات»، مؤكداً على أن من المهم لبلاده تعزيز علاقاتها مع الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية.
وقال بوتين، خلال خطابه السنوى أمام البرلمان، إن روسيا لن تسمح لأحد بالتدخل فى شئونها الداخلية، وجدد اتهامه للغرب بمحاولة تدمير روسيا من الداخل، وأشار إلى أن معظم المواطنين أيدوا قراره قبل عامين بإرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا فيما تسميها موسكو «عملية عسكرية خاصة».
وأشار إلى أن «القوات المسلحة الروسية عززت وطورت من قدراتها العسكرية فى السنوات الأخيرة، من خلال العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وتم تعزيز القدرات الصاروخية والمدفعية، وكذلك الأسطول البحرى والجوي».
ومضى قائلاً: «روسيا مستعدة للحوار والتواصل مع الولايات المتحدة، لكن ذلك لن يحصل بسهولة خصوصاً أن واشنطن تحاربنا.. الغرب يثير الصراعات فى أوكرانيا والشرق الأوسط ويستمر فى الكذب».
وتابع: «موسكو تسعى جاهدة إلى توحيد الأغلبية العالمية، حيث نرى انهيار الاحتكارات وظهور هياكل جديدة ومنها دول بريكس التى تشكل اليوم حوالى 37٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمي.. وروسيا ستقوم، بالتعاون مع الدول الصديقة، بإنشاء ممرات لوجستية فعالة وتطوير التفاعل على أساس المساواة».
ويبدو بوتين فى وضع أفضل مما كان عليه قبل عام عندما كانت القوات الروسية تتكبّد خسائر فادحة فى جنوب أوكرانيا وشمالها الشرقي، بعد محاولة فاشلة للسيطرة على كييف فى ربيع 2022.
لكن الوضع الميدانى تغيّر لصالح الروس بعد فشل الجيش الأوكرانى فى الهجوم المضاد الذى أطلقه صيف 2023، وأصبح فى موقف دفاعى ويفتقر إلى الذخيرة بسبب عدم توصل الكونجرس الأمريكى إلى اتفاق بشأن الدعم العسكرى لكييف، فيما تواجه القوات الأوكرانية جنوداً روسيين أكثر عدداً وأفضل تسليحاً.
ومنتصف فبراير، نجحت القوات الروسية فى السيطرة على بلدة أفدييفكا على الجبهة الشرقية وواصلت تقدمها فى المنطقة، وهو أمر سبب ارتياحاً لفلاديمير بوتين.
كذلك، فإن قوة الاقتصاد الروسى الذى ما زال ثابتاً رغم العقوبات الغربية، تعدّ سببا آخر لرضا الرئيس الروسى الذى تركّز بلاده منذ أكثر من عام على المجهود الحربي، مع تحوّله إلى الأسواق الآسيوية.