العدوان على «جنين» يدخل يومه الخامس.. وحملة اعتقالات فى القدس والضفة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عملياته العسكرية امس على مدينة جنين بالضفة الغربية، وذلك لليوم الخامس على التوالي، ويركز الاحتلال عدوانه على مخيم جنين وحارة الدمج حيث يقوم جنوده بهدم اجزاء من منازل المواطنين بحجة البحث عن مطلوبين.
وأسفر هذا العدوان على جنين ومخيمها الذى بدأ منذ الأربعاء الماضى عن استشهاد 14 مواطنا وإصابة واعتقال العشرات إضافة إلى تدمير واسع فى ممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكات المياه والكهرباء والهاتف.
وما زالت قوات الاحتلال تفرض حصارا مشددا على المدينة ومخيمها وتدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية نحو المدينة، بينما يحاصر جنود الاحتلال مداخل المستشفيات فى المدينة دون السماح بالدخول أو الخروج منهاإلا بعد اخضاع المواطنين الى عمليات تفتيش وتدقيق فى البطاقات الشخصية.
وأجبرت قوات الاحتلال عددا من العائلات داخل مخيم جنين على إخلاء منازلها بعد ان حولتها الى ثكنات عسكرية.
فى الأثناء، قتل ثلاثة من عناصر الشرطة الإسرائيلية فى عملية إطلاق نار استهدفت سيارة للشرطة الإسرائيلية قرب معبر ترقوميا غرب الخليل بالضفة.
وأفاد الإسعاف الإسرائيلى بمقتل اثنين من عناصر الشرطة والحرس الحدودى على الفور وإصابة ثالث بجراح خطيرة، ولاحقا أعلن عن وفاة المصاب متأثرا بجراحه.
وذكرت مصادر عبرية أن منفذى العملية انسحبوا من المكان، وتقوم قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلى بمطاردتهم.
وفى وقت لاحق، قامت قوات الاحتلال بإغلاق الشارع رقم 35 الواصل بين معبر ترقوميا حتى شمال الخليل، ونصبت عدة حواجز، كما أعلن جيش الاحتلال إنه عثر على سيارة يشتبه باستخدامها فى عملية إطلاق النار.
واقتحم جيش الاحتلال بلدة إذنا غرب الخليل فى إطار بحثه عن منفذى العملية، كما فرض حصارا على المناطق الغربية للخليل ومنها، ترقوميا، وإذنا، وبيت أولا.
وردا على ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير قوله إنه قدم مشروع قانون لإعدام من وصفهم بالمخربين لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعرقله.
وكان الوزير الإسرائيلى زار موقع العملية، ودعا إلى نصب المزيد من الحواجز فى الضفة الغربية، كما دعا إلى إطلاق النار على الأسرى الفلسطينيين بدلا من الإفراج عنهم، بحسب ما نقلته عنه وسائل إعلام إسرائيلية.
من جانبها، قالت حركة «حماس» إن عمليات المقاومة فى الضفة الغربية وآخرها عملية الخليل، والتى قُتل فيها ثلاثة من قوات الاحتلال، هى رد طبيعى على المجازر البشعة وحرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة والجرائم الصهيونية فى الضفة والقدس المحتلة.
ودعت حماس «لاستنفار كل المدن والقرى والمخيمات لإشعال النار فى وجه الاحتلال وقطع طرق المستوطنين بكل السبل»، كما دعت «كل من يحمل السلاح لتوجيه الرصاص إلى صدور المحتلين الذين يواصلون ارتكاب المجازر فى حق أهلنا فى قطاع غزة الصامد».
فى غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، خلال يومين36 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم صحفية، وأربع طالبات من الخليل، إضافة إلى أسرى سابقين، وقد تركزت الاعتقالات فى محافظة الخليل.
وقال نادى الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين فى بيان مشترك، إن عدد المعتقلين منذ بدء العملية العسكرية التى أعلن عنها الاحتلال فى الضّفة ارتفع لـنحو (110).
وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 10 آلاف و400 مواطن من الضّفة، بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على فلسطين.
وأوضح أن حملات الاعتقال هذه تشكّل أبرز السّياسات الثّابتة، والممنهجة التى تستخدمها قوات الاحتلال، بهدف تقويض أى حالة مواجهة متصاعدة، كما أنها من أبرز أدوات سياسة (العقاب الجماعي) التى تشكّل كذلك أداة مركزية لدى الاحتلال فى استهداف المواطنين.
أما فى القدس المحتلة فقد اعتقلت قوات الاحتلال أمس 5 أشخاص من بلدات وأحياء المدينة، وحولتهم للتحقيق فى الشوارع، واقتحمت القوات برفقة المخابرات بلدات العيسوية وسلوان، والقدس القديمة، وانتشرت فى الازقة والحارات.
كما أغلق الجيش الإسرائيلى عددًا من الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس منها حاجزا حزما والزعيم، وأطلقت القنابل الضوئية فى محيط بلدة حزما شرق المدينة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أنَّ قوات الاحتلال أغلقت مدخل قرية عناتا بالكامل، ولم تسمح للمركبات بالخروج من القرية أو الدخول إليها، بالتزامن مع إغلاق حاجز جبع العسكري، كما أوقفت عددًا من مركبات المواطنين على تلك الحواجز وفتشتها.