فى خضم التحديات الجسيمة والعديدة التى تواجه المجتمعات بأسرها والسلوكيات غير السوية والتفكك الاجتماعى الذى ضرب كيان المجتمعات الإنسانية بصفة عامة يلجأ الإنسان إلى الهدوء والسكينة والطمأنينة فى بيوت الله الذى أذن أن ترفع فيها اسمه خاصة إذا كان هذا البيت يضم اسباط رسول الله الحسن والحسين والسيدة زينب.
شاهدنا جميعا التطور الكبير الذى حدث فى مسجد السيدة زينب والافتتاح الأسطورى للمسجد الزينبى العريق وكذلك السيدة نفيسة وسيدنا الحسين ولعل هذه الأيام تتجلى اللحظات الإيمانية ونشاهد الملايين مَنْ أرجاء الأرض بشرق البلاد وغربها يحتفلون بذكرى مولد عقيلة بنى هاشم وشقيقة السبطين الحسن والحسين حيث يحتفل أهل مصر والعالم الإسلامى بمولدها كل عام يوم 21 مَنْ شهر رجب «الافتتاح والليلة الختامية» يوم 28 مَنْ نفس الشهر.
ولدت السيدة زينب فى عهد رسول الله سنة خمس هجرية بعد الحسين بسنتين وطلب الإمام على «رضى الله عنه» مَنْ النبى صلى تسميتها فاطلق عليها اسم زينب على اسم خالتها احياءً لذكراها.
اسمها وكنيتها سميت زينب بمعنى الفتاة القوية العاقلة وزينب شجر جميل له بهاء سميت النساء به.
وصفت السيدة زينب «رضى الله عنها»، بجمال الطلعة وقال عنها الجاحظ إنها كانت تشبه أمها لطفا ورقة وتشبه أباها علماً وتقى فقد نالت الفضليين وجمعت بين الحسنين ووصفها آخرون كأنها شمس طالعة وكانت فى البلاغة والزهد والشجاعة قرينة ابيها الإمام على وأمها الزهراء «رضى الله عنهما».
قدمت إلى مصر بعد معركة كربلاء وعلم المصريون بقدومها وهبوا خارجين لاستقبالها بما يليق بها مَنْ الحفاوة فى قرية العباسة القريبة مَنْ بلبيس بمحافظة الشرقية يتقدمهم الوالى مسلمة بن مخلد ومعه وفد مَنْ أعيان البلاد وإشرافها ودخلت مصر أول شعبان سنة 61 مَنْ الهجرة وتنازل لها الوالى مسلمة بن مخلد الانصارى عن الدار التى نزلت فيها لتقيم بها عابدة زاهدة وتلتقى بالجموع المتوافدين عليها وكان المصريين يتوافدون على مجلسها خاصة أهل الفضل والعلم يستمعون منها إلى تفسيرها لآيات القرآن الكريم وأحاديث جدها وكان مجلسها العامر مشرقاً بأنوار النبوة محفوظاً باجنحة الملائكة موصولا بنور السماء.
دعت السيدة زينب لأهل مصر فقالت آويتمونا آواكم الله ونصرتمونا نصركم الله.