>> لدينا العديد من قصور وبيوت الثقافة ومراكز الشباب منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية.. وقد بدأت الدولة الاهتمام بها فى السنوات الأخيرة بعد فترة طويلة من الاهمال لدرجة أن بعضها كان يتم استخدامه كصالات أفراح.. وأخرى أغلقت أبوابها لضعف الميزانية.. بل هناك قصور ثقافة فى المحافظات عبارة عن شقة صغيرة لا يمكن ممارسة أى نشاط بها!!
منذ 4 سنوات اقترحت دمج مراكز الشباب وقصور الثقافة وجمعها فى كيان واحد يهتم ببناء الإنسان ثقافيا وبدنيا ووجدانيا.. وانقاذ النشء والشباب من الوقوع فى براثن التطرف والإرهاب أو الانحراف والادمان.. وان يتزامن ذلك مع مشروع «حياة كريمة» الذى يعيد تأهيل القرية المصرية.
تأتى اهمية ايجاد جهة واحدة تشرف على مراكز الشباب وقصور الثقافة من وجود 60٪ من سكان البلد من الشباب لابد من حمايتهم واستعادة الشخصية المصرية التى تم تجريفها ويحاول البعض فى الداخل والخارج طمس هويتها.. وقد رأينا جميعا تغيرات فى السلوك ووقوع حوادث وجرائم غير معتادة ولم يألفها المصريون.
بالتأكيد سيكون من ايجابيات الدمج توفير النفقات والميزانيات الموزعة حاليا ما بين وزارتى الشباب والثقافة.. وسيتم ايجاد مكان كبير لمزاولة الانشطة بدلاً من الشقق التى لا تستوعب من يريدون الالتحاق والمشاركة.. كما ان الكيان الجديد الموحد سيتم من خلاله مزاولة النشاطين الرياضى والثقافى معا بدلاً من الاهتمام بجانب واحد!!
تهدف الكيانات الجديدة إلى بناء العقول والأجسام والوجدان معا.. فهى تبرز مواهب النشء والشباب وتستغل طاقاتهم وابداعاتهم.. فهى ستكون مجهزة بملاعب وادوات ومعدات للحفاظ على اللياقة البدنية «جمانيزيوم» إلى جانب مكتبة وغرفة للموسيقى ومسرح صغير ومرسم ومعرض للفنون التشكيلية واندية للتكنولوجيا والعلوم.. بحيث يجد فيها كل شاب هوايته ويمارسها فى مكان آمن بدلاً من التسكع فى الشوارع أو الجلوس على المقاهي!!
لقد أصبح شباب كل طبقة يتعاملون مع انفسهم فقط ولهم عالمهم الخاص ولا توجد لغة مشتركة مثلا بين من يتعلمون فى المدارس والجامعات الحكومية واقرانهم الذين يدرسون بالمدارس والجامعات الاجنبية ذات المصروفات الخيالية.. ولكن فى ظل وجود مكان لممارسة الابداع والانشطة الرياضية والثقافية خاصة فى القرى والمحافظات فقد يعود الاندماج بين شباب الوطن!!
يحتاج الشباب مزيداً من الدعم التى يمكن ان تكون هى الكيانات الجديدة حيث إنه بالتأكيد سيتم الاستعانة فيها بمشرفين على اعلى مستوى من الكفاءة الرياضية والثقافية والفنية.. وسيقومون بمساعدة الشباب وحل مشاكلهم وتنمية مواهبهم ويمكن ايجاد اعمال لهم وحل مشكلة البطالة عن طريق تعليمهم الاعمال اليدوية خاصة للفتيات وبيع انتاجهن.. وتكوين فرق رياضية وموسيقية ومسرحية تجوب مدن وقرى المحافظة بتذاكر رمزية يحصل منها الموهوبون على مكافأة حتى يجدوا وظائف.
علينا ان نبحث عن افكار جديدة لبناء الانسان واستعادة الشخصية المصرية والاهتمام بالنشء والشباب باعتبارهم المستقبل.. وذلك لن يكون بالاهتمام بالرياضة او بكرة القدم فقط.. ولكن بالجانب الثقافى وهو الأهم.. ويمكن من خلال هذه الكيانات التى يمكن ان نطلق عليها «مراكز أو بيوت أو قصور الابداع» استضافة كبار المفكرين ونجوم المجتمع فى مختلف المجالات وكبار رجال السياسة والاعمال والادباء.. وكذلك العلماء والمخترعين فتلك النماذج الناجحة يجب تقديمها للأجيال لقادمة ليتعلموا منها «مشوار النجاح»!!
ليس المهم ان تكون هذه الكيانات الجديدة تابعة لوزارة الشباب او لوزارة الثقافة أو لمجلس الوزراء مباشرة المهم انشاء هذه المراكز لجمع الشباب وتقديم الموهوبين.. وتعليمهم الحوار وممارسة دورهم السياسى وزيادة وعيهــم وبنـــاء شخصيتهم رياضيــــا و ثقافيـــــا.. وبناء اجســــامهم بدنيا ووجدانيا.. وهذه مهمة تحتاج إلى جهد كبير.. وإلى فكر جديد.. وإلى مشرفين على أعلى مستوى فى مختلف المجالات.. وإلى ميزانيات ايضا.. ولكن العائد هو بناء المستقبل!!
القمة.. !!
قلنا أكثر من مرة ان وحدة العرب واتفاقهم على كلمة واحدة وتجاوز كافة خلافاتهم البينية لم يعد ترفاً أو انه مجرد خيار يفرضه الواقع المؤلم والاحداث الجارية فى المنطقة والعالم.. ولكنها ضرورة لا بديل عنها ولابد من انهاء الحروب الاهلية والنزاعات القائمة بين الاخوة والاشقاء.. كما انها ضرورة اكبر لضمان وجود الأمة والحفاظ على بقائها وكيانها وتماسكها فى عالم جديد يتشكل وعلاقات دولية لا تعترف سوى بالتكتلات وبالأقوياء!!