كان رائعًا أن يبادر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بدعم مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، وأن يرحب فضيلته بالمبادرة، معلنًا مشاركة الأزهر الشريف من خلال قطاعاته المختلفة والمنتشرة على مستوى الجمهورية، انطلاقًا من واجبه الديني والمجتمعي، ودوره الوطني.
كما أصاب البيان الصادر عن مشيخة الأزهر الشريف -تعليقا على المبادرة- حين ثمّن فضيلة الإمام الأكبر ما قام به سيادة الرئيس من ربط المبادرة باستراتيجية تعليم، وثقافة وطنية، تستهدف تعزيز الهوية، وإيقاظ الحث الوطني والاعتزاز بالدين واللغة عبر المناهج التعليمية والمحتوى العلمي والإعلامي والثقافي.
والناظر بعين الإنصاف، يجد أن رؤية السيد الرئيس ورؤية فضيلة الإمام الأكبر نحو «الإنسان» تَخرُجان من «مشكاة واحدة» وهي بناء الإنسانية والحفاظ عليها وتعزيز قيم الوطن والمواطنة، فمنذ تولي الرئيس مسؤولية الحكم؛ وهو يهتم بتنمية وبناء المواطن المصري صحيا وعلميا وثقافيا، حيث توالت المبادرات الرئاسية واحدة تلو الأخرى، إلى أن وصلت إلى أحدث مبادرة وهي «بناء الإنسان».
وفي ذات السياق، لا يستطيع أحد أن ينكر جهود فضيلة الإمام الأكبر في إرساء قيم التعايش المشترك وتعزيز السِّلم والأخوة ونشر قيم الخير والمحبة والسلام، لنجد أنفسنا أمام قامتين، القامة الأولى تتمثل في قائد حكيم يوجه بالبناء ويعيد قراءة المشهد من جديد، والقامة الثانية شخصية ملهمة وقاطرة تقود باقي المؤسسات لتحقيق الأهداف.
لا يساورني الشك قيد أنملة في حكمة الإدارة السياسية ودقتها في التوجيه والمراقبة على مراحل تنفيذ المبادرة، كما أثق تمام الثقة في جهود وتنسيق وتكامل جميع مؤسسات الدولة في مختلف أقاليم الجمهورية، وعلى رأسها مؤسسة الأزهر الشريف، ولا أخفي تفاؤلي بأن تصبح المبادرة مصدر إلهام للمجتمعات الأخرى، وأن يستلهم المواطن المصري القيم التي رسختها، ولا يكتفي بالاستفادة من جني ثمارها، بل يقدر قيمة العمل الجماعي المشترك ويحرص أن يكون جزء منه، كما أتمنى أن تدرج المبادرة ضمن المناهج الدراسية، وما يترتب عليه من توافر برامج التدريب المتقدمة للمعلمين.
وفي النهاية.. دعونا نقر بأهمية المبادرة، وإلى أي مدى ستعود بالنفع على المواطن والوطن، وليعمل الجميع كل في مجاله وتخصصه وخندقه لإنجاحها، ولتكون بمثابة شجرة يمتد ظلها، تؤتي أكلها كل جيل من الأجيال القادمة، لا مجرد نبتة جميلة غُرست ورُويت لبضعة أيام ثم تُركت لقدرها.
مقال في غاية الأهميةجمع بين تطلعات المرحلة القادمة وآمال المصريين.. أعتقد ان هذين المحورين قد ينالا قسطا من الأهمية ممن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد. تحياتي لصاحب المقال وتمنياتي له بالاستمرار