>> إذا سألت أى طفل منذ نصف قرن «ماذا يريد أن يكون عندما يكبر؟!».. لقال لك أغلبهم دون تفكير «ضابط».. ومنهم يقولون «طبيب أو مهندس» وقد تتعجب عندما تسمع أحدهم يقول أريد أن أكون عاملاً فى مصنع الحديد والصلب أو المحلة الكبرى أو «فلاح» مثل أبي!!
لو كررت السؤال على أطفال اليوم لقال 08٪ منهم دون تردد «عايز أطلع لاعب كرة» و01٪ يكون ردهم «نفسى أكون زى محمد رمضان».. والـ 01٪ الباقين يختارون أن يصبحوا مثل «حمو بيكا»!!
أيام زمان كان يوجد فى عالم الكرة صالح سليم «المايسترو» وحمادة إمام «الثعلب» ثم جاء الخطيب «بيبو» وحسن شحاتة «المعلم» وعلى أبوجريشة «الفنان» وغيرهم من أساطير الكرة.. ومع ذلك الأطفال والشباب وقتها كانوا يشجعونهم وقد يتمنون أن يلعبوا مثلهم ولكنهم عندما يرتبط الأمر باختيار ما يبنى مستقبلهم كانوا يتركون الهواية التى يحبونها ويعملون ما يفيدهم ويفيد بلدهم!!
ليت من اختار الآن أن يكون لاعب كرة ويكون مثله الأعلى محمد صلاح يخوض نفس تجربته من العمل الشاق والتدريب وتكوين الشخصية.. ومن كان يريد أن يكون ممثلاً يتمتع بالموهبة ويكون مثله الأعلى نور الشريف ومحمود مرسى وأحمد زكى أو عمر الشريف ورشدى أباظة وليس من يتباهى بسياراته الفارهة.. ومن تمنى أن يكون مطرباً له صوت جميل مثل عبدالوهاب ومحمد فوزى وعبدالحليم أو من مطربى الجيل الجديد محمد منير ومحمد الحلو وعلى الحجار ومدحت صالح أو حتى عمرو دياب بدلاً من أن يكون مثلهم الأعلى كل مطربى المهرجانات والحفلات الذين شوهوا الذوق العام!!
بالتأكيد لا ذنب للأطفال ولا للشباب فى اختيارهم هذه النماذج لتكون مثلهم الأعلي.. وتكون كل أمنياتهم أن يصبحوا مثلهم.. فنحن جميعاً مسئولون عن ذلك.. نعم المجتمع كله مسئول عن الاحتفاء بهذه النماذج المشوهة.. والإعلام هو الذى قدمها ويلح فى عرض أعمالها.. ووسائل الاتصال «والسوشيال ميديا» مسئولة عن نقل أخبارهم وكل تفاصيل حياتهم وكيف يعيشون وماذا يأكلون وماركات ملابسهم وتسريحات شعرهم.. فكان من الطبيعى أن يتعلق بهم النشء ويحاولوا تقليدهم.. ولأن الأموال أصبحت فى أيدى هؤلاء المشاهير «بالهبل» وجاءت إليهم بسهولة ودون تضحيات كبيرة بعد انتشار أعمالهم.. فإن ذلك زاد من حلم كل طفل وشاب أن يصبح مشهوراً وثرياً مثلهم!!
كم من برنامج على مختلف القنوات الفضائية يتم تقديمه مع لاعبى الكرة ومطربى المهرجانات والفنانين الذين بلا تاريخ.. وكم من برنامج عن مسابقات لاكتشاف المطربين والممثلين الجدد.. وفى المقابل كم برنامجاً يتم تقديمه مع العلماء والمخترعين والمبتكرين.. وكم برنامجاً للمسابقات العلمية والثقافية؟!
للأسف لا يوجد سوى برنامج «مصر تستطيع» لأحمد فايد وبرنامج مسابقات واحد هو «العباقرة» الذى يقدمه عصام يوسف امتداداً لما كان يقدمه والده المرحوم عبدالتواب يوسف الذى تربت أجيال على برنامجه فى الإذاعة فتحية لهذا البرنامج الذى نتمنى أن نرى مثله على كل القنوات.. خاصة بعد اختفاء برامج المسابقات الثقافية الهادفة مثل التى كانت تقدمها نجوى إبراهيم أو جورج قرداحي.. فضاع العلم والثقافة أمام الرقص والمهرجانات؟!
لا يمكن إنكار أثر الرياضة فى بناء الأجسام.. ولا تأثير الفن الراقى فى بناء الوجدان ومع ذلك فلا الكرة ولا التمثيل ولا الغناء يبنى الأوطان.. ولكن لن يبنى الأمم سوى الإنسان المسلح بالإيمان والعلم والثقافة.. والذى يعمل فى الزراعة والصناعة والتجارة وكل ما هو منتج.. والأهم أنه يعرف قيمته كإنسان وقيمة وطنه فى الحضارة الإنسانية!!
«هاريس» الأقرب.. رغم اللوبى الصهيوني!!
>> اشتعلت حدة المنافسة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية بين كاميلا هاريس ودونالد ترامب وكثف المرشحان جولاتهما وركزا على الولايات المتأرجحة لكسب أصوات ناخبيها بكل الطرق حيث لم يعد متبقياً سوى 81 يوماً على بدء التصويت ونهاية المشوار الذى يريد كل منهما حسم نتيجته لصالحه من الجولة الأولي!!
لم يدخر «ترامب» ولا «كاميلا» جهداً فى جولاتهما واستخدما كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لمهاجمة الخصم والتعرض لحياته الخاصة والضرب تحت الحزام.. كما ألقت الحملتان الانتخابيتان للحزبين الجمهورى وشعاره «الفيل» والديمقراطى «الحمار» بكل ثقلهما خلف مرشحهما وإظهار أنه الأجدر بالرئاسة وبرنامجه الانتخابى هو الأجدر بالتأييد.. وفى نفس الوقت النيل من مرشح الحزب الآخر واتهامه أنه سيدمر البلاد ووحدتها!!
.. ولأن ساكن البيت الأبيض يؤثر على العالم سياسياً واقتصادياً وعلى منطقتنا بصفة خاصة.. فإن ما يهمنا هو سياسات الرئيس القادم وقراراته الخاصة بما تمر به المنطقة من أجواء وتوترات وأحداث خاصة استغلال إسرائيل فرصة الانتخابات الأمريكية وقيام نتنياهو وعصابته اليمينية العنصرية بالهجوم على غزة والضفة وجنوب لبنان وبيروت وتوسيع نطاق الحرب وعدم الانصياع للقرارات الدولية بل ومهاجمة قوات الأمم المتحدة دون رادع.. وفوز ترامب يعنى بقاء نتنياهو واستمراره فى تدمير المنطقة واحتلال غزة وجنوب لبنان والسيطرة نهائياً على الجولان.. وهذا لا يعنى أن فوز «كاميلا» سيوقف ذلك ولكنها ستؤيد إسرائيل بكل قوة وإن كانت قد لا تتعامل بنفس القوة مع نتنياهو حتى يتم تغييره فهى تفضل قيادة جديدة فى إسرائيل مع ضمان تفوقها ولن تتراجع عن تأييد أمريكا السافر لها وستمدها بأحدث الأسلحة لضرب حماس وحزب الله وإيران!!
تستغل «هاريس» تصريح «ترامب» بأنه ينوى استخدام الجيش لمعاقبة المعارضين بالداخل.. وأشارت إلى أن الرئيس السابق يعنى أنه سيلاحق الصحفيين وكل من ينتقده ويعتقله عن طريق القوات المسلحة.. بينما ترامب يستعدى أصحاب البشرة السوداء على نائبة الرئيس الحالى ويكتسب عطفهم مع أنها «سمراء» كما يتهمها بأنها «شيوعية واشتراكية»!!
مازالت استطلاعات الرأى متأرجحة بين مرشحة الحزب الديمقراطى كاميلا هاريس.. والجمهورى دونالد ترامب.. وإن كانت أجهزة ومؤسسات الدولة العميقة لا تريد عودة ترامب للرئاسة ولها معه خصومة سابقة «وتار بايت» لذلك ستقاوم فوزه بكل الطرق وهذه الأجهزة هى التى أجبرت الرئيس جو بايدن على الانسحاب من الترشيح بعد أن رأت أن فوزه على ترامب مسألة صعبة لذلك تقف مع هاريس بكل قوة.. كما أن المزاج العام فى أمريكا مستعد لاستقبال امرأة فى قيادة البلاد لأول مرة وإن كان اللوبى الصهيونى مع ترامب فمن سيدخل البيت الأبيض فى 02 يناير القادم ترامب أم كاميلا التى قد تكون هى الأقرب للجلوس فى المكتب البيضاوى ولننتظرها؟!