برعاية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، شهد المهندس خالد الحنيفات مندوب راعي المهرجان، وزير الزراعة الأردني، وبحضور حمد عبد الله المطروشي القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بعمّان، والدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، افتتاح المهرجان الدولي السادس للتمور الأردنية الذي تنظمه الأمانة العامة للجائزة بالتعاون مع وزارة الزراعة الأردنية وجمعية التمور الأردنية.
كما شهد حفل افتتاح المهرجان، الذي ينظم في الفترة من 10- 12 نوفمبر الجاري، عدد من ممثلي المنظمات الدولية وأعضاء السلك الدبلوماسي المقيم في الأردن وحشد كبير من الباحثين وأصحاب المزارع ومنتجي التمور والشركات في المملكة الأردنية الهاشمية.
بروتوكول تعاون بين الوزارة والجائزة
أكد الوزير الحنيفات في كلمته خلال حفل الافتتاح أن المهرجان يؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين دولة الإمارات والمملكة الأردنية، كما وجه الشكر للشـــيخ منصـــور بـــن زايـــد آل نهيـــان، نائب رئيس الدولة، نائـــب رئيـــس مجلـــس الـــوزراء، رئيس ديوان الرئاســـة، بدولـــة الإمـــارات العربيـــة المتحـــدة على دعمه المستمر للمهرجان، حيث جرى تنفيذ المهرجان بنـــاء علـــى بروتوكـــول التعـــاون الموقـــع فـــي العاصمـــة عمّان بتاريـــخ 26/02/2024، بيـــن وزارة الزراعـــة الأردنيـــة والأمانـــة العامـــة لجائـــزة خليفـــة الدوليــة لنخيــل التمــر والابتــكار الزراعــي، وجمعيــة التمــور الأردنيــة وبالتعـــاون مـــع المنظمـــات الإقليمية والدولية.
الاهتمام بقطاع النخيل
وأضاف إن زراعة النخيل في الأردن تُعد من الزراعات التي لها جذور وامتدادات تاريخية قديمة وهناك العديد من الشواهد التاريخية، فمدينة العقبة الأردنية عرفت زراعة النخيل قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة، كما شهد قطاع النخيل اهتماما من القطاع الخاص بسبب الميزة الجغرافية وخاصة لصنف المجهول حيث بلغ حجم الاستثمارات في القطاع بما يقارب نصف مليار دولار ويساهم في تشغيل حوالي 10 آلاف فرصة عمل. منها حوالي 40% من النساء.
65 مليون دينار صادرات التمور الأردنية
وأشار الوزير إلى أن الرعاية السامية للملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية للمهرجان دليلٌ جليّ على نجاح المهرجان المستمر عاماً بعد عام، مؤكداً بأن 20% من المساحات الزراعية في وادي الأردن مزروعة بأشجار النخيل، ويصدر الأردن نسبة عالية من الإنتاج سنوياً وبأعلى معايير الجودة الى مختلف الأسواق العالمية حيث تبلغ الصادر أكثر من 65% من إنتاج التمور للخارج. ويبلغ حجم صادراتنا من التمور حوالي 65 مليون دينار، والذي يحقق رافعة اقتصادية للزراعة في الأردن ومشغلة للأيدي العاملة.
نجاح المهرجان
من جهته قال الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في الكلمة الافتتاحية إننا نعتز ونفتخر بالنجاح الذي حققه المهرجان الدولي للتمور الأردنية لأنه ثمرة للتعاون القائم بين البلدين الشقيقين، كما جاء ليؤكد على عمق العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وشقيقه الملك عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية.
كما يعكس تنظيم هذا المهرجان عمق الروابط الأخوية والتعاون الوثيق بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو تجسيد حي للإرادة المشتركة في البلدين لدعم القطاع الزراعي وتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور في العالم العربي.
التمور تدعم الاقتصاد الوطني
وأشار الدكتور عبد الوهاب زايد إلى أن التمور الأردنية باتت علامة فارقة في قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، بل تعتبر عنصرا داعما للاقتصاد الوطني الأردني، وتحظى بتقدير واسع في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. ويأتي هذا المهرجان كمنصة مهمة لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين المزارعين والمنتجين والخبراء المشاركين في المهرجان يمثلون أغلب الدول المنتجة للتمور، وإبراز التقدم الذي تم تحقيقه في هذا المجال.
الجائزة تنظم 53 مهرجانا للتمور في 8 دول
كما جاء هذا المهرجان ليؤكد من جديد على المكانة الدولية التي حظيت بها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ودورها البَنَّاءْ في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، بعد أن حققت الجائزة نجاحاً ملموساً من خلال تنظيم سلسلة من مهرجانات التمور وصل عددها إلى 53 مهرجان في 8 دول هي الإمارات، ومصر، والسودان، والأردن، وموريتانيا، والمغربية، والمكسيك، وباكستان. وذلك بفضل ما تحظى به من رعاية ودعم القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
زيادة في إنتاج التمور
كما وجه المهندس أنور حداد رئيس جمعية التمور الأردنية في كلمته خلال حفل الافتتاح الشكر إلى دولة الامارات العربية المتحدة ممثلة بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ووزارة الزراعة الأردنية على جهودهما في تنظيم المهرجان بهذا المستوى الرفيع للعام السادس على التوالي بالتعاون مع جمعية التمور الأردنية، مشيراً إلى النجاح الذي حققه المهرجان خلال ست سنوات حيث سجل قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور بالمملكة الأردنية الهاشمية توسعاً مضطرداً في المساحات وصل إلى 45,000 دونم في وادي الأردن، كما سجلت التمور الأردنية زيادة في الإنتاج وصلت إلى 35000 طن من التمور، وارتفاع الطلب على التمور الأردنية بالأسواق الدولية وصل إلى 125% عن الأعوام السابقة، حيث صدرت الأردن تمورها الفاخرة إلى أكثر من 51 دولة حول العالم، في حين تجاوزت قيمة إنتاج الأردن من التمور 60 مليون دولار، حيث احتل الأردن المرتبة (11) من حيث كمية الصادرات والمرتبة (9) من حيث قيمة هذه الصادرات.
احتفالات اليوبيل الفضي
كما وجه المهندس حداد الشكر إلى الملك عبد الله الثاني على اهتمامه ورعايته ودعمه المتواصل لقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور بالمملكة، وذلك في سياق الذكرى الخامسة والعشرين لجلوس الملك عبد الله الثاني على العرش، حيث تعيش المملكة الأردنية الهاشمية احتفالات اليوبيل الفضي، باعتبارها مناسبة وطنية مهمة لتسليط الضوء على الإنجازات التي حققها مزارعي نخيل التمر الأردنيون بقيادة الملك.
إنجازات الجائزة خلال 17 عاماً
جرى عرض فيلم وثائقي حول إنجازات الجائزة خلال ستة عشر عاماً (2007 – 2024) وعلاقة أهداف الجائزة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وكيف ساهمت الجائزة في دعم هذه الاهداف لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
معرض التمور بمشاركة منتجين مصريين
عقب ذلك افتتح وزير الزراعة، والقائم بأعمال سفارة الإمارات بعمّان، وأمين عام جائزة خليفة الدولية، المعرض المصاحب للمهرجان وسط حضور كبير لمنتجي ومصنعي التمور من المملكة الأردنية الهاشمية والدول المنتجة للتمور المشاركة بالمهرجان. بمشاركة 53 عارضا يمثلون 10 دول منتجة للتمور (الإمارات، ومصر، وفلسطين، وموريتانيا، والمكسيك، باكستان، والمغرب، وسورية، وإيطاليا، والأردن).
الندوة العلمية للمهرجان
كما يرافق المهرجان الدولي السادس للتمور الأردنية ندوة علمية بمشاركة 22 خبيرا وباحثا أكاديميا متخصصا بزراعة النخيل وإنتاج التمور من مختلف المؤسسات الحكومية والمراكز البحثية من عدد من الدول المنتجة للتمور، ضمن ثلاث جلسات علمية وجلسة نقاشية موسعة يمثلون 10 دول منتجة للتمور.
وأكد أمين عام الجائزة على أهمية البحث العلمي في تطوير قطاع النخيل وإنتاج التمور مشيداً بالجهود العلمية التي بُذلت من كافة جهات الاختصاص لتطوير هذا القطاع على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية، بالتعاون بين وزارة الزراعة الأردنية، وجمعية التمور الأردنية مع الأمانة العامة للجائزة والمنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة.
وأضاف لقد بات واضحاً للعيان، أن تنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور يحتل أولوية خاصة على خارطة التنمية الزراعية الشاملة في عدد من الدول المنتجة للتمور وخصوصاً في المملكة الأردنية الهاشمية، لما يمثله هذا القطاع من أهمية اقتصادية متزايدة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.