تعرضت الى موقف صعب بعدما جلست بجوار صديق مثقف على مقهى «بيت العائلة « والذى يقع فى منطقة راقية بحدائق حلوان ويطلق عليه مقهى الصفوة لتردد العديد من القامات الثقافية والعلمية والقانونية عليه ..وطرحه سؤالا تقريريا عن اسباب بلطجة دولة الاحتلال فقال «هى دى البلطجة» لاتحترم معاهدات ولا تلتزم باتفاقيات ولا تراعى حقوقا ولاتعترف بالتزامات .
وهنا ساد صمت طويل ونظر الجميع الى الأعلى قبل ان ينطلق نقاش موسع شارك فيه غالبية من يجلس على المقهى .
البداية كانت تعريف احد اساتذة اللغة العربية لمعنى كلمة بلطجى هو «من يقوم بأعمال البلطجة من اعتداء على الآخرين بدون وجه حق وارتكاب الأعمال المخالفة للقانون»وتدخل آخر فقال نوع من النشاط الإجرامى يقوم من يمارسه بفرض السيطرة على فرد أو مجموعة، وإرهابهم وتخويفهم بالقوة عن طريق الاعتداء عليهم أو على آخرين والتنكيل بهم وأحياناً قتلهم ..قبل ان يتدخل احد اباطرة القانون فقال ابادة شعب اعزل بلطجة.. عدم احترام القرارات الدولية بلطجة.. عدم الاعتراف بحقوق الاخرين بلطجة ..وسط الحديث الهاديء انفجر محامى شاب بصوت جهورى «انتم بتقولوا إيه ؛البلطجة من زمن «من احتلال الارض وسرقة الوطن وتهجير أهل فلسطين . تحول المقهى فجأة الى مايشبه حلبة النقاش الكل يدلى بدلوه ويتحدث ويسب ويلعن فى دولة الاحتلال وما تفعله وصمت العالم ؛قبل ان ياخذ الحوار منحنى اخر .
>>> مصر مستهدفة واكاذيب اسرائيلية تطاردها من خلال وسائل اعلام غربية وبعض الاقلام المأجورة ..ومحاولات مكشوفة لجر «الشكل»وتصريحات غير مسئولة ومحاولات للهروب من الأزمات السياسية الداخلية لدولة الاحتلال بادخال مصر فى اى «جملة مفيدة»..اسعدنى مشاركة بعض الشباب فى النقاش ووعيهم بما يحاك لمصر واطلاعهم على مجريات الاحداث. *** ومع سخونة النقاش سكت الجميع عندما تحدث شاب لم يتجاوز العشرين «عرفت بعد ذلك انه فلسطيني»أفاض فى شرح الأحداث ودور مصر البطولى الثابت منذ نكبة 48 وحتى اليوم..والمؤامرةالتى يتعرض لها الشعب الفلسطينى ومحاولات تهجيره ومحططات العدو المستمرة لطرد اصحاب الحق والأرض.
سأله رجل كبير فى السن والمقام ..إسمك إيه..ماردش ..واكتفى فلسطينى غير مغيب يعرف قدر مصر وما قامت به وما تتحمله من ضغوط للتخلى عن مناصرة الحق واحد موقف المحايد ..وعدت دقائق وتدخل أخر فى الحوار وطرح تساؤل هام ..ماذا بعد قرار محكمة العدل الدولية..وانقسم الحضور ما بين ؛ ولا حاجة لن تحترم القرار وسوف تساعدها بعض الدول وسيكون قرار على ورق مثله مثل سابقيه..وبين فريق يرى ان العالم سيتحرك هذه المرة لاجبار دولة الاحتلال باحترام القرارات الدولية ..المهم وأنا استمع للمناقشات نزل شخص من البيت اللى يعلو المقهى ومعه طفل يرتدى «الكوفية الفلسطينية» فسكت الجميع بعدما علت ابتسامة على وجةالحضور..القضية مستمرة والحق سيعود يوما لاصحاب الارض .
>>> ما نمر به هذه الأيام من حراك وطنى والتفاف حول القيادة المصرية يؤكد يوما بعد أخر مدى الوعى الذى يتمتع به الشعب المصرى وحرصه على حقوق فلسطين مع ايمانه التام بقدرة مصر على حماية ارضها والحفاظ على امنها وحدودها.
>>> غادرت وأنا مطمئن ان القضية مستمرة والحقيقة يعرفها الجميع وأن ايمان الشعب المصرى بعدالة القضية الفلسطينية راسخ فى وجدان كل وطنى مخلص ..وتبدل القلق الى يقين بأن النصر قادم مهما طال الزمن وتأخر.