يأتى عيد الأم هذا العام بينما تعيش المرأة الفلسطينية أسوأ مراحل الصمود فى وجه عدوان غاشم تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. أدت حرب الإبادة إلى فقد الآلاف من الفلسطينيات لابنائهن أو أزواجهن، مما زاد من معاناة السيدات فى غزة، حيث باتت كل إمرأة فى نضال مستمر بين تضميد جراح من تبقى من الابناء، او توفير لقيمات مغمسة بالدم لسد الجوع والبقاء على قيد الحياة.
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن 37 أما يُستشهدن يوميا فى قطاع غزة. وأضاف الهلال الأحمر فى تصريح على منصة «X»، أنه فى الوقت الذى تحتفل به دول العالم العربى بعيد الأم، هناك 37 أمّا يُستشهدن يوميا، فى العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ167.
وكانت هيئة الأسرى والمحررين، ونادى الأسير، قد أعلنا أن هناك 28 معتقلة من الأمهات، وهن من بين 76 معتقلة يقبعن فى سجون الاحتلال الإسرائيلى حيث يحرمهن الاحتلال من عائلاتهن وأبنائهن.
وأضافت الهيئة والنادى فى بيان مشترك أمس بمناسبة عيد الأم «الذى يأتى هذا العام فى زمن الإبادة الجماعية المتواصلة بحقّ شعبنا فى غزة، والتى أدت إلى استشهاد الآلاف من الأمهات والأطفال، وحرم الآلاف من الأبناء والأطفال من أمهاتهنّ كما حُرمت الآلاف من الأمهات من أطفالهنّ، هذا عدا عن الأسيرات الأمهات من غزة المعتقلات فى المعسكرات الإسرائيليّة، ويواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسرى بحقّهنّ، علمًا أنّ الاحتلال، وبعد السابع من أكتوبر نفّذ اعتقالات جماعية واسعة بحقّ النساء فى غزة، وكان من بينهنّ أمهات وجدّات، واليوم من بين الأسيرات فى سجن الدامون أربع أسيرات من غزة منهنّ أسيرتان ووالدتهم.
وفى ضوء الجرائم المروّعة التى تعيشها الأم الفلسطينية، فإنّ هذا اليوم يشكّل محطة ليس فقط للاحتفاء بتضحيات الأم الفلسطينية الاستثنائية، التى تواجه القتل والتّشريد والاعتقال والتّهديد بشكلٍ ممنهج منذ عقود طويلة، وعلى مرأى من العالم، بل هو محطة لعكس مستوى جرائم الاحتلال غير المسبوقة بكثافتها بعد السابع من أكتوبر، والتى يواصل الاحتلال تنفيذها بدعم قوى دولية، وذلك فى الوقت الذى يحتفى العالم بعيد الأم بطريقته، ويستثنى الأم الفلسطينية، فى ظل انعدام إرادة عالمية حقيقية لإنهاء الاحتلال ووقف جرائمه المتصاعدة.
وبيّنت الهيئة والنادى أنّ سلطات الاحتلال كثّفت كذلك من الجرائم وعمليات التّعذيب والاعتداءات بمختلف مستوياتها، بحقّ الأسيرات ومنهنّ الأمهات، والتى عكستها عشرات الشّهادات التى وثقتها المؤسسات المختصة، إضافة إلى الشّهادات التى نقلتها الطواقم القانونية على مدار الفترة الماضية، حيث يحتجز الاحتلال غالبية الأسيرات، ومنهنّ الأمهات فى سجن «الدامون».
أوضحت الهيئة والنادى أنّ الجرائم والانتهاكات التى نفّذها الاحتلال الإسرائيليّ بحقّ الأسيرات ومنهنّ الأمهات بعد السابع من أكتوبر تصاعدت بشكل غير مسبوق، وكانت من أبرز الجرائم التى وثقتها المؤسسات، اعتقال الأمهات كرهائن للضغط على أزواجهنّ أو أبنائهنّ المستهدفين من قبل الاحتلال، واحتجازهنّ فى ظروف قاسية وصعبة جدًا، هذا عدا عن عشرات الأمهات اللواتى اُعْتُدِى عليهنّ فى منازلهنّ خلال عمليات الاقتحام والاعتقال التى تمت لأفراد من أسرهنّ، وإخضاعهنّ لتحقيقات ميدانية، وإلى جانب كل ذلك فقد صعّد الاحتلال من الاعتداءات الجنسية بحقّهنّ، أبرزها التّفتيش العاري، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التى تنفّذ بحق الأسيرات المريضات منهنّ.
وتابعت الهيئة والنادى أنّ غالبية الأسيرات الأمهات معتقلات على «تهم» تتعلق بالتحريض أو رهنّ الاعتقال الإداريّ، ومنهنّ نساء فاعلات على عدة مستويات حقوقية، وشعبية، واجتماعية.
وفى هذا الإطار قالت الهيئة والنادي، أنّه وعلى الرغم من نداءاتنا المتكررة التى وجهناها على مدار عقود طويلة لوقف جرائم الاحتلال الممنهجة والمتواصلة حتّى اليوم، فإنها لم تلق آذان صاغية، إلا أننا نجدد هذا النداء ونطالب المؤسسات والحركات النسوية العالمية وكل أحرار العالم، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية أمام الجرائم المروّعة التى تواجهها النساء الفلسطينيات منهنّ الأسيرات فى سجون الاحتلال ومعسكراته.