بعد 10 سنوات من توقف الجهود الدبلوماسية برعاية الولايات المتحدة للتوصل إلى قيام الدولة الفلسطينيةعلى أساس حل الدولتين عبر التفاوض، وعقب عقود طويلة من قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، دفعت تضحيات الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة بالمزيد من بلدان العالم إلى الاعتراف بدولته على أرضه.
وفى أحدث التطورات، أعلن وزير الخارجية الكولومبى لويس جيلبرتو موريلو أن الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو وجّه بفتح سفارة للبلاد فى مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وقال موريلو: «أصدر الرئيس بيترو الأمر بفتح السفارة الكولومبية فى رام الله، وتمثيل كولومبيا فى رام الله، وهذه هى الخطوة التالية التى سنتخذها»، معربا عن اعتقاده بأن المزيد من الدول ستبدأ قريبا فى دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمام الأمم المتحدة، وهى الجهود التى دعمتها كولومبيا بالفعل.
وفى بداية هذا الشهر، قال بيترو، الذى استدعى السفير الكولومبى من تل أبيب، إنه سيقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب استمرارها فى الحرب فى غزة. وأغلقت السفارة فى 3 مايو.
وانتقد بيترو رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وطلب الانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا التى تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية فى محكمة العدل الدولية.
كما أعربت السلطات البرتغالية عن رغبتها الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، لكنها تريد تحقيق أقصى قدر من الإجماع وإشراك أكبر عدد ممكن من الدول فى اتخاذ القرار بين دول الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك نقلا عن وكالة لوكا البرتغالية نقلا عن مصدر فى وزارة الخارجية البرتغالية، قال إن البرتغال تجرى مشاورات مع مختلف الدول من أجل تحقيق «أكبر قدر من التوافق»، وإشراك أكبر عدد ممكن من الدول فى اتخاذ القرار.
وكانت الحكومة النرويجية قد قالت، يوم الأربعاء الماضي، إن النرويج ستعترف رسميا بدولة فلسطين، وسيدخل الاعتراف الرسمى حيز التنفيذ فى 28 مايو.. فى اليوم نفسه أعلن رئيس الوزراء الأيرلندى سيمون هاريس أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين، وكذلك قال رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز إن حكومة بلاده ستعترف رسميا بالدولة الفلسطينية الثلاثاء المقبل 28 مايو.
وحتى الآن، تم الاعتراف بدولة فلسطين من قبل 9 دول أعضاء فى الاتحاد الأوروبي، فيما اتخذت 8 دول أخرى هذه الخطوة فى عام 1988، قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى هي: (بلغاريا وقبرص والتشيك وهنغاريا ومالطا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا)، واتخذت نفس القرار السويد عام 2014.
على الجانب الآخر من الأطلنطي، وعلى الرغم من تأكيد واشنطن على أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تدعم حل الدولتين إلا أنها انتقدت قرار الدول الأوروبية ولو ضمنيا بالقول إن تأسيس دولة فلسطينية يجب أن يتم بالمحادثات والمفاوضات وليس بالاعتراف بها بشكل أحادي. أما الموقف الإسرائيلي، فكان غاضبا وساخطا كما هو متوقع.
وفى إسرائيل، قال مسئول إن بلاده وجهت توبيخا لسفراء إيرلندا والنرويج وإسبانيا، أمس بسبب خطة دولهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية الأسبوع المقبل.
وذكر المسئول أنه تم استدعاء السفراء إلى وزارة الخارجية فى القدس وستعرض عليهم لقطات مصورة لم تُنشر من قبل وتظهر مسلحين من حركة حماس وهم يقتادون 5 مجندات إسرائيليات خلال الهجوم على جنوب إسرائيل فى 7 أكتوبر، والذى أدى إلى حرب غزة.. كما استدعت إسرائيل سفراءها فى دبلن وأوسلو ومدريد للتشاور.
من جهتها، علقت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية على قرار الدول الأوروبية قائلة: إن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة يعكس الإحباط الدولى المتزايد حيال الحرب الإسرائيلية فى غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتراف أحادى الجانب بالدولة الفلسطينية قد اكتسب زخما بعد أن دمرت الحرب الإسرائيلية فى غزة قسما كبيرا من تلك الأراضي، كما أدى توسيع نطاق المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية فى الضفة الغربية المحتلة إلى تعريض إمكانية إقامة دولة تتمتع بالسلامة الإقليمية للخطر.